غزة – محمد حبيب
أوضح مسؤول في دائرة شؤون المغتربين في منظمة التحرير الفلسطينية أن ما سمي بـ "المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج" الذي عقد في اسطنبول يومي 25 و26 شباط/فبراير الماضي، هو في الحقيقة مهرجان خطابي نظم لدوافع فئوية ومحورية، وهو يتعاكس تماما مع الجهود المبذولة لاستعادة الوحدة وطي ملف الانقسام وقال مدير عام دائرة شؤون المغتربين نهاد أبو غوش "إن القائمين على المؤتمر حاولوا المساس بوحدانية تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية للشعب الفلسطيني، حيث توصلوا لصيغة تقول أن منظمة التحرير هي "الممثل الشرعي" كحل وسط بين من يريد شطب المنظمة كليًا والطعن في صفتها التمثيلية من جهة، ومن يتمسكون بكونها الممثل الشرعي والوحيد من جهة أخرى وكانوا أقلية في المؤتمر المذكور".
وأضاف أن القائمين على فعالية اسطنبول انتحلوا لأنفسهم صفة تمثيل الشعب الفلسطيني في الخارج متجاوزين الأطر والاتحادات والمؤسسات الفلسطينية القائمة بما في ذلك الفصائل والاتحادات الشعبية واتحادات الجاليات والفيدراليات في الأميركيتين، كما أنهم شطبوا التاريخ الكفاحي لمنظمة التحرير وإنجازاتها وبرامجها في بيانهم الختامي وأرادوا استبدال كل هذا التاريخ المعمد بالدم والتضحيات بشعارات عامة مستوحاة من حقبة الستينات، وتهربوا من مواجهة التحديات المباشرة التي يواجهها شعبنا الفلسطيني وقضيته في هذه المرحلة كخطر الاستيطان وسعي نتانياهو لتدمير حل الدولتين، باللجوء إلى شعارات رنانة وصياغات حماسية من دون امتلاك أي تصورات نضالية أو برامج عملية.
وحذر أبو غوش من خطورة الطعن في الصفة التمثيلية للمنظمة لأن المنظمة هي عنوان وحدة الشعب الفلسطيني ووحدة حقوقه الوطنية، كما أن هذا الطعن يلتقي مع ادعاءات حكومة اليمين العنصري في إسرائيل بعدم وجود من يمثل الفلسطينيين، وأشار إلى أن الاستقواء بمعاناة اللاجئين والحديث عن الثغرات والنواقص التي تشوب عمل المؤسسات الشرعية الفلسطينية، وتمسك فلسطينيي الشتات بحقوقهم الوطنية وفي مقدمتها حق العودة، وحرصهم على المشاركة في القرار الوطني هو كلام حق يراد به باطل يخدم حسابات فئوية، ويجري توظيف كل ذلك لمصلحة المحاور الإقليمية وعلى حساب المصالح الوطنية الفلسطينية.
ولفت إلى أن المهرجان سعى إلى تبهيت الوطنية الفلسطينية بما يترتب عليها من برامج كفاحية ملموسة، عبر استخدام عبارات من قبيل الحق العربي والإسلامي في فلسطين وهي عبارات يترتب لا تعدو كونها كلاما مرسلا ولا تترتب عليها أية برامج وشدد على أن منظمة التحرير الفلسطينية هي بيت لكل الفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم وعلى اختلاف توجهاتهم الفكرية والسياسية، وهي الكيان المعنوي والاعتباري للشعب الفلسطيني، ومن يريد تفعيل المنظمة أو إصلاح أوضاعها عليه أن يقوم بذلك من خلال الأطر والمؤسسات الشرعية لا من خلال الطعن في هذه المؤسسات أو التشكيك فيها.
وأكد أبو غوش على الحاجة الملحة لتفعيل مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية ودوائرها، واستنهاض دور الجاليات الفلسطينية وتعزيز ارتباطها بالوطن وقضيته، والارتقاء بمستوى التنسيق والتكامل بين مختلف المؤسسات الفلسطينية مع مواصلة الجهود لتطبيق اتفاقات الصالحة واستعادة الوحدة.
أرسل تعليقك