بيروت - منيب سعادة
اتهمت حركة "حماس"، الخميس، جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي "الموساد" بالوقوف خلف جريمة اغتيال الطيار التونسي محمد الزواري تخطيطًا وتنفيذًا في 15 ديسمبر/كانون الأول الماضي أمام منزله في صفاقس في تونس.
وقالت الحركة في مؤتمر صحافي عقدته في بيروت وترأسه القيادي محمد نزال، "تأكد لنا بشكل قاطع أن المسؤول عن عملية اغتيال الزواري هو الموساد، الذي خططها ونفذها بتعاون لوجستي ساهمت به أجهزة وجهات أمنية أخرى، خصوصًا بالملف المعلوماتي والعملياتي"، وذكرت أنّ "حماس" باشرت منذ اللحظات الأولى لتشكيل لجنة تحقيق في اغتيال الزواري تضم الجهات المختصة والمعنية في الحركة لكشف الجهة التي تقف وراء هذه الجريمة النكراء.
وأكد نزال، أن اللجنة بذلت جهدًا كبيرًا للوصول إلى الحقائق المتعلّقة بعملية الاغتيال، واستخلاص الدروس والعبر منها، على أن ألا تقيد قضية الزواري ضد مجهول، وعن تفاصيل عملية الاغتيال، أوضح نزال أنها مرت بثلاث مراحل أولها جمع المعلومات عبر شخص مجري الجنسية، وقد بدأ التحضير لها قبل سنة ونصف، وأن الزواري رفض التعامل مع جامع المعلومات المجري الذي حاول التقرب منه في الجامعة حيث يدرس الدكتوراه، وأبلغ الجامعة بشكوكه حوله.
وذكر القيادي في حماس أن ثانيها تمثلت بالاقتراب أكثر للشهيد عبر صحافية، وبدأ التحضير للعملية قبل أربعة أشهر من تنفيذ العملية وتم استخدام أسماء شركات وهمية تعمل في أوروبا، ولفت إلى أن المرحلة الثالثة تمثلت بجمع المعلومات اللازمة للتنفيذ قد سبقت الجريمة بأسابيع قليلة، بما يشمل مراقبة ورصد دقيق للشهيد الزواري، وعن يوم الاغتيال، قال: "وصل المنفّذان الرئيسان بجوازات سفر بوسنية عبر المطار لتونس، وتوجّها لصفاقس صباح يوم 15/12/2016، وجلسا من الساعة 11:30 وحتى 13:20 في مقهى cafee twins” " القريب من منزل الشهيد، ثم غادرا المقهى، وركبا سيارة فان (رينو ترافيك/رمادية اللون)، التي كان يقودها سائق"، وأشار إلى أنه تم تخصيص ثلاث مجموعات ميدانية بمكان عملية الاغتيال الأولى، نقطة رصد في بداية الشارع الرئيسي عند مدخل الشارع الفرعي لمنزل الشهيد، والثانية لمراقبة مخرج الانسحاب من مكان التنفيذ، والثالثة نقطة التبديل النهائي للمجموعة المنفّذة، وقال "عند عودة الشهيد إلى منزله من المركز الطبي (الذي كان قد ذهب إليه للحصول على نتائج فحوصات مخبرية) بحدود الساعة 13:40، جرى رصده من قبل المجموعة الأولى، وفور دخوله إلى الشارع الفرعي المؤدّي إلى منزله، ووقوفه على مدخل كراج المنزل، تبعته سيارة الـ"رينو ترافيك"، التي لها بابان يفتحان بشكل كامل "انزلاقي" من الجانبين، عند توقّف الشهيد وإطفائه لسيارته وإمساكه بجهازه الخلوي، ومفاتيح سيارته بيديه، التصقت سيارة الرينو (Van) بسيارة الشهيد من الجهة اليمنى لسيارته، ثم فتح الباب الانزلاقي لسيارة "الفان"، وأطلق المنفّذان عليه النار عليه من مسدس من نوع "براوننج" عيار (9) مم مزوّد بكاتم صوت، أصابت الأعيرة المطلقة فك الشهيد العلوي، ورقبته، وقلبه مخترقة الهاتفين، اللذين كان يحملهما بيده اليسرى، وكتفه الأيسر، ومناطق أخرى (8 طلقات)، إضافة الى إصابة البوابة الرئيسية للمنزل بـ(3) أعيرة، واختراق عيارين للجانب الأيمن من سيارته، حيث توفّي الشهيد مباشرة بتلك الطلقات".
ونبه نزال إلى أنه بالتزامن مع تنفيذ العملية، وصل بحاران أوروبيّان عن طريق البحر، استئذنا من ربّان السفينة مغادرة الميناء، وحضرا إلى نفس المقهى بالقرب من منزل الشهيد (على الرغم من أن البحارة لا يسمح لهم بالابتعاد عن الميناء)، جلسا فيه لفترة ثم عادا إلى منطقة الميناء (اشتبه بهما جهاز الأمن المحلي وألقى القبض عليهما، ولكن تحت ضغوط من سلطات بلديهما، تم إطلاق سراحهما)، وروى نزال عملية الانسحاب بالقول: "توجًه المنفذون بعد تنفيذ عملية الاغتيال إلى نقطة التبديل الثالثة، قاصدين السيارة المركونة هناك (التي كانت تراقب المكان لهم، وكانت مركونة عند مخرج الشارع الفرعي من الجهة الخلفية)، فاستقلوها، وتركوا سيارة "رينو ترافيك"، التي تم التنفيذ بواسطتها مكانها، تاركين ظروف طلقات نارية عدد (3) وحقيبة تحتوي على الأسلحة النارية المستخدمة عدد (2) بعد إغراقها بسائل حمضي لإزالة أي وجود للبصمات لهم عليها"ـ، وأشار إلى أنه تم العثور على سيارة "كيا بيكانتو" مهملة في صفاقس، وتم العثور على جهازي هاتف جوّال دون بطارية، ومزوّدين بشرائح تونسية مسجّلتين باسم "س.س"، وأنه وبعدها فرّ المنفذون تجاه الساحل لمدينة صفاقس، والمتوقع أنهم هربوا عن طريق البحر إلى جهة غير معروفة.
وأكد أن "حركته عندما أعلنت عن انتماء الشهيد الزواري لحماس جاء رغم من كل الاعتبارات والملاحظات، فوجدنا أنفسنا أمام حقيقة لا بد من الإعلان عنها"، مشيرًا إلى أنّ "الزواري أراد أن يكون مبادرًا فسخر عقله لفلسطين والمقاومة حتى ارتقى على أرض تونس، وإن إعلان انتمائه لحماس هو واجب علينا وحق للشهيد"، وشدد على أن حركته ستدرس خيارات مواجهة الكيان الإسرائيلي قانونيًا فيما يتعلق باغتيال الزواري، مبينًا أن عملية الاغتيال ليست الأولى ولا أظنها الأخيرة.
أرسل تعليقك