غزة – علياء بدر
يُصارع آلاف الصيادين الفلسطينيين، يوميًا في عرض بحر قطاع غزة، البحرية الإسرائيلية، التي تقف لهم بالمرصاد، لأجل توفير لقمة عيشهم، وزادت معاناة هذه الشريحة الكبيرة من الشعب الفلسطيني في قطاع غزة مع أعوام الحصار، خاصة في الآونة الأخيرة، بسبب تزايد الاعتداءات الإسرائيلية بحقهم، من قتل وإصابة واعتقال وتدمير معدات الصيد.
ووفق نقابة الصيادين الفلسطينيين، فإن نحو 4 آلاف صياد في غزة يعيلون أكثر من 50 ألف فرد، يعملون بشكل شبه يومي في قطاع الصيد، وسمح الاحتلال الإسرائيلي في الثالث من نيسان/أبريل الماضي، بتوسعة مسافة الصيد في شواطئ قطاع غزة، لتصل 9 أميال بحرية بدلاً من 6 أميال، إلا أنها في أواخر حزيران/يونيو الماضي، أعادت تقليص المساحة إلى 6 أميال فقط.
وتنص اتفاقية أوسلو، وما تبعها من بروتوكولات اقتصادية، على حق صيادي الأسماك في قطاع غزة، بالإبحار لمسافة 20 ميلاً، بهدف صيد الأسماك، إلا أن ذلك لم ينفذ منذ 15 عامًا.
وقال نقيب الصيادين الفلسطينيين نزار عياش،: إنّ "اعتداءات بحرية الاحتلال الإسرائيلي مستمرة، لتفريغ البحر من الصيادين، وتركيع الشريحة العريضة التي يعتاش منها حوالي (50 ألف نسمة)؛ من خلال اطلاق نار المستمر، والقتل والاصابات، وتدمير المراكب ومصادرة أخرى".
وأكد عياش أن هذا الشيء خطير جدًا، يُعبر عن وصول الصياد لتدهور كبير في الحالة الاقتصادية؛ مُشددًا على ضرورة أن تكون هناك جهات دولية قادرة على لجم الاحتلال، ووقف هذه الممارسات، وضمان توفير لقمة العيش لهؤلاء الصيادين، ودخول كافة معدات الصيد عبر المعابر.
ولفت إلى أن الاحتلال لم يُطبق اتفاقية أوسلو التي نصت على أن مساحة الصيد "20 ميل بحري" في ساحل غزة، ويسمح فقط بحوالي "6 ميل بحري"، وهي مساحة رملية ضيقة، لا يوجد بها صيد، رغم ذلك يتم الاعتداء على الصيادين بها بشكل شبه يومي، بدوره، أكد مسؤول اتحاد لجان الصيادين في اتحاد العمل الزراعي زكريا بكر أن ما يحدث للصيادين هو استهداف مُبرمج ومُمنهج لتدمير قطاع الصيد؛ ويعتبر ذلك شكل من أشكال العقاب الجماعي الذي يفرضه الاحتلال على شعبنا الفلسطيني، تحديدًا في قطاع غزة.
وأضاف بكر "خاصة وأن الصيد يُعتبر الرئة الثانية بعد الزراعة، بالتالي قوات الاحتلال منذ أكثر من أحد عشر عامًا تعمل على تدمير هذا القطاع بشكل مُمنهج ومُبرمج، من خلال الحصار البحري الخانق، الذي يعتبر هو الأطوال على مدار التاريخ البشري"، واعتبر ما تمارسه بحرية الاحتلال في عرض بحر غزة، بحق الصيادين الفلسطينيين يرتقي لجرائم حرب، من خلال القتل والتدمير والاعتقال في ظروف مُهينة ومُذلة للكرامة الإنسانية، ومحاولة عدم تأمين السلة الغذائية للمواطنين في قطاع غزة.
وشدد على أن المطلوب هو أن يقف الجميع عند مسؤولياته بدءً بالإعلام، من خلال حملات مركزة ودقيقة للتركيز على ما تمارسه بحرية الاحتلال في البحر.
وتابع بكر "كذلك التوجه بشكل فعلي للمحاكم الدولية ورفع دعاوي قضائية ضد دولة الاحتلال وجنود البحرية الإسرائيلية لما يرتكبونه من جرائم؛ والتوجه لعمليات ضغط حقيقية لرفع الحصار الظالم المفروض على الصيادين"، ويتعرض الصيادون في عرض بحر قطاع غزة، بشكل شبه يومي من قبل بحرية الاحتلال الإسرائيلي، كان أخرها الثلاثاء، اعتقال خمسة صيادين، وإصابة أحدهم، ومصادرة مركبهم في عرض بحر شمالي غربي مدينة غزة.
أرسل تعليقك