القدس المحتلة ـ ناصر الاسعد
أكّدت شخصيات دينية ووطنية مقدسية أن الأقصى لا يزال محاصرا بإجراءات الاحتلال المتمثلة بالبوابات الإلكترونية من جهة وإغلاق معظم أبوابه من جهة ثانية، مشددة على موقفها الموحد الرافض للبوابات الإلكترونية، وشددوا أن العبور إلى المسجد الأقصى يكون عبر بواباته الرئيسية دون إجراءات تقييد حرية العبادة وطالبوا بإزالتها على الفور وواصل المقدسيون اعتصامهم على أبواب الأقصى وإقامة الصلوات على بواباته خاصة "باب الأسباط وباب المجلس" رغم الملاحقة والقمع لهم.
وقال رئيس مجلس الأوقاف، الشيخ عبد العظيم سلهب، أن الموقف واحد وموحد رفض البوابات الإلكترونية، ويجب إزالتها بشكل فوري وإعادة فتحه للمسلمين للدخول إليه بحرية دون شروط ، مضيفًا أنّ "الاحتلال يريد تغيير الوضع التاريخي في المسجد وتنفيذ مخططاته فيه من خلال التقسيم الزماني والمكاني، وهذا الأمر لا يمكن قبوله بأي حال من الأحوال فالأقصى بكل ساحاته ومصلياته وأروقته هو حق خالص للمسلمين.
وأوضح رئيس الهيئة الإسلامية العليا الشيخ عكرمة صبري، أن المرجعيات الدينية تقوم بعقد جلسات مستمرة ويتم تقييم الوضع في كل مرحلة، وأوضح انه بالإضافة إلى مخاطبة الجماهير فأن هناك اتصالات دبلوماسية مع الأردن ومنظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية حول البوابات التي تريد سلطات الاحتلال من خلالها فرض السيادة الكاملة على الأقصى الذي نرفضه بشكل كامل ونؤكد أن السيادة للمسلمين بقرار رباني، فيما قال القائم بأعمال قاضي القضاة ورئيس محكمة الاستئناف، الشيخ واصف البكري، أن الأقصى لا يزال مغلقا محاصرا لليوم الخامس على التوالي، إعادة فتح بعض أبوابه وليست جميعها ووضع البوابات الإلكترونية على البوابات المفتوحة هي قيود إضافية وحصار على المسجد الأقصى، فلا يمكن أن نعتبر أن سلطات الاحتلال قامت بفتح المسجد كما تدعي."
وأكد البكري أن الموقف الديني والشعبي يؤكد على ضرورة عدم الخضوع للإجراءات الظالمة التعسفية، ويحرم علينا الدخول عبر هذه البوابات، فلا يجوز أن نخضع للاحتلال وإجراءاته بفرض واقع جديد وهيمنة على الأقصى، إن سلطات الاحتلال سائرة في بطشها وظلمها للشعب الفلسطيني، تمنعه اليوم من الوصول إلى الأقصى وتمنعه من أداء العبادات بحرية ، وحق العبادة هو مكفول بكافة الأعراف والقوانين الدولية والإنسانية والأخلاقية."
وبيّن البكري أن الجهات الأردنية على اطلاع تام بكافة التفاصيل وتقوم بدورها في هذا الشأن، مشددًا على أن صمود الشعب والمرابطة والدفاع عن حقهم في المسجد الأقصى هو الأساس في تغيير المعادلة ورفض الواقع الجديد في الأقصى وأفاد مدير عام أوقاف القدس والمسجد الأقصى الشيخ عزام الخطيب، بأنّه "نحن ملتزمون بقرارات المرجعيات الدينية الرافضة للسياسات الجديدة المفروضة على دخول المصلين إلى مسجدهم، لن ندخل إلى الأقصى عبر البوابات الإلكترونية المفروضة دينيا وإسلاميا وأخلاقيا، وسنبقى على هذا الموقف حتى إزالة كافة هذه البوابات.
وتحدث مسؤول ملف القدس في حركة فتح حاتم عبد القادر، عن اجتماع المرجعيات الدينية الذي عقد أمس الإسلامية في القدس والتي أكدت على الرفض القاطع لهذه البوابات الإلكترونية، وحمل عبد القادر حكومة الاحتلال مسؤولية مواصلة الانتهاكات والإغلاقات وإصرار على وضع البوابات على المسجد حيث لن يقف الفلسطيني مكتوف الأيدي، وأوضح أن الحكومة الأردنية تجري اتصالاتها مع الحكومة الإسرائيلية حول الوضع في الأقصى، لكن لم تسفر حتى اللحظة أي نتيجة.
ودعا عبد القادر إلى شد الرحال إلى الأقصى، ومن لم يستطع ذلك، يؤدي الصلاة في أزقة القدس وشوارعها وكانت المرجعيات الإسلامية "الممثلة برئيس مجلس الأوقاف، ورئيس الهيئة الإسلامية العليا، ومفتي القدس والديار الفلسطينية، والقائم بأعمال قاضي القضاة" أصدرت بيانا دعت إلى رفض ومقاطعة إجراءات العدوان الإسرائيلي الجائرة والمتمثلة في تغيير الوضع التاريخي القائم، ومنها فرض البوابات الإلكترونية على أبواب المسجد الأقصى المبارك، مطالبة بعدم التعامل مع البوابات الإلكترونية مطلقا، وعدم الدخول من خلالها إلى المسجد الأقصى المبارك بشكل قاطع، كما طالبت بشد الرحال إلى المسجد الأقصى لإقامة الصلوات والتعبد فيه، مشيرة إلى أنه في حال استمرار فرض البوابات الإلكترونية على دخول المسجد الأقصى المبارك "ندعو أهلنا إلى الصلاة والتعبد أمام أبواب المسجد الأقصى وفي شوارعها وأزقتها".
وأشادت المرجعيات الإسلامية بالوقفة المشرفة والمسؤولة لأهالي القدس في الدفاع عن الأقصى، والتفافهم حول دائرة الأوقاف في القدس ودعمها في أداء واجبها في المحافظة على المسجد الأقصى والممتلكات الوقفية، كما طالبت الغرفة التجارية الصناعية العربية في القدس التجار مقاطعة كافة الإجراءات الاحتلالية بتغيير الوضع القائم في الأقصى المتمثل بفرض البوابات الإلكترونية وطالبت بعدم استخدامها نهائيا.
أرسل تعليقك