استهل رئيس الوزراء رامي الحمد الله، جولته في محافظة الخليل، السبت، باجتماع مع قادة المؤسسة الأمنية، بحضور محافظ الخليل كامل حميد، واطلع على الأوضاع وآخر التطورات الأمنية في المحافظة.
وأكد الحمد الله خلال الاجتماع أنه وبتعليمات من الرئيس محمود عباس تم الايعاز لقادة المؤسسة الأمنية بملاحقة كافة الخارجين على القانون وتقديمهم للعدالة في الخليل وكافة المناطق، ولن يتم التهاون والسماح بعودة الفلتان الأمني.
والتقى رئيس الوزراء برئيس بلدية الخليل تيسير ابو سنينة وأعضاء المجلس البلدي، واستمع منهم لاحتياجات البلدية، والخطط المستقبلية للمجلس البلدي الجديد.
وافتتح رئيس الوزراء خلال جولته في محافظة الخليل وحدة الحروق ووحدات مساندة في مستشفى عالية الحكومي في مدينة الخليل، وأعلن عن دعم تجهيز وحدتي القسطرة والعناية المكثفة للقلب بمبلغ مليون وستمائة ألف دولار، كما سلم عيادة متنقلة لمديرية صحة جنوب الخليل، في دورا، مؤكدا أنها ستساهم في تقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية الضرورية لأبناء شعبنا في المناطق المهمشة والمهددة والمتضررة من الاحتلال.
وحضر حفلة الافتتاح محافظ الخليل كامل حميد، ووزير الصحة جواد عواد، ووزير الزراعة سفيان سلطان، ورئيس بلدية الخليل تيسير ابو سنينة، وممثلة مؤسسة العون الطبي البريطاني ميرا المكركر، وممثلة مؤسسة التعاون رولا شنار، ومدير مستشفى عالية الحكومي وليد زلوم، وعدد من الشخصيات الرسمية والاعتبارية.
وصرح الحمد الله أنّه "قررنا وبالتشاور مع فخامة الرئيس محمود عباس، وموافقته السماح لموظفي قطاع الصحة والتعليم الذين تم احالتهم للتقاعد مؤخرا في قطاع غزة، الاستمرار بالعمل في وزاراتهم من أجل ضمان تقديم الخدمات للمواطنين في القطاع".
وقال رئيس الوزراء، "أشارككم الاحتفال بإضافة بنى ووحدات جديدة وفاعلة في مستشفى الخليل الحكومي، فاليوم نفتتح سويا وحدة الحروق المتخصصة والأولى من نوعها ووحدات مساندة أخرى فيه، لنوسع قدرات وتخصصات هذا المستشفى وننهض بأدائه، أهنئكم جميعا وأنقل لكم تحيات فخامة الأخ الرئيس محمود عباس لكل الكوادر البشرية العاملة في "مستشفى عالية الحكومي"، المهنية والكفؤة، والأمينة والحريصة على حياة وسلامة أبناء شعبنا، فهذا المستشفى، بخبراته وأقسامه وتخصصاته، إنما يعد بنية حيوية هامة من بنى الوطن ومؤسساته، وعنصرا أساسيا في تعزيز صمود شعبنا".
وأضاف الحمد الله "يمثل مستشفى الخليل الحكومي، كباقي مؤسسات دولتنا، نموذجا هاما لتوحد وتكاتف الجهود الرسمية والأهلية والشعبية، وبمساندة ودعم دولي، للنهوض بقدراته والتوسع بأقسامه وتخصصاته، وتجهيزه بالمعدات والأجهزة الطبية كما بالكوادر البشرية المتخصصة، لتمكينه من التصدي للاحتياجات الطبية المتزايدة لمواطني دولتنا، وقد نجحنا في جعله، وجهة طبية للآلاف من أبناء شعبنا في أكبر محافظات الوطن، حيث بلغت نسبة الإشغال فيه خلال العام الماضي حوالي 136% وهي أعلى نسبة إشغال في مستشفياتنا الحكومية"، وتابع رئيس الوزراء "باردت مؤسستا العون الطبي البريطاني والتعاون، إلى إنشاء وحدة الحروق المتخصصة التي نفتتحها، بناء على احتياجات طبية فعلية، وجهزت بأحدث المواصفات العالمية، حيث أعيد تأهيلها وتوسيع أسرتها وإضافة غرفة حروق للأطفال وتأهيل الأطباء المختصين فيها، وتم تجهيزها باللوازم والمعدات الطبية، لضمان تقديم خدمات علاجية متكاملة وشاملة لمصابي الحروق، كما ونفتتح معكم، قسم المختبر وبنك الدم اللذين مولتهما الحكومة، إضافة للطابق الإضافي لقسم غسيل الكلى بتمويل من المجتمع المحلي، وسنواصل، في الفترة القادمة، ترميم وإعادة تأهيل قسم العمليات القديم، ورصدنا مبلغ مليون وستمائة ألف دولار لتجهيز وحدتي القسطرة والعناية المكثفة فيه".
وأردف الحمد الله "يتعاظم العمل الحكومي ويتسارع في كل صعيد وقطاع للمزيد من تعزيز صمود شعبنا خاصة في ظل إمعان إسرائيل في انتهاكاتها واستيطانها التوسعي، وفي غمار الحصار المالي والسياسي الذي نواجهه، حيث راكمنا الخطوات على طريق ترشيد الإنفاق الحكومي وتعظيم الإيرادات الذاتية واستنهاض قطاعات الحكم"، واوضح رئيس الوزراء، أنّه "في قطاع الصحة، أولينا اهتماما خاصا لجهود التطوير والتوسع والمأسسة، كمدخل أساسي لضمان الاستجابة الفاعلة والسريعة للاحتياجات الصحية وتوطين الخدمات الطبية، فوسعنا المرافق والبنية التحتية لهذا القطاع، واستقطبنا المهارات والكفاءات الطبية خاصة في عمليات القلب وعلاج السرطان، وطورنا قدرات وكفاءات كوادرنا الطبية الموجودة، وأنشأنا المراكز والمستشفيات، مثل "مستشفى خالد الحسن"، وشغلنا مستشفى "محمد علي المحتسب" في الخليل، وسنشرع في بناء "مستشفى محمود عباس" في حلحول، ومستشفى آخر في دورا، كما وافتتحنا مراكز طوارئ وولادة آمنة في كافة المحافظات، وتمكنا من تقديم أكثر من ستة ملايين خدمة صحية وطبية في النصف الأول فقط من العام الحالي".
واستطرد الحمد الله، "إننا ننظر إلى الخدمات الصحية، على أنها ضرورة أساسية، وعنصر ملح بل وفاعل لتعزيز صمود شعبنا، فنحن بلد محتل، تقطع أوصاله بالحواجز والجدران، ويلاحق أبناؤه بالقتل والاعتقال وبأعمال التنكيل، ويلتهم التوسع الاستيطاني أرضه وموارده، خاصة في المناطق المسماة (ج)، التي تهدم بيوتها ومنشآتها، وتفرض على أهلها أبشع مخططات التهجير والاقتلاع"، وتابع رئيس الوزراء، "إننا أحوج ما يكون اليوم إلى نقل هذه الجاهزية والتطور في المنظومة الصحية الفلسطينية إلى قطاع غزة لانتشال شعبنا فيه من التلوث والمرض والفقر، حيث أشارت التقارير الدولية إلى الأزمة الإنسانية المتفاقمة التي يعيشها وإلى التدهور السريع والكبير في الظروف المعيشية فيه، ولهذا نجدد مطالبتنا حركة حماس بالتحلي بالمسؤولية الوطنية، والاستجابة لدعوة ومبادرة الرئيس محمود عباس واتخاذ خطوات فاعلة وجدية لإنهاء الانقسام المأساوي وحل اللجنة الإدارية التي شكلتها وتمكين حكومة الوفاق من العمل الجاد لنجدة غزة، والتوجه لإجراء الانتخابات العامة التشريعية والرئاسية، ونناشد في الوقت نفسه، دول العالم بالالتزام بتعهداتها وضخ الأموال لإعادة إعمار غزة، وإلزام إسرائيل برفع الحصار الظالم عنها، وإنهاء احتلالها العسكري لأرضنا ومواردنا، أشكر مؤسسة التعاون ومؤسسة العون الطبي البريطاني على دعمهما لإنشاء وحدة الحروق الأولى من نوعها في مستشفى الخليل، والتي ستكون مركزا علاجيا وتحويليا هاما ينهض بخدمات علاج الحروق في فلسطين، كما وأحيي أفراد ومؤسسات المجتمع المحلي على مبادراتهم وانخراطهم الفاعل في بناء مؤسسات الوطن والاستجابة لاحتياجات شعبنا، واسمحوا لي أيضا أن أشكر جميع الطواقم الطبية والإدارية العاملة في وحدة الحروق وكافة وحدات وأقسام مستشفى الخليل، بكم ومعكم سنتمكن من تطوير قدراتنا الطبية وتوطين العلاج وتعزيز منعتنا وصمود شعبنا".
وقال رئيس الوزراء د، رامي الحمد الله خلال كلمته في حفلة تسليم العيادة المتنقلة لمديرية صحة جنوب الخليل، "أتواجد بكل فخر بين أهلنا في رحاب "دورا"، لأسلم مديرية صحة جنوب الخليل، عيادة متنقلة، تساهم في تقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية الضرورية لأبناء شعبنا في المناطق المهمشة والمهددة والمتضررة، التي يقطع الاحتلال الإسرائيلي أوصالها بالحواجز والحصار والإغلاقات، ويعرقل جهودنا في التنمية والبناء والاستثمار فيها، نشكر اليابان ومنظمة اليونيسف على إقامة هذه العيادة المتنقلة في دورا وأخرى مماثلة في يطا، لقد وضعت الحكومة في أولويات عملها، توفير كل ما هو ممكن من مشاريع البنية التحتية والخدمات، وفق الإمكانيات المتاحة، لتوفير المزيد من مقومات ثبات وصمود أبناء شعبنا، واستمرينا في هذا النهج، حتى مع استمرار الحصار السياسي والمالي الذي نواجهه وتقلص المساعدات الخارجية إلى 70%، ففي قطاع الصحة، إنصب جزء هام من تدخلاتنا الحكومية على الاستجابة للاحتياجات الطبية هنا في أكبر محافظات الوطن، فارتأينا أن نبدأ ببناء مستشفى دورا في جنوب الخليل، ومستشفى حلحول في شماله، وأردنا لهذه المديرية، بمراكزها وطواقمها وعياداتها، أن تكون عنوانا للخدمات الطبية لقرى وبلدات جنوب الخليل، فعملنا مع المجتمع المحلي على النهوض بها، فافتتحنا عيادة المشروع في الظاهرية، وأعدنا تأهيل عيادة دورا وصيانة صيدليتها-ورفعنا مستوى عيادتي حدب الفوار وكرمة إلى المستوى الثاني، كما سنعمل على تشطيب وتجهيز العيادات في بيت روش الفوقا والسموع ودير سامت الغربية وكريسة".
وأضاف رئيس الوزراء أنّه "سنكون مع حراس الأرض في كل مكان، وسنسخر الإمكانيات والطاقات جميعها لحماية الأرض وخدمة المواطن، وسنواصل بناء وتطوير مؤسسات الوطن لتكون قوية مستجيبة لاحتياجاتكم وتطلعاتكم".
أرسل تعليقك