غزة - كمال اليازجي
أكّد وزير الأوقاف والشؤون الدينية، الشيخ يوسف ادعيس، أن الاحتلال الإسرائيلي لم يفلح طوال سنين احتلاله لفلسطين وللقدس خاصة من تمزيق أواصل الفلسطينيين على اختلاف أماكن تواجدهم، ولم يفلح في جعل أهل القدس بمعزل أو ببعد عن أقصاهم رغم كيده ومكره وجام غضبه والته الحربية، وعلم الاحتلال بما لا يدع مجالا للشك أن المقدسيين ومن خلفهم كل الفلسطينيين لن يتخلوا عن أقصاهم وبرهنوا ذلك مرارا وتوجوا عظمة انتمائهم وصلابة عقيدتهم بما مرت بها القدس والأقصى هذا الشهر، وبصوت واحد زلزل الكيان لا للاحتلال، لا للبوابات والكاميرات، ولن نبرح المكان حتى ينجلي الاحتلال وكل آلاته.
وأضاف إدعيس، "لقد خاض شعبنا ولا زالت معركته مع الاحتلال بكل اقتدار وصلابة وعزيمة لا تلين واثبت أن القدس خط احمر ولن تمر مخططات الاحتلال ولن تكون السيادة والريادة إلا للمسلمين، وبين ادعيس أن الاحتلال منذ الرابع عشر من تموز ارتكب وانتهك ومارس اقصى درجات القوة والغطرسة على المسجد الأقصى بلغت ( 116 ) اعتداء وانتهاكا ومجمل الشهر بلغت ما يربو على ( 140 ) مع زيادة في عدد المقتحمين مقارنة بشهر تموز من العام الفائت".
وبين ادعيس أن الاحتلال اغلق المسجد الأقصى في الرابع عشر من شهر تموز إغلاقا تاما وحاصره بعدد كبير من الجنود وعناصر الشرطة وبآليات وعوائق متعددة، وعكف خلال اليومين التاليين للإغلاق على تخريب وتفتيش دقيق لأركانه، محطما وعابثا بمقتنياته وتراثه ومخطوطاته، ومارس شتى أنواع الإرهاب معتقلا مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين ومعتديا عليه إضافة إلى العشرات من حراس المسجد الأقصى والمصلين، ومانعا للصلاة فيه وللآذان كسلوكه الشائن في المسجد الإبراهيمي وسعيه الدائم لإسكات صوت الحق في مساجدنا، واتبعت قوات الاحتلال عنجهيتها بإقامة البوابات الإلكترونية على مداخل المسجد الأقصى وهي التي قوبلت بالرفض التام وسطر أهل القدس وفلسطين أروع ملاحم البطولة والفداء لأقصاهم، وفي محاولة للالتفاف على صلابة الموقف الفلسطيني والوحدة التي عز نظيرها استبدل الاحتلال بواباته بكاميرات شديدة الحساسية ومجسات والات تفتيش يدوية تحطمت على صخرة الصمود والتصدي الفلسطيني مبرقين أهلنا في القدس وفلسطين وفي الشتات أن أي شيء يمس بالمسجد الأقصى والمصلين سيواجه بصلابة اكبر، وتحد اكثر، ومرسلين رسالة للاحتلال أن الأقصى للمسلمين وحدهم وهم أصحاب القرار والقول، وما تصريحات وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي الذي يزعم أن المسجد الأقصى المبارك يقع تحت "السيادة" الإسرائيلية، ما هي إلا ترهات ولن تفت من عضدنا ولن يكون لهم ذلك، وحاول الاحتلال عن طريق ما تسمى بلدية الاحتلال بوضع يدها عنوة على باحات وساحات المسجد الأقصى في خضم الأحداث دافعة بسبع سيارات نظافة، وعدد كبير من عمال النظافة اليهود لتنظيف الساحات بل لإخفاء تخريبهم وعبثهم وجريمتهم بالبقعة المباركة المطهرة، وسمحت للمستوطنين بتأدية طقوس تلمودية عند أبواب المسجد الأقصى المبارك ومنعت أهل البيت وخاصته من الصلاة بل الاقتراب منه.
وتزامنا مع ما يحدث على الأرض الاحتلال يصدّر القرار تلو القرار من خلال إقرار ما تسمى لجنة التشريع الوزارية في الحكومة الإسرائيلية على قانون "القدس الموحدة" والذي ينص على أنه لا يجوز التنازل أو الانسحاب من أي جزء من القدس في المفاوضات أو أي تسوية سياسية من دون تأييد 80 عضوَ كنيست على الاتفاق.
ويسعى اليمين الإسرائيلي إلى تكريس "واقع قانوني" يحول دون تمرير أي اتفاق سياسي وتسوية سلمية بين الفلسطينيين وإسرائيل تقوم على الانسحاب الإسرائيلي من القدس. وقال إدعيس واصل الاحتلال خلال الفترة ما بين 14/7 إلى 26/7 إطباق حصاره للمسجد وبالمقابل واصل المقدسيون تحد الاحتلال وإقامة الصلوات خارج الأقصى رفضا لسياسة المحتل ولم يمنعهم السلاح ورصاصه، والمسيل والهروات والإصابات والاعتقالات من المرابطة حتى يحدث الله أمرا كان مفعولا، حتى كان لهم ذلك.
وقال الوزير ادعيس، إنه وعلى ضوء التاريخ الأسود للاحتلال ومكائده وسعيه المتواصل للانقضاض على المسجد الأقصى والقدس وحلم شعبنا ليس بحاجة لعملية في القدس لتغيير الوضع ،وسيطرته على المسجد الأقصى، فقرارات كثيرة تنتظر التنفيذ في اي وقت يخلوا له وجه أبيه،وللتذكير فقط فالمسجد الإبراهيمي الذي تعرض لعملية تقسيم واستيلاء بعد العملية الإرهابية التي نفذها "غولدشتاين" بحق المصلين فيه تثبت ان القرارات بالسيطرة كانت موجودة في الأدراج.
ولم يسلم الشجر ولا الحجر من العبث الاحتلالي كما بين ادعيس من قص لشجر المسجد الأقصى، واقتلاع الأحجار، وسرقتها وعمليات المسح عند باب القطانين، وفي باب الأسباط، وحفريات داخل مسجد قبة الصخرة في المغارة أسفل القبة، وحاول الاحتلال جاهدا بآلة الدمار بتفريغ الوجود المقدسي وفرض سياسة الأمر الواقع وتقسيم المكان، وخلق حالة من الإحباط لدى الشارع الفلسطيني من خلال الحصار والمنع والتصريحات النارية التي جوبهت بعزيمة مقدسية اعتى واشد صلابة.
وتابع بالقول إن الاحتلال مارس أقصى درجات الإرهاب بحق المرابطين والمعتكفين واعتقل منهم من اعتقل، ومنع العديد منهم من دخول المسجد ونشر قائمة بأسماء وصور "مطلوبين" للاحتلال على بوابات الأقصى، وواصل المستوطنون حملتهم التحريضية على المسجد الأقصى والمصلين مطالبين حكومتهم باتخاذ تدابير عملية لتمكينهم من حرية الاقتحام وإقامة صلواتهم التلمودية،وسط استفزاز فظ لمشاعر المرابطين حيث عمد قسم منهم للمرور من أمام المصلين والضحك وارتداء قمصان تحمل رسما لمسجد قبة الصخرة، وشعارات عنصرية تؤكد العودة لـ"جبل الهيكل" المزعوم.
وفيما يتعلق بحائط البراق قال ادعيس إنّ هناك العديد من المخططات التهويدية للمكان منها ما كشف عنه خلال هذا الشهر لبناء طابق جديد تحت باحة "حائط البراق" إضافة للمسيرات والمهرجانات المتتالية هناك، واستباحة الآلاف من عناصر عصابات المستوطنين في ليلة الواحد والثلاثين من هذا الشهر للقدس القديمة وتوجهها إلى باحة حائط البراق لإحياء ما يسمى ذكرى "خراب الهيكل" تخللها "النفخ في البوق"، ورفع أعلام دولة الاحتلال، وهتافات عنصرية تدعو لقتل العرب، وهدم الأقصى وبناء هيكلهم المزعوم.
وقال سيبقى شعبنا صامدا متجذرا بأرضه ورافعا شعار القدس لنا، والمسجد الأقصى للمسلمين، وأن ما جرى ويجري هو عدوان صارخ ومخطط إسرائيلي خطير يستهدف الفلسطينيين في مدينة القدس ويستهدف دولتهم، وأهلها وحجارتها وتاريخها وحضارتها، مبرقا تحية فخر واعتزاز وإكبار إلى أهلنا في مدينة القدس نيابة عن الأمة العربية والإسلامية جمعاء في مواجهة المخطط الإسرائيلي.
أرسل تعليقك