أكد وزير شؤون القدس فادي الهدمي، أن إسرائيل تشن حربا لإنهاء الوجود الفلسطيني في مدينة القدس من خلال أعمال الهدم للمنازل في صور باهر وسلوان وقلنديا وفي معظم الأحياء الفلسطينية لغايات تشويه الجغرافيا والثقافة المقدسية.
وأضاف، في ندوة "البنية الثقافية والاجتماعية في القدس" التي عقدت في المركز الثقافي الملكي في العاصمة الأردنية عمان، أن "الاحتلال الإسرائيلي يسعى من خلال هذه الممارسات إلى تفريغ السكان الأصليين من خلال فرض الضرائب المجحفة التي لا أساس لها، والقوانين العنصرية الجائرة بشأن الإقامة في المدينة، وعدم إعطاء رخص بناء، وغيرها من الإجراءات التي يقف لها المرابطون بالمرصاد، وهذا ما أظهرته مواقف الصمود خلال معركة البوابات الإلكترونية في المسجد الأقصى".
كانت الندوة انعقدت ضمن الأيام الثقافية الفلسطينية بحضور وزير الثقافة الفلسطيني الدكتور عاطف أبو سيف، وأدارها أمين عام وزارة الثقافة الأردني هزاع البراري، وأشار إلى أن المقدسيين يعتبرون الوصاية الهاشمية بمثابة صمام أمان في ظل ممارسات الاحتلال الإسرائيلي في فصل القدس عن عمقها وامتدادها الطبيعي بين الفلسطينيين.
اقرا ايضا:
إسرائيل تعتقل وزير شؤون القدس بسبب "نشاطاته"
كانت الأيام الثقافية الفلسطينية أقيمت على مدى يومين لمناسبة الذكرى الخمسين لإحراق المسجد الأقصى، وإعلان القدس عاصمة للثقافة الإسلامية 2019، بمشاركة باحثين متخصصين من الأردن وفلسطين، وتضمنت معرضا للصور الفوتوغرافية عن مدينة القدس، وأمسية شعرية أردنية - فلسطينية مشتركة، إضافة إلى ندوة القدس.
وأكد المشاركون على رفضهم الممارسات التهويدية التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي في المدينة المقدسة وسكانها من خلال التضييق عليهم بصورة ممنهجة، وتأييدهم الموقف السياسي الأردني الداعم للقضية الفلسطينية وجوهرها القدس، كما أكدوا مساندتهم الوصاية الهاشمية على المقدسات، ودعمهم صمود أهالي القدس والمرابطين فيها للحفاظ على هويتها العربية والتاريخية.
وتحدث أمين عام اللجنة الملكية الأردنية لشؤون القدس عبدالله كنعان، في مداخلته، عن وحدة العلاقة الثقافية والاجتماعية بين الأردن وفلسطين والعلاقة الروحية الدينية التي تجمع أبناء الاردن بهذه المدينة، وعن الأوضاع الاجتماعية والثقافية فيها وتمسك الأهالي بهويتهم في وجه الممارسات الإسرائيلية، وأشار إلى السياسة الأردنية والوصاية الهاشمية تجاه القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، داعياً إلى الوقوف خلف القيادة الهاشمية ودعم موقفها الثابت في الدفاع عن القدس حفاظاً على هويتها أمام الأطماع الإسرائيلية ومخططاتها التي تستهدف الأمة العربية والإسلامية والسلام العالمي وتاريخ وثروات الأمة.
وعرض مدير السياحة والآثار في دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس الدكتور يوسف النتشة إلى مكانة القدس الاجتماعية، ولمحة عن بنيتها المعمارية التي تتميز بالأصالة، وسورها الذي بناه سليمان القانوني قبل 400 عام، والتطور المعماري للمسجد الأقصى وكنيسة القيامة.
وتحدث عن ممارسات الاحتلال في استبدال الأسماء العربية في المدينة العربية المقدسة، وغيرها من الممارسات التي تهدف إلى تغيير وجه المدينة المعماري من خلال رصد قوات الاحتلال موازنات ضخمة لهذه الغاية.
وقال أمين عام وزارة الثقافة الأردني هزاع البراري إن الأردنيين قدموا أرواحهم في سبيل الدفاع عن القدس ومقدساتها في عدة معارك من باب الواد واللطرون وغيرها، ولا تزال أجساد الشهداء منهم ترقد على ثرى فلسطين كعنوان الصمود والأخوة والتلاحم بين الشعبين الشقيقين الأردني والفلسطيني.
وفي نهاية الندوة، التي جاءت في ختام فعاليات الأيام الثقافية الفلسطينية، كرم وزير الثقافة الفلسطيني وأمين عام وزارة الثقافة الأردني، المشاركين في الندوة، وأعضاء الوفد الفلسطيني الضيف.
قد يهمك ايضا:
الرئيس عباس يهاتف وزير شؤون القدس مهنئًا بسلامته
الحسيني قرار البرازيل افتتاح مكتب تجاري بالقدس انتهاك لقرارات الشرعية الدولية
أرسل تعليقك