تساؤلات كثيرة عن تناول البريطاني روبرت فيسك لأحداث 11 أيلول
آخر تحديث GMT 03:18:46
 فلسطين اليوم -

بعد انكشاف أسرار تنظيم "القاعدة" بـ"وثائق أبوت آباد"

تساؤلات كثيرة عن تناول البريطاني روبرت فيسك لأحداث 11 أيلول

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - تساؤلات كثيرة عن تناول البريطاني روبرت فيسك لأحداث 11 أيلول

أسامة بن لادن و روبرت فيسك
واشنطن - عادل سلامة

انكشفت أسرار تنظيم "القاعدة" وزعيمه أسامة بن لادن، فيما عُرف بـ"وثائق أبوت آباد"، فانفك اللغز ولاحت في الأفق أسئلة عن خطاب الصحافي البريطاني اليساري روبرت فيسك، وفي أي الأطر جاء التناول الإعلامي لشؤون التنظيم، في الذكرى العاشرة لهجمات التنظيم على برجي مركز التجارة العالمي. وكان مثيرًا للغاية ما سجلته وثائق أبوت آباد، من توجيه بن لادن أتباعه، مع اقتراب الذكرى العاشرة لهجمات سبتمبر / أيلول، وكتابة فيسك في هذا الأمر، بالمعايير التي دعا إليها بن لادن. ونشرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية، في الثاني من سبتمبر / أيلول 2011، مقالاً مطولاً تجاوز الـ 1000 كلمة لروبرت فيسك، بعنوان: "لـ10 سنوات كذبنا على أنفسنا لنتجنب توجيه السؤال الحقيقي الوحيد". وفي هذا المقال، زعم فيسك أنه يأتي تعليقًا على بعض الكتب والآراء والمقالات والتقارير الكثيرة، التي نُشرت في أنحاء العالم، بشأن أسرار اعتداءات 11 أيلول 2001، في الولايات المتحدة.

وبتتبع مقال فيسك، المقرب من حزب الله، و"توجيهات بن لادن" في رسالته، يتضح للقارئ ومن الوهلة الأولى، كما لو أن مقال فيسك والتوجيهات ينتمون للمصدر ذاته، ومن نبع واحد، ففي رسالة من بن لادن إلى قيادات في "القاعدة"، أسند إليهم تكليفًا بأن يرسلوا إلى عبد الباري عطوان وفيسك، باقتراب الذكرى العاشرة لأحداث 11 أيلول، وأنها فرصة جيدة لإيضاح دوافع التنظيم لمواصلة هذه الحرب، التي تعود على العالم الإسلامي بالأضرار. وقال بن لادن: "كما أرى أن ترسلوا إلى عبد الباري عطوان وروبرت فيسك بأن الذكرى العاشرة لأحداث الحادي عشر ستكون قريبة، وهي حصاد عشر سنين من الحرب الضروس بين المجاهدين وأميركا، وأنتم ترفعون شعار الرأي والرأي الآخر، هذه فرصة لإيضاح دوافعنا لمواصلة الحرب التي تعود أضرارها علينا كعالم إسلامي وعلى البشرية، إذ المفترض لدى العقلاء في ظل هذه الظروف البيئية الخطيرة أن تُعاد الحقوق إلى أصحابها ويتفرغ العالم للسعي في إنقاذ البشرية، بالقيام بكل ما من شأنه أن يخفف انبعاث الغازات، فنحن ليس أمامنا إلا خيار مواصلة القتال للدفاع عن أمتنا، والخيار لدى من يواصل العداء عليها، فهذا صراع بين حضارتين من أكبر حضارات الأرض في أوضاع مناخية خطرة، ومما يساعد على استدراكها نقل الصورة الحقيقية للصراع".

وأضاف بن لادن في رسالته: "أفيدوهم (يقصد فيسك وعطوان) بأن دورهم أكبر من نقل المعلومة في الصحف، واقتراحنا بأن يقوموا بإعداد فيلم وثائقي في هذه الذكرى العاشرة، وسنزودهم بالمعلومات مقروءة ومسموعة ومرئية، على أن يفيدونا برؤيتهم، لوضع تصور للفيلم، وتسليط الضوء فيه على أن المجاهدين هم السبب الرئيسي للأزمة المالية التي تعاني منها أميركا". ويبدو أن مقال الصحافي البريطاني كان استجابة لما جاء في رسالة بن لادن، إذ قال فيسك في المقال: "أتحدث هنا عن المجلدات وعن المكتبات، لا، بل عن قاعات المطبوعات، التي ولدت من رحمها الجرائم الدولية ضد الإنسانية في 11 أيلول برز الكثير منها نتيجة الشعور بوطنية زائفة وحب الذات، بينما أصاب الأخرى عفن ترهات عملاء وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية والموساد الإسرائيلي، وقلة منهم للأسف من العالم الإسلامي، لدرجة الإشارة إلى القتلة بأنهم صبية، ولكنها كلها تقريبًا تتحاشى شيئًا واحدًا، يبحث عنه أي شرطي بعد اكتشاف جريمة في الشارع، وهو الدافع". وأضاف: "وهكذا فإنني أسأل نفسي لماذا بعد عشر سنوات من الحروب هناك مئات الآلاف من القتلى الأبرياء، والأكاذيب والنفاق والخيانات والتعذيب السادي على أيدي الأميركيين، وطالبان، فيما رجالنا في المخابرات المحلية قد وصل إلى سمعهم، وأدركوا، وربما شاهدوا من دون أن ينتابهم شعور سريع بالغضب، هل أمكننا أن نكتم الكلمة في أنفسنا ومشاعر الخوف لدينا؟ ألا نزال غير قادرين على أن نتفوه بالأسئلة الثلاثة التالية، يقول الذين ارتكبوا جريمة أيلول إنهم مسلمون، وإنهم قدموا من مكان يطلق عليه اسم الشرق الأوسط، ما هي المشكلة في تلك المنطقة؟".

واختتم فيسك مقاله قائلاً: "نحن لم نقل الحقيقة بعد عن الجريمة، التي يفترض الاعتقاد لدينا بأنها غيرت العالم إلى الأبد، لكنني، وبعد مشاهدتي باراك أوباما على ركبتيه أمام بنيامين نتنياهو، في أيار / مايو الماضي، لا أشعر بالدهشة، وعندما يرغم رئيس الوزراء الإسرائيلي حتى الكونغرس الأميركي على التذلل له، فإن الشعب الأميركي لن يتلقى الجواب عن أكثر الأسئلة حساسية وأهمية بشأن 11 أيلول". بشكل واضح وجلي، ظهر حرص بن لادن على متابعة ما يكتبه ويدونه روبرت فيسك، الذي يتكرر ذكر اسمه، وفقًا لوثائق أبوت آباد. ففي رسالة من بن لادن لأتباعه قال: "حبذا أن يترجم الأخ عزام كتاب روبرت فيسك".

وتظهر الوثائق تخصيص لجان إعلامية في التنظيم، ترصد وتحلل ما ينشر عبر وسائل الإعلام العربية والغربية من تقارير ومقالات مؤيدة وداعمة لأيديولوجيا التنظيم، وإعداد تقارير عنها لتزويد بن لادن بها. وأظهرت إحدى الوثائق ترجمة لمقال آخر، لروبرت فيسك، نشر في "إندبندنت" في 1428هجرية، جاء في أعقاب التسجيل الصوتي الذي بثته قناة "الجزيرة" لزعيم تنظيم القاعدة، في ذلك الوقت. ومما جاء في هذا المقال لفيسك، قوله: "لقد كان بن لادن منذ أشهر قليلة يطل علينا بالتفسيرات التي تشرح أسباب الهجمات التي تنفذها حركته، وكان يقول لماذا لم يتساءل أحد عن السبب في عدم تعرض السويد لهجمات؟ ومن ثم فأنا أفترض أننا يمكن أن نخاف بالفعل من مزيد من الهجمات على الولايات المتحدة، والمزيد من الهجمات التفجيرية في فصل جديد من الحرب على التطرف".

وأردف فيسك: "المسلمون في هذه المنطقة من المرجح أنهم راغبون في بعض الديمقراطية الحقيقية، التي نقول إننا نحاول تصديرها إليهم، إنهم يحبون أن يستفيدوا من حقوق الإنسان التي توجد لدينا في الغرب، لكنهم في الوقت نفسه يحبون نوعًا آخر من الحرية، وهي التحرر منا، ويبدو أن هذا النوع من الحرية لن نعطيه لهم، ومن ثم فإن الحرب مستمرة، والأشرطة الصوتية ستتواصل والتهديدات الأكثر ستظهر والموت سيستمر". وفي الختام، كان مثيرًا للمفارقة أن يشيد بن لادن، وفق وثائق أبوت آباد، بهذا الصحافي البريطاني المعادي للسعودية، وهو الذي دأب على جعل القاعدة وبن لادن منتجًا "سعوديًا – وهابيًا" خالصًا. وطرح فيسك في سؤالاً في مقال له، حيث قال: "هل يمكن أن تصبح إيران القوية شرطي الولايات المتحدة في الخليج؟".

وقال فيسك: "إن إيران ستبرز كقوة في الشرق الأوسط، بموافقتها على الحد من طموحها النووي، ورغم أن الحرس الثوري الإيراني قد يحاول عرقلة الاتفاق، أو أن تقوم إسرائيل بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، إلا أن الاتفاق المبدئي الذي عقدته إيران يمكن أن يجعلها قوة عظمى في المنطقة، كما كانت أيام الشاه". واختتم فيسك قائلاً: "آنذاك ستعيد الولايات المتحدة تقييم علاقاتها مع السعوديين، الذين أنتجوا للعالم أسامة بن لادن و15 من بين 19، قاموا بالهجوم على برجي التجارة في 11 أيلول".

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تساؤلات كثيرة عن تناول البريطاني روبرت فيسك لأحداث 11 أيلول تساؤلات كثيرة عن تناول البريطاني روبرت فيسك لأحداث 11 أيلول



إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 02:22 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

أبل تقلّل أداء الموديلات القديمة للحفاظ على البطارية

GMT 14:47 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

فوزي غلام يستمر مع نابولي ويجدد لفقراء الجنوب

GMT 08:57 2014 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

نصائح إيمي تشايلدز لتعيش حفل رأس سنة مميز

GMT 08:55 2015 الأربعاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ترشيح ثلاثة مدربين لقيادة نادي "اتحاد الشجاعية"

GMT 20:31 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

"أسرة فيلم الفيل الأزرق2" تنتهي من تصوير العمل بعد أسبوعين

GMT 07:59 2018 الخميس ,27 كانون الأول / ديسمبر

السياح يغلقون فنادق موسكو في أعياد رأس السنة الجديدة

GMT 18:08 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

سانتياغو سولاري في حيرة بسبب خط الوسط قبل مواجهة "العين"
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday