القدس ـ ساري جرادات
أعلن رئيس قسم المخطوطات والتراث في المسجد الأقصى د. جمال عمرو، أنه تمت المصادقة على المخططات التفصيلية والتنفيذية لمشروع القطار الجوي "تلفريك" وتم رصد الميزانية، وكافة التراخيص استُكملت بقي فقط ضوء اخضر من القيادة التنفيذية بإعطاء الاذن بالمباشرة بالعمل". وكشف لـ"فلسطين اليوم" انه من وجهة نظر الاحتلال يجب الانتظار الى حين توفّر اجواء مناسبة في المنطقة تسمح للبدء بالعمل في المشروع، فعادة تحصل هذه الامور لدى الاسرائيليين عندما تقع امور كبرى في المنطقة كحرب جديدة على غزة أو معارك مع الجولان، فنكون منشغلين بها وهم يستغلون الفرصة، فتكون مشاريعهم في الادراج ويطلقون عليها(مخطط ادراج) وهي جاهزة للتنفيذ، وعند اول فرصة يخرجون المخططات ويبدأون التنفيذ الفوري في الميدان لمشاريعهم التهويدية".
ويشار إلى أن حكومة نتنياهو أقرت المرحلة الاولى من المشروع في ايار/مايو الماضي وتبلغ تكلفته 15 مليون شيقل، وتهدف الى وضع الخطط الهندسية والبنية التحتية لخط القطار الجوي، في يحين تبلغ الكلفة الاجمالية للمشروع 200 مليون شيقل على ان ينتهي في العام 2021.
المشروع على ارض الواقع
وذكر د.عمرو أن هناك عددًا من الوزراء والوكلاء وقادة الشرطة قد زاروا المكان "نير بركات" رئيس بلدية الاحتلال بالقدس، و "أوري ارئيل" حامل المشروع بالكامل و وزير الاسكان سابقا وآخرين، فقد جاؤوا أكثر من مرة وعاينو المكان، وتم شراء قطعة الارض التي سيقام عليها التلفريك وستكون نقطة الانطلاقة منه وهي جبل الزيتون حيث صعد المسيح عليه السلام، وتمت عملية الشراء طبعا بطريقة التفافية ووضعوا عليها العلم الاسرائيلي كمحطة أولى.
وأضاف: حصلت مشكلة مع وزارة الاثار في نقطة ما تتعلق بهبوط القطار الجوي عند حائط البراق، حيث سيكون اعلى من المسجد الاقصى والبراق، فقرروا أن ينزل القطار الجوي الى القصور الاموية والعباسية، لذلك قرروا بناء مبنى عملاق بدأوا الان بتشييد القواعد له في المبنى المسمى "متحف الهيكل" المقام على القصور العباسية، ويوم امس كانت رافعات عملاقة تعمل في اعماق اعماق الارض. وأشار الى أن المبنى العملاق الذي يشيّد الان يقام على اثار اسلامية تم تدميرها ونقلها لاماكن مجهولة، " على نار هادئة يتم تجهيز البنية التحتية لمباني ستستوعب وتستقبل القطار الجوي "التلفريك" المقبل من جبل الزيتون الى حائط البراق".
نظام القدس المائي
وتابع د.عمرو لـ "فلسطين اليوم": الان استوجب الامر انه عندما يهبط السواح من الجو في الكبسولات(العربات المعلقة) أن يكون هناك مصعد عملاق يصلهم بجميع طبقات المبنى الثمانية (4 فوق الارض 4 تحت الارض) وينزل إلى شبكة الانفاق تحت الارض، ليكملو فيها الجولة، والانفاق جزء من البنية التحتية وهي اصلا اسمها قنوات القدس المائية، التي تعد اول نظام مائي فوق الكرة الارضية بناه اجدادنا العرب الكنعانيين، لذلك الان تحت الارض يتم تجهيز بنية تحتية ومدينة عملاقة(مدينة داوود الوسطى) وستكون ضمن الحلقة التي فوق الارض وتحت الارض، هي دائرة مغلقة لايتصل بها السائحون المائلون للشعب الفلسطيني ولايسمعون فيها سوى الرواية الاسرائيلية التلمودية المضللة.
ويُعَرِّف د.عمرو المدينة المائية على انها قنوات مائية تحت البلدة القديمة تبدأ من مغارة سليمان عند باب العامود تهبط مع منطقة شارع الواد وطريق اللبن، عند سوق القطانين الى حائط البراق ثم يهبط مباشرة هذا النظام المائي بتفرعات قنوات يمين ويسار الى عين ام الدرج في سلوان، وتعود القنوات الى عهد ايوب عليه السلام، ويمكن المشي فيها اكثر من 200 متر على الاقدام، فقد كانت قنوات للشتاء وينابيع لكن الان أصبحت انفاق وهذه الانفاق العملاقة تشكل مدينة تحت الارض وجزء منها فوق الارض في تل الظهور.
القطار الهوائي تشويه للمشهد التاريخي
وأكد عمرو أن الاسرائيليين سيطروا تحت الارض وفوق الارض والان في سماء الارض بهذا "التلفريك"، والذي يأتي ختاما وخاصة بعد نجاح مشروع القطار الخفيف، مضيفًا "نحن امام "تلفريك" ياتي في السماء ليعطي رمزا خطيرا جدا وفيه تشويه للمشهد التاريخي، فستتحرك العربات الهوائية من جبل الزيتون حيث صعد المسيح عليه السلام وستهبط في حائط البراق حيث صعد الرسول محمد عليه الصلاة السلام الى السماء، في الوقت الذي ياتي فيه قرار اليونسكو ليؤكد ان حائط البراق للمسلمين ايضا والكتاب الابيض الصادر عن عصبة الامم".
\وأردف، "نحن امام حقائق دامغة ان الاسرائيليين تجاوزوا كل القوانين السماوية والوضعية، وسيُنزلون هذه العربات من قمة جبل الزيتون تحمل علم الاحتلال لتغير المشهد الكلي للمدينة والى حائط البراق ثم الى حي سلوان ثم الى القدس الغربية، يمعنى انهم يحكمون القبضة ويقدمون فقط للسائحين روايتهم ".
"ليس مستغربا ان يقوم مشروع خطير جدا في منطقة تاريخية وهشة من هذا النوع وعلى عظام المسلمين ومقابرهم وان يكون ذلك امرا ممكنا في ظل المناكفات الفسلطينية الهابطة والسخيفة، وانعدام الوحدة بين القيادة السياسة الفلسطينية في شطري الوطن" وفق د. عمرو.
أرسل تعليقك