الاحتلال يقسم بلدة برطعة بحدود وهمية تحت شعار الخط الأخضر
آخر تحديث GMT 21:12:46
 فلسطين اليوم -

مقترح يدرس تغيير مسار جدار الفصل العنصري لعزل الجزء الشرقي

الاحتلال يقسم بلدة برطعة بحدود وهمية تحت شعار "الخط الأخضر"

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - الاحتلال يقسم بلدة برطعة بحدود وهمية تحت شعار "الخط الأخضر"

عناصر من قوات الاحتلال الصهيوني
القدس المحتلة ـ ناصر الأسعد

كانت عائلة "كبها" في بلدة برطعة، حتى العام 1948، تعيش على أرض واحدة شطرها الاحتلال بعد النكبة إلى شطرين؛ شرقي جنوب غربي جنين، وغربي داخل الخط الأخضر، تفصل بينهما حدود وهمية في الشارع الرئيس لسوق برطعة أطلق عليه الاحتلال اسم "الخط الأخضر"، ويقسم البلدة من وسطها بين الضفة الغربية وإسرائيل، قبل عزل الشطر الشرقي منها بالكامل بجدار الفصل العنصري.

وكشفت مصادر صحافية إسرائيلية، قبل يومين النقاب، عن مقترح يدرسه جيش الاحتلال يقضي بتغيير مسار الجدار بما يمكن من إخراج بلدة برطعة الشرقية خارجه في أعقاب عملية الدهس التي نفذها الشاب علاء راتب كبها (26 عاما)، من تلك البلدة، عصر الجمعة الماضي، وأسفر عنها مقتل ضابط وجندي وإصابة اثنين من جنود الاحتلال، وقالت صحيفة "هارتس"، إنه من المتوقع أن يقدم الجيش هذا المقترح إلى المستوى السياسي في إسرائيل من أجل المصادقة عليه، وأوضحت، أنه عندما قامت إسرائيل ببناء الجدار خلال الانتفاضة الثانية "انتفاضة الأقصى"، قسمت بلدة برطعة إلى جزأين الأول غربي خارج الجدار، والثاني شرقي داخله، لكن المقترح الآن يقضي بإخراج الجزء الشرقي الذي ليس باستطاعة القاطنين فيه الدخول إليه أو الخروج منه إلا عبر تصاريح خاصة تصدرها ما تسمى بالإدارة المدنية الإسرائيلية.

وعلى أرض الواقع، يعتقد قاطنون في تلك البلدة، أن عملية الفصل الجديدة التي يتحدث عنها الاحتلال، أقرب ما تكون إلى عملية فصل سيامي لتوأمين متلاصقين، في إشارة منهم إلى واقع البلدة التي أصبحت بلدتين بيوتهما تكاد تكون متلاصقة، فمن نافذة صالون الحلاقة الذي يملكه في الجزء الفلسطيني من البلدة، كان مواطن من عائلة كبها يشير إلى منزل لا يبعد أكثر من 200 متر، فقال "هذا البيت الأصفر هو بيت خالتي، إذا قمت بزيارتها بدون تصريح فقد يقوم حرس الحدود باعتقالي وقد أدفع غرامة مالية".

ورغم أن الخط الأخضر غير مرئي، إلا أن سكان الجزء الشرقي من البلدة في الضفة الغربية، بحاجة إلى تصاريح تمكنهم من العبور إلى الجزء الغربي، وتابع "حتى 1948 كان كل سكان برطعة من عائلة كبها الكبيرة، وبعد النكبة وقع الجزء الشرقي تحت السيطرة الأردنية مع باقي الضفة الغربية، بينما سيطرت إسرائيل على الجزء الغربي منها، وكان التنقل بين برطعة 1948 وبرطعة 1967، أمرا مستحيلا، لكن وللمفارقة أتاح الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية في حزيران/يونيو عام 1967 لعائلة كبها التجمع مرة أخرى".

وزاد الجدار الذي بنته إسرائيل على بُعد بضعة كيلومترات عن الجزء الشرقي، من تعقيد الوضع، حيث يضطر الفلسطينيون في الجزء الشرقي للحصول على إذن خاص لعبور الجدار من الإدارة المدنية، وعندما تكون هناك حالة طبية طارئة يتوجب على الأهالي الاتصال بالإسرائيليين لتنسيق نقل المريض إلى مستشفى جنين الحكومي، وعلى الرغم من السوق المزدحم الذي شهد خلال السنوات الأخيرة انتعاشا ملحوظا، يشعر أهالي الشطر الفلسطيني من البلدة أنهم يعيشون في سجن.

وبعد احتلال الضفة الغربية في الرابع من حزيران عام 1967، سيطرت إسرائيل على البلدة بأكملها وتم توحيدها، غير أن سكان الجزء الأردني سابقا احتفظوا بجنسيتهم الأردنية وكانوا خاضعين للحكم العسكري الإسرائيلي المفروض على الضفة الغربية، وفقد هؤلاء علاقتهم بالأردن إثر إعلان العاهل الأردني الراحل الملك حسين، فك ارتباط المملكة الهاشمية بالضفة الغربية عام 1988.

في هذه البلدة الصغيرة، يشعر الأهالي أنهم يواجهون بمفردهم مخططا إسرائيليا قديما جديدا يستهدف أساسا تهجيرهم ودفعهم للرحيل عن قريتهم، وبلغ ذروته، قبل سنوات، بإقدام سلطات الاحتلال على محاولة إجبار النساء على خلع الحجاب والجلابيب وإخضاعهن للتفتيش الجسدي الـمهين أثناء محاولتهن الـمرور عبر الحاجز العسكري الذي تسلـمت شركة حراسة إسرائيلية خاصة مهام إدارته، قبل تحويله إلى معبر حدودي دائم.

وقال مواطنون من البلدة، إنهم تحملوا الكثير بسبب تدخل الاحتلال بكل صغيرة وكبيرة من تفاصيل حياتهم اليومية، بما في ذلك منعهم من إدخال الفواكه والأجهزة الكهربائية، ومنع الـمرضى من الـمرور عبر الحاجز إلا في ساعات يحددها مزاج جنود الاحتلال، إضافة إلى منع نساء البلدة ممن تزوجن خارجها من زيارة أقاربهن.

وبعد تسلم شركة حراسة إسرائيلية خاصة مهام "حفظ الأمن" على المعبر، دخلت معاناة الـمواطنين طورا جديدا لا يمكن تحمله أو قبوله، حيث ينتشر أفراد الأمن في كل مكان لدرجة يتبادر فيها للداخل إلى المعبر كأنه يدخل مطار بن غوريون، لتبدأ رحلة العذاب بمجرد نزول المواطن من السيارة والانتظار عند الباب الخارجي حتى يسمح له بالدخول، وعندما يدخل يصرخ عليه عناصر الأمن عبر مكبرات الصوت ويطلبون منه إخراج كل شيء من جيوبه وخلع حذائه وحزامه ومن ثم المرور عبر أجهزة التفتيش الموضوعة عند الباب الخارجي.

واستهدفت سلطات الاحتلال، العشرات من منشآت البلدة بالهدم والتخريب، ضمن إجراءاتها الهادفة إلى تضييق الخناق على المواطنين، في كافة الجوانب المعيشية، بعد أن حولتها إلى ما أشبه ما تكون بالسجن، وعزلتها خلف الجدار العنصري، وسط مخاوف من استهداف الاحتلال لاقتصاد البلدة المحلي، بعد النهضة الاقتصادية والتجارية التي شهدتها خلال السنوات الأخيرة.

وتعتبر البوابة التي أقامتها سلطات الاحتلال على أحد مقاطع الجدار واصطلح على تسميتها حاجز "ريحان"، بمثابة المنفذ الوحيد لأهالي البلدة للتواصل مع الضفة الغربية، وفي السادس عشر من أيار عام 2007، سلم الاحتلال حاجز "ريحان" إلى شركة أمن إسرائيلية خاصة، وأصبح يسميه معبرا وليس حاجزا.

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاحتلال يقسم بلدة برطعة بحدود وهمية تحت شعار الخط الأخضر الاحتلال يقسم بلدة برطعة بحدود وهمية تحت شعار الخط الأخضر



إطلالات هند صبري تلهم المرأة العصرية بأناقتها ورقيها

القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعَد هند صبري واحدة من أبرز نجمات العالم العربي، التي طالما خطفت الأنظار ليس فقط بموهبتها السينمائية الاستثنائية؛ بل أيضاً بأسلوبها الفريد والمميز في عالم الموضة والأزياء. وفي يوم ميلادها، لا يمكننا إلا أن نحتفل بأناقتها وإطلالاتها التي طالما كانت مصدر إلهام للكثير من النساء؛ فهي تحرص على الظهور بإطلالات شرقية تعكس طابعها وتراثها، وفي نفس الوقت، تواكب صيحات الموضة بما يتناسب مع ذوقها الخاص ويعكس شخصيتها. إطلالة هند صبري في مهرجان الجونة 2024 نبدأ إطلالات هند صبري مع هذا الفستان الأنيق الذي اختارته لحضور مهرجان الجونة 2024، والذي تميّز بأناقة وأنوثة بفضل قَصته المستوحاة من حورية البحر، مع زخارف تزيّنه وتذكّرنا بقشور السمك. وهو من توقيع المصممة سهى مراد، وقد زاد سحراً مع الوشاح الطويل باللون الرمادي اللامع وبقماش الساتان، ال...المزيد

GMT 18:06 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر
 فلسطين اليوم - الفستق يعزز صحة العين ويسهم في الحفاظ على البصر

GMT 17:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25
 فلسطين اليوم - "نيسان" تحتفل بـ40 عامًا من الابتكار في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 08:51 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحدث هذا اليوم عن بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 21:38 2020 الأحد ,03 أيار / مايو

حاذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 06:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 07:28 2020 الخميس ,18 حزيران / يونيو

«الهلال الشيعي» و«القوس العثماني»

GMT 01:18 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة "أيقونة" رفع الأثقال بعد صراع مع المرض

GMT 22:54 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أصحاب دور العرض يتجهون إلى رفع "عمود فقرى" من السينما

GMT 10:32 2020 الأربعاء ,20 أيار / مايو

فساتين خطوبة للممتلئات بوحي من النجمات

GMT 16:35 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أحدث تصاميم ديكور لحدائق المنزل

GMT 17:03 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

اعتقال موظف وعشيقته داخل مقر جماعة في شيشاوة

GMT 12:46 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

العقوبات الأميركية تطال منح الطلاب الفلسطينيين في لبنان

GMT 09:52 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

قناعاتنا الشخصية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday