تتواصل المعارك العنيفة في ريف الرقة الشرقي، بين عناصر تنظيم "داعش" من جانب، وقوات "سورية الديمقراطية" من جانب آخر، تمكنت خلالها الأخيرة من تحقيق تقدم جديد، والسيطرة على ثلاث قرى ومزارع في ريف الرقة الشرقي، ليرتفع عدد ما سيطرت عليه من مزارع وقرى، منذ بدء هجومها في هذا المحور، ضمن معارك المرحلة الثالثة من عملية "غضب الفرات"، إلى نحو 18.
ويشار إلى أن قوات "سورية الديمقراطية" أعلنت عن المرحلة الأولى من عملية "غضب الفرات"، الهادفة إلى عزل مدينة الرقة عن ريفها، تمهيدًا للسيطرة عليها، وطرد تنظيم "داعش"، حيث جرى إعلان المرحلة الأولى في السادس من تشرين الثاني / نوفمبر 2016. وشملت هذه المرحلة الريف الشمالي للمدينة، في حين أُعلن عن المرحلة الثانية في 10 كانون الأول / ديسمبر 2016، والتي شملت الريف الغربي، فيما أُعلن عن المرحلة الثالثة في الرابع من شباط / فبراير الجاري، والتي تشمل الريفين الشمالي الشرقي والشرقي للمدينة.
وقصفت القوات الحكومية مناطق في حي الوعر المحاصر، في مدينة حمص، ما أسفر عن أضرار مادية في ممتلكات مواطنين، وإصابة عدد من الأشخاص بجراح، كما تعرضت مناطق في مدينة الرستن، في ريف حمص الشمالي، لقصف من القوات الحكومية، بالتزامن مع فتح القوات الحكومية نيران رشاشاتها الثقيلة على أماكن في المدينة، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية، في حين نفذت الطائرات الحربية ضربات استهدفت أماكن في بادية تدمر الغربية، والجنوبية الغربية، في ريف حمص الشرقي، بالتزامن مع استمرار الاشتباكات العنيفة بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة، وتنظيم "داعش" من جهة أخرى، في محاور في بادية تدمر، في محاولة من القوات الحكومية لتحقيق تقدم جديد على حساب التنظيم في المنطقة، وسط استهدافات متبادلة بين الجانبين.
وتستمر الاشتباكات في الأطراف الغربية لمدينة حلب، ومحيط ضاحيتي الراشدين الرابعة والخامسة، غرب المدينة، بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جانب، والفصائل المقاتلة والإسلامية من جانب آخر، في محاولة من القوات الحكومية لتحقيق تقدم في المنطقة. وتترافق الاشتباكات مع قصف للقوات الحكومية على مناطق الاشتباك، واستهداف الفصائل تمركزات للقوات الحكومية في المنطقة، وسط قصف متجدد للقوات الحكومية على مناطق في ريف حلب الغربي، دون ورود معلومات عن الخسائر البشرية. كما سقطت قذائف، أطلقتها الفصائل، على مناطق في مشروع "3 آلاف شقة"، في مدينة حلب، ومناطق أخرى في أطراف المدينة، وأنباء عن إصابات جراء سقوط تلك القذائف، في حين فتح الطيران الحربي نيران رشاشاته الثقيلة على مناطق في بلدة أورم الكبرى، في ريف حلب الغربي، وتعرضت مناطق في الريف الشمالي والشمالي الشرقي لدير حافر لقصف من الطائرات الحربية، وقصف من قبل القوات الحكومية والقوات الروسية، دون ورود معلومات عن الخسائر البشرية حتى الآن، كما تعرضت أماكن في منطقة خان العسل، في ريف المدينة الغربي، لقصف من القوات الحكومية.
وتتعرض مدينة الباب، منذ صباح الأربعاء، لقصف مدفعي من القوات التركية، بالتزامن مع تحليق للطائرات التركية في سماء المدينة، الواقعة في ريف حلب الشمالي الشرقي، واستهداف مناطق سيطرة تنظيم "داعش" في المدينة، التي تعد أكبر معاقل تنظيم "داعش" في ريف حلب، حيث أكدت مصادر أن معارك عنيفة يشهدها القسم الغربي من مدينة الباب، بين مقاتلي الفصائل الإسلامية والمقاتلة العاملة في "درع الفرات"، والقوات التركية الداعمة لها من جانب، وعناصر تنظيم "داعش" من جانب آخر، تمكن خلالها مقاتلو "درع الفرات" من تحقيق تقدم في المنطقة، والسيطرة على مبنى المحكمة، وسكن الضباط، الواقعين قرب المناطق التي سيطرت عليها خلال تقدمها في هذه المنطقة، قبل نحو يومين، وبذلك تكون القوات التركية والفصائل العاملة في "درع الفرات" تمكنت من السيطرة على نحو 25% من مساحة مدينة الباب، بعد 15 يومًا من بدء هجومها على المدينة، والذي انطلق مساء السابع من شباط / فبراير الجاري، وتمكنت خلاله القوات التركية وفصائل "درع الفرات" من التقدم والسيطرة على جبل الشيخ عقيل، ومساحات ومبانٍ في القسمين الغربي والجنوبي الغربي لمدينة الباب.
وجاء هذا التقدم والسيطرة على البلدة بعد مجازر متتالية نفذتها القوات التركية وطائراتها، في حق سكان مدينة الباب، حيث لقي 124 مدنيًا حتفهم، بينهم 38 طفلاً دون سن الـ18، بالإضافة إلى 27 مواطنة، قتلوا جميعهم منذ الهجوم الأخير، الذي بدأ مساء السابع من شباط، جراء القصف من قبل القوات التركية والغارات التي نفذتها الطائرات التركية على المدينة، من ضمن 444 مدنيًا على الأقل، بينهم 96 طفلاً دون سن الـ18، و59 مواطنة فوق سن الـ18، في ريف حلب الشمالي الشرقي، قتلوا جراء القصف التركي على مدينة الباب وريفها، وبلدتي بزاعة وتادف، منذ 13 تشرين الثاني / نوفمبر 2016، تاريخ وصول عملية "درع الفرات" إلى تخوم مدينة الباب، وحتى الأربعاء.
ويشار إلى أن تركيا حصلت، في أواخر العام 2016، على الضوء الأخضر الروسي، الذي سمح لها بالتقدم نحو مدينة الباب والسيطرة عليها، وطرد تنظيم "داعش" منها، في أعقاب الاتفاق على تهجير نحو 27 ألف شخص، من بينهم أكثر من سبعة آلاف مقاتل، من مربع سيطرة الفصائل في القسم الجنوبي الغربي من مدينة حلب، نحو ريف حلب الغربي، لأن هذا التقدم والسيطرة على مدينة كبيرة، وذات استراتيجية، سيتيح المجال أمام القوات التركية لمنع استغلال قوات "سورية الديمقراطية" ثغرة الباب، والسيطرة عليها، والتي ستمكن الأخيرة من وصل مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية ببعضها، في المقاطعات الثلاث، الجزيرة وكوباني وعفرين.
ونفذت الطائرات الحربية مزيدًا من الغارات، استهدفت أماكن في تل هواش والجابرية، ومناطق أخرى في قريتي الجنابرة والتوبة، في ريفي حماة الشمالي والشمالي الغربي لحماة. ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية. في حين تعرضت مناطق في قرية الزيارة، في سهل الغاب، لقصف من القوات الحكومية، فيما نفذت الطائرات الحربية غارات استهدفت مناطق في الأراضي المحيطة ببلدة كفرزيتا، وأماكن أخرى في بلدة اللطامنة، في ريف حماة الشمالي، دون ورود معلومات عن وقوع إصابات، كما قصفت القوات الحكومية، خلال ساعات الليلة الماضية، مناطق في بلدة مورك، وقرية البانة (الجنابرة)، وأماكن أخرى في محيط كفرنبودة، بالتزامن قصف بالبراميل المتفجرة على قرية التوبة، في ريف حماة الشمالي، في حين استهدفت الفصائل المقاتلة والإسلامية، بعدد من القذائف، أماكن سيطرة القوات الحكومية في مناطق المغير والصخر وبريديج، في ريف حماة الشمالي الغربي. ولم ترد معلومات عن الخسائر البشرية في صفوف القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها.
وأكدت مصادر موثوقة أن أصوات الانفجارات، التي سمعت فجر الأربعاء، ناجمة قصف من طائرات، يعتقد أنها إسرائيلية، استهدفت، بستة صواريخ على الأقل، منطقة جبال القطيفة، في الريف الشمالي الشرقي لدمشق. وأوضحت المصادر أن الضربات الصاروخية استهدفت مستودعات أسلحة، في منطقة تواجد الفرقة الثالثة، التابعة للقوات الحكومية. ولا يعلم حتى اللحظة ما إذا كانت هذه المستودعات تابعة للحكومة أم لحزب الله اللبناني، ما تسبب في دمار في منطقة القصف، دون معلومات عن وجود خسائر بشرية.
وألقت مروحيات القوات الحكومية براميل متفجرة، استهدفت أماكن في منطقة الضهر الأسود، في ريف دمشق الغربي، كما استهدفت الطائرات المروحية، بأكثر من 10 براميل متفجرة، مناطق في مزارع بيت جن، في الريف ذاته. ولم ترد معلومات عن الإصابات إلى الآن. كما دارت اشتباكات، بعد منتصف ليل الثلاثاء، بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة، ومقاتلي "جيش الإسلام" من جهة أخرى، في محيط الأوتوستراد الدولي "دمشق – حمص"، وسط استهدافات متبادلة بين الجانبين.
وقصف الطيران الحربي مناطق في بلدة الهبيط، في ريف إدلب الجنوبي، ما أسفر عن أضرار مادية، وسقوط عدد من الجرحى، ومعلومات مؤكدة عن مقتل شخص، فيما قصف الطيران الحربي مناطق في قرية النقير، في ريف إدلب الجنوبي، دون ورود معلومات عن وقوع إصابات.
وتجددت الاشتباكات بوتيرة عنيفة بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة، ومقاتلي الفصائل المقاتلة والإسلامية و"هيئة تحرير الشام" من جهة أخرى، في درعا البلد، في مدينة درعا، وسط قصف للقوات الحكومية على مناطق الاشتباك، واستهداف الفصائل تمركزات لعناصر القوات الحكومية في المدينة، ومحاور القتال، حيث يسعى كل طرف إلى تحقيق تقدم على حساب الطرف الآخر. في حين استهدفت الطائرات الحربية أماكن في حي المنشية، وحي طريق السد، في مدينة درعا، وسط قصف بصواريخ، يعتقد أنها من نوع "أرض – أرض"، أطلقتها القوات الحكومية على مناطق في درعا البلد. ولم ترد معلومات عن الخسائر البشرية حتى الآن. وقصفت القوات الحكومية مناطق في بلدة الكرك الشرقي، في ريف درعا الشرقي، ما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى، ومعلومات عن مقتل طفلة.
وارتفع عدد الذين انضموا، الثلاثاء، إلى قافلة ضحايا الحرب في سورية، إلى 20 شخصًا، بينهم مقاتل واحد. ففي محافظة إدلب، قُتل سبعة مواطنين، هم ستة أشخاص، بينهم مواطنتان، قتلوا جراء قصفٍ لطائرات حربية على مناطق في بلدة معرة مصرين، وشخص قُتل إثر إصابته برصاص حرس الحدود التركي، الذي استهدفه خلال محاولته اجتياز الحدود إلى تركيا.
وفي محافظة حلب، قُتل خمسة مواطنين، هم ثلاثة أطفال وسيدتان، جراء قصف استهدف قرية كلجبرين. وأكدت مصادر أن مصدر القصف قوات "سورية الديمقراطية"، التي استهدفت المنطقة. وفي محافظة ريف دمشق، قُتل مواطنان اثنان من مدينة حرستا، في قصفٍ للقوات الحكومية على منطقة مقبرة، في أطراف حي القابون، في دمشق. وفي محافظة درعا، قُتل مواطنان اثنان، هما قيادي في فصيل إسلامي، قُتل متأثرًا بجراحٍ أصيب بها خلال اشتباكات مع القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها، في مدينة درعا، وطفل من بلدة تسيل، لقي حتفه إثر انفجار عبوة ناسفة في البلدة.
ولقي طفل وطفلة، شقيقان، حتفهما، إثر انفجار لغم أرضي في قرية طابان، جنوب مدينة الحسكة. كما قُتل مواطنان اثنان، منهما رجل لقي حتفه جراء انفجار لغم أرضي فيه، في ريف الطبقة الشمالي، ومواطن قُتل إثر إصابته بطلقات نارية، أثناء قيامه بالصيد في نهر الفرات، على أطراف مدينة الرقة. واتهم أهالي المنطقة تنظيم "داعش" بإطلاق النار عليه وقتله.
وارتفع عدد مقاتلي الفصائل الذين قتلوا خلال القصف والاشتباكات التي يشهدها الريف الغربي لدرعا، منذ فجر الإثنين، إلى 42 قتيلاً، بينما ارتفع، إلى 23 على الأقل، عدد مقاتلي "جيش خالد بن الوليد"، الذين قتلوا في هذه الاشتباكات، من بينهم ستة على الأقل تم فصل رؤوسهم عن أجسادهم، من قبل مقاتلين في الفصائل، ومعلومات عن إعدامات نفذها "جيش خالد بن الوليد" في حق مقاتلين من الفصائل، كما قُتل خمسة أشخاص، قالت مصادر إنهم قضوا جراء الاشتباكات، وعلى يد "جيش خالد بن الوليد"، خلال سيطرته على المناطق التي تقدم إليها في ريف درعا الغربي، إضافة إلى طفل، قُتل بطلق ناري، في بلدة عدوان.
وأشارت مصادر مطلعة ‘إلى قيام تنظيم "داعش" بإعدام شابين من بلدة هنيدة، في ريف الرقة، بتهمة "تهريب المسلمين إلى خارج أراضي الخلافة" ونفذت طائرات حربية، لم تعرف هويتها إلى الآن، ضربات استهدفت بلدة الصور، الواقعة في الريف الشمالي لدير الزور، متسببة في مجزرة، جراء استهداف صواريخ الطائرات لمرأب سيارات ومحطة وقود ومجمع تجاري في البلدة، ما أدى إلى مقتل 11 شخصًا، بينهم أطفال.
ولقي خمسة أشخاص، بينهم طفلان ومواطنة، حتفهم، جراء قصف استهدف مناطق في الريف الشرقي لمدينة الرقة، يعتقد أنه ناجم عن قصف من قبل طائرات حربية على المنطقة. كما قُتل ما لا يقل عن تسعة أشخاص، بينهم أطفال ومواطنات، وأصيب آخرون بجراح، ومعظمهم من عائلة واحدة، في ضربات من طائرات حربية، يعتقد أنها تابعة للتحالف الدولي، استهدفت أماكن في منطقة معدان، في ريف الرقة الشرقي.
وارتفع عدد الذين قتلوا جراء فتح الفصائل الإسلامية والمقاتلة نيران قناصتها، خلال الـ48 ساعة الماضية، على مناطق في بلدتي كفريا والفوعة، اللتين يقطنهما مواطنون من الطائفة الشيعية، في ريف إدلب الشمالي الشرقي، إلى ثلاثة مواطنين، بينهم رجل مسن. كما قُتل ستة من عناصر تنظيم "داعش"، في القصف والاشتباكات مع قوات "سورية الديمقراطية"، التي قُتل منها ثلاثة عناصر على الأقل، في معارك ريف الرقة الشرقي. ولقي أربعة مقاتلين حتفهم، من الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية المقاتلة، مجهولي الهوية حتى الآن، جراء قصف للطائرات الحربية والمروحية على مناطق تواجدهم، وإثر كمائن واشتباكات مع القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها، واستهداف عربات، وقصف على مناطق عدة.
وقُتل 11 على الأقل من قوات الدفاع الوطني، والمسلحين الموالين للحكومة، من الجنسية السورية، إثر اشتباكات واستهداف حواجزهم وتفجير عبوات ناسفة في آلياتهم، في مدن وبلدات وقرى سورية عدة. كما قُتل ما لا يقل عن ستة من القوات الحكومية، إثر اشتباكات مع تنظيم "داعش" وجبهة "فتح الشام" والكتائب المقاتلة والإسلامية، واستهداف مراكز وحواجز وآليات ثقيلة بقذائف صاروخية وعبوات ناسفة.
ولقي ما لا يقل عن 15 مقاتلاً من تنظيم "داعش"، والفصائل الإسلامية من جنسيات غير سورية، حتفهم، وذلك في اشتباكات وقصف من الطائرات الحربية والمروحية، على مناطق تواجدهم.
أرسل تعليقك