الطيبي يترشّح إلى رئاسة القدس لتحسين أوضاع المميّز ضدهم
آخر تحديث GMT 07:46:26
 فلسطين اليوم -

يتواجد على رأس قائمة يتعاون فيها مع شخصيات عامة يهودية بارزة

الطيبي يترشّح إلى رئاسة "القدس" لتحسين أوضاع المميّز ضدهم

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - الطيبي يترشّح إلى رئاسة "القدس" لتحسين أوضاع المميّز ضدهم

النائب أحمد الطيبي
​​القدس المحتلة ـ ناصر الأسعد

يتغيّر العالم بسرعة مخيفة، وفي خضم هذا التغيير تتآكل قوة الدولة ومكانتها، الدولة القومية التي نعرفها تتعرض للهجوم من اتجاهين. من الأعلى تمتص العولمة ثديها: اتحادات فوق دولاتية، اتفاقات تجارة تلغي الحدود، القوة البشرية تحولت الى متحرك، شركات متعددة الجنسيات تنتج في مكان واحد، تحرك العمال الى مكان آخر وتدفع ضرائب (اذا قامت بذلك) في مكان ثالث.

لم يبق للدولة الكلاسيكية ومؤسساتها ومنتخبيها سوى أن تشاهد بقلق دون القدرة على فعل شيء كيف أن القوى الضخمة تسحب من ايديها بالتدريج، من الأسفل، أيضا، تتسرب الدولة وتتراجع أمام "القوى الصغيرة". هويات جماعية غير حكومية (الأسكتلنديين، الباسك، والمتدينين المتشددين "الحريديم")، والمجموعات العرقية ("هنغاريا للهنغاريين"، "التفوق الأبيض"، "دولة اليهود")، منظمات المجتمع المدني والجمعيات القطاعية (الشرقيون، النساء)، هؤلاء كلهم يضربون بكل قوتهم بالمشترك الذي لديهم، لصالح المنفعة القطاعية وتفضيلاتها. ولم نتطرق بعد إلى التسارع المجنون للتكنولوجيا، والاقتصاد العالمي وردود الفعل العاصفة من قبل أمنا الأرض.

كل هؤلاء يدفعون من أجل التراجع عن التقدم، ومن أجل العزلة وسياسات الخوف. لا عجب، إذاً، في أن الشعوبيين يتمتعون بشعبية كبيرة، ومن السهل فهم سبب مطالبة توم فريدمان، في كتابه الأخير "شكرًا لأنك تأخرت"، بإعادة المجتمع إلى مركز حياتنا، كمرساة للتضامن بين الناس. فالفرد وحيد جدا، والعولمة كبيرة جدا، والدولة أصبحت أضعف بكثير. ولهذا السبب، يجب أن يكون هناك وسيط جديد - المجتمع. وفي السياق الإسرائيلي، يجب على المرء التفكير في تعزيز قوة المدينة كمنظمة مجتمعية مناسبة.

ويجب إعادة النظر في السياسة البلدية. وأود أن أقترح سيناريوهين للانتخابات البلدية القادمة. أسهل شيء يمكن أن يحدث في حيفا، مدينة السلام النهائية في إسرائيل. ذات مرة قال لي رئيس بلديتها يوني ياهف: "المدينة على نحو صحيح جدا، لأن موسى وعيسى ومحمد لم يزوروها أبدا". وعلى أي حال، لم يتركوا فيها أثر تعصبهم الديني المسبب لسفك الدماء، فلا يوجد مكان مناسب أكثر من حيفا، لإعادة إصلاح الجمهور الإسرائيلي. في هذه المدينة، من الممكن تشكيل قائمة يهودية-عربية مشتركة، تمثل تفضيل التعايش لمصلحة المجتمع المختلط. نصف أعضائها سيكونون من اليهود والنصف الآخر من العرب، وسيكون التقسيم بين النساء والرجال متساوياً. وتشمل القائمة أنصار "ميرتس" والجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة والقائمة المشتركة، الذين يؤمنون بالتعايش والتمكين المتبادل، وخاصة في العمل من أجل مستقبل أفضل من الماضي الذي يلاحقنا.

والمكان الثاني هو القدس. دعنا نقل فقط إن الزعيم الفلسطيني-الإسرائيلي الأكثر شهرة في جيلنا، عضو الكنيست أحمد الطيبي، سيرشح نفسه لرئاسة بلدية القدس على رأس قائمة يتعاون فيها مع شخصيات عامة يهودية بارزة على الأقل مثله، وفي ظروف معينة، من الممكن أن يحقق الفوز، وفي ظل ظروف أخرى، يمكن أن يفوز بحصة كبيرة جداً من مقاعد المجلس البلدي، وبالتالي يمكنه أن يحسن كثيرا أوضاع المميز ضدهم في القدس الشرقية.

لكن هذا هو الأمر البسيط. وجود قائمة مشتركة في القدس ستكون - وهذه النبوءة ملزمة – بمثابة نقطة أرخميدس في الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني. للمرة الأولى منذ الضم الاعتباطي والوحشي للبلدات والأحياء التي لم تكن ضمن القدس أبداً، ولا حتى في أيام الإمبراطورية العظيمة لداود وسليمان، ستفتح عيون وآذان الإسرائيليين. لأن القدس هي جوهر الخداع الذاتي الإسرائيلي، من جهة، نقسم جميعا بكل ما هو عزيز علينا أن المدينة لن تقسم أبداً، ومن جهة أخرى يشعر الكثيرون بأن الأغلبية الإسرائيلية ما زالت تريد تسوية سياسية تقوم على أساس دولتين لشعبين: حتى رئيس الحكومة قال ذلك في خطاب بار ايلان. ولكن إذا تم الاتفاق على دولتين، فإن عاصمة الدولة الثانية - فلسطين - ستكون أيضًا في القدس، ما يعني تقسيم المدينة. وفي المقابل، إذا لم يتم تقسيم المدينة أبداً، فإن البلاد لن تكون مشتركة أبدا. وهكذا نتحرك جميعا، رغم إرادتنا، نحو نموذج دولة واحدة لشعبيها.

وستجبر المنافسة الجدية والنوعية على القدس النظام بأكمله على التعامل مع الأمر. اليمين، الذي يريد دولة واحدة، سوف يرى أمامه النموذج ثنائي القومية الذي سينطبق على بقية الفضاء الإسرائيلي بمرور الوقت. واليسار، الذي يريد دولتين لشعبين، سيحصل على دعم قوي. والفلسطينيون - في إسرائيل والقدس الشرقية ورام الله – سيتحولون من ضحايا الاحتلال إلى قادة الدينامية. على أي حال، لن يبقى أي شخص في القدس أو إسرائيل أو المنطقة بأكملها غير مبال. وكما كتب الراحل ليونارد كوهي: "صليت ليالي كثيرة من أجل هذا، لأبدأ عملي، أولا سنأخذ مانهاتن، ثم سنأخذ برلين".

 

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطيبي يترشّح إلى رئاسة القدس لتحسين أوضاع المميّز ضدهم الطيبي يترشّح إلى رئاسة القدس لتحسين أوضاع المميّز ضدهم



إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 12:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 فلسطين اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:06 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر
 فلسطين اليوم - الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر

GMT 17:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25
 فلسطين اليوم - "نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات

GMT 16:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أحدث تصاميم ديكور لحدائق المنزل

GMT 17:03 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

اعتقال موظف وعشيقته داخل مقر جماعة في شيشاوة

GMT 12:46 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

العقوبات الأميركية تطال منح الطلاب الفلسطينيين في لبنان

GMT 09:52 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

قناعاتنا الشخصية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday