رام الله - منيب سعادة
أعرب مجلس الوزراء المصري خلال جلسته الأسبوعية التي عقدها، الثلاثاء، في مدينة رام الله، عن شكره للجهود الكبيرة التي قامت بها مصر، لإنجاز اتفاق المصالحة الفلسطينية، وإعادة الوحدة للوطن والشعب الفلسطيني. وأكد المجلس أن ما تم الاتفاق عليه في القاهرة برعاية مصرية يعزز ويسرع خطوات إنهاء الانقسام، واستعادة وحدة الشعب الفلسطيني والأرض والمؤسسات الفلسطينية، ويساهم في وضع المسار الوطني في مكانه الصحيح، وهو السبيل الأساسي لمواجهة تحديات الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته السافرة بحق الأرض والإنسان الفلسطيني.
وجدد المجلس جاهزيته لاستلام المهام كافة في قطاع غزة، وأشار إلى أن هناك خطة شاملة لاستلام كافة الوزارات في قطاع غزة، وأعلن عن البدء في إعادة هيكلة الوزارات والدوائر الحكومية في القطاع، وأكد على بدء عمل اللجان المختصة بالمؤسسات والمعابر والأمن.
وأعلن المجلس أنه سيستأنف اجتماعاته الأسبوعية بشكل دوري بين المحافظات الشمالية والجنوبية، ابتداءً من الأسبوع المقبل. وقرر المجلس تعليق سفر الوزراء ورؤساء الهيئات الحكومية إلى الخارج إلّا للضرورة القصوى، وتكثيف التواجد الحكومي في المحافظات الجنوبية في المرحلة المقبلة، تحقيقاً لآمال شعبنا في استمرار الجهد من أجل إنهاء الانقسام.
وعبر المجلس عن استهجانه لإعلان الولايات المتحدة الأميركية انسحابها من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو". وأشار إلى أن خلفية هذا القرار هو مبرر خاطئ واتهام غير مسؤول لليونسكو بمناهضتها لإسرائيل. وشدد المجلس على أن محاولة منح الحماية لإسرائيل من المساءلة والخضوع للإجراءات القانونية المطبقة على الدول كافة الملتزمة بالقانون، خطرة ومضللة، وستؤدي إلى نتائج عكسية، حيث أكد المجلس أن قرارات "اليونسكو" تعكس الإرادة الجماعية ورأي أغلبية الدول الأعضاء فيها.
ورحب المجلس باعتماد المجلس التنفيذي التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، بالإجماع، القرارين الخاصين بفلسطين، وهما: فلسطين المحتلة، والمؤسسات الثقافية والتعليمية، وتقدم المجلس بالشكر للدول الأعضاء على مواقفها الداعمة لهذه القرارات، والتي تحافظ على الإرث والتراث التاريخي والمقدسات في فلسطين.
وطالب المجلس دول المجتمع الدولي بتنفيذ قرارات منظمة "اليونسكو" التي تؤكد على أهمية مدينة القدس والحفاظ عليها من التدمير، كمهد للديانات وعاصمة للتراث والثقافة. كما هنأ المجلس وزيرة الثقافة الفرنسية السابقة "أودري أزولاي" بانتخابها لمنصب المدير العام للمنظمة، متمنياً النجاح والتوفيق لها في مهمتها، ومشدداً على أهمية تنفيذ القرارات الصادرة عن المنظمة خاصة المتعلقة بمدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك، جراء ما تتعرض له المدينة من مخططات والتي تتصاعد يومياً خاصة بعد قرارات منظمة اليونسكو الأخيرة التي جاءت إنصافاً وتأييداً للحق الفلسطيني غير القابل للتصرف، وتعبيراً عن إدانة المجتمع الدولي ورفضه لكافة سياسات وإجراءات الاحتلال الإسرائيلي التي تهدف إلى طمس المعالم التاريخية والمساس بالحقوق السياسية والحضارية والدينية الثابتة للشعب الفلسطيني في مدينة القدس، وكشف زيف الرواية الإسرائيلية التي ضلل بها الرأي العام العالمي والمجتمع الدولي لعقود طويلة من الزمن.
وحذّر المجلس من المساس بموقع تل السكن الأثري في شمال قطاع غزة الذي يعود للعصور البرونزية، ويعد من أقدم المواقع الأثرية في فلسطين، وشدد على أهمية حماية هذا الموروث الثقافي، والحفاظ عليه كجزء هام من ممتلكات الشعب الفلسطيني التاريخية. وشدد المجلس على ضرورة وقف جميع أشكال التجريف في الموقع. كما استنكر المجلس اعتداء مجهولين على موقع "بازليكا" الأثري في بلدة سبسطية شمال نابلس، وأكد على استمرار العمل في ملاحقة عن الجناة وتقديمهم للعدالة. وقرر المجلس بدء العمل بالتوقيت الشتوي في فلسطين، وذلك بتأخير عقارب الساعة ستين دقيقة اعتباراً من الساعة الواحدة من صباح يوم السبت الموافق 28/10/2017.
وأبدى المجلس عن إدانته واستنكاره للتفجيرات الإرهابية التي استهدفت قوات الأمن المصرية في محافظة شمال سيناء، وأسفرت عن استشهاد عدد من أفراد الجيش المصري، وتقدم المجلس بعزائه الحار إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي والقيادة المصرية، وإلى الشعب المصري الشقيق والقوات المسلحة، وأهالي الشهداء، داعياً المولى عز وجل أن يتغمد الشهداء بواسع رحمته وأن يمن على الجرحى بالشفاء العاجل.
وجدد المجلس ثقته العالية بقدرة القيادة المصرية والشعب المصري وجيشه البطل على تجاوز هذا المصاب الجلل والصعوبات والتحديات والمؤامرات والعبور نحو الأمن والاستقرار التام، وتعزيز دور مصر العربي والإقليمي والدولي في الدفاع عن قضايا أمتنا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. وتقدم المجلس بالتهنئة إلى الدكتور صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، بنجاح العملية الجراحية التي أجراها متمنياً له الشفاء العاجل والعودة إلى وطنه وأهله سالماً معافى، والاستمرار في أداء واجبه الوطني.
أرسل تعليقك