شهدت محافظات الضفة الغربية، الإثنين، مواجهات عنيفة بين الشبان وقوات الاحتلال الإسرائيلي، التي قمعت المسيرات والفعاليات المساندة للأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال لليوم الـ36 على التوالي.
وأصيب 5 مواطنين، بينهم اثنان بالرصاص الحي، وثلاثة بالأعيرة المطاطية، إلى جانب عدد آخر بحالات اختناق، جراء قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي، مسيرة حاشدة انطلقت من وسط مدينة رام الله، باتجاه حاجز قلنديا العسكري شمال القدس المحتلة، إسنادا للأسرى المضربين عن الطعام.
وأفاد مصدر طبي أن طواقم الإسعاف نقلت إصابتين بالرصاص الحي إحداهما في منطقة البطن والأخرى في القدم، إلى مجمع فلسطين الطبي، فيما أقامت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني مستشفى ميدانيا لتقديم العلاج للمصابين.
وهاجمت قوات الاحتلال المشاركين بالرصاص الحي والأعيرة المطاطية، والغاز المسيل للدموع بكثافة صوب المشاركين، فيما اعتلت القناصة أسطح البنايات المحيطة بالحاجز، ورشق الشبان جنود الاحتلال بالحجارة، كما أشعلوا الإطارات المطاطية، وأغلقوا الطريق بالحجارة، تعبيرا عن غضبهم لما يتعرض له الأسرى في سجون الاحتلال، وفي قرية النبي صالح شمال غرب رام الله، أصيب شاب برصاص "التوتو" في قدمه، وآخرون بحالات اختناق، خلال مواجهات اندلعت بين الشبان وقوات الاحتلال.
وأكّد عضو اللجان الشعبية في القرية محمد التميمي، أن قوات الاحتلال اعتدت على مسيرة مساندة للأسرى، ما أدى إلى إصابة شاب بالرصاص وآخرين بحالات اختناق جراء إطلاق قنابل الغاز تجاههم، مشيرًا إلى أن قوات الاحتلال أغلقت البوابة الحديدية المقامة عند مدخل القرية، والمؤدية أيضا إلى قرى بني زيد الغربية ومدينة سلفيت وبعض قراها.
وفي قلقيلية، أصيب عدة شبان بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وبحالات اختناق، جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع، في مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، على المدخل الشمالي لبلدة عزون شرق قلقيلية.
وأوضح شهود عيان، أن جنود الاحتلال أطلقوا الأعيرة النارية والمغلفة بالمطاط باتجاه الشبان، ما أدى إلى إصابة أثنين منهم بجروح، مشيرين إلى أن قوات الاحتلال أمطرت منازل المواطنين الواقعة على مدخل عزون الشمالي، بقنابل الصوت والغاز، ما أدى إلى إصابة العشرات بحالات إغماء، كما اعتقلت قوات الاحتلال، سبعة شبان على الأقل خلال قمع مسيرة مساندة للأسرى على الحاجز الجنوبي لمدينة قلقيلية.
وبليّن مدير مركز إسعاف وطوارئ قلقيلية منذر نزال أنه تم علاج 8 إصابات مختلفة ميدانيا، خمسة منها بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وفي نابلس، أفاد مدير الإسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر أحمد جبريل، أن شابا أصيب بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، فيما أصيب عدد آخر من المواطنين بالاختناق بالغاز بينهم مسن، خلال المواجهات الدائرة في دير شرف شمال غرب مدينة نابلس.
وذكرت مصادر محلية، أن شبانا غاضبين أغلقوا مفرق البلدة حيث الطريق الواصل بين جنين ونابلس للتضامن مع الأسرى المضربين عن الطعام لليوم 36 على التوالي، وردت قوات الاحتلال بإطلاق القنابل الغازية والصوتية.
وأصيب عشرات المواطنين، بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط وبحالات اختناق، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، في أماكن متفرقة من محافظة الخليل، واندلعت مواجهات عنيفة في منطقة باب الزاوية وسط المدينة، أسفرت عن إصابة مواطن برصاصة مطاطية في رأسه، وآخر برصاص "التوتو" في قدمه، والعشرات بالاختناق جراء استنشاقهم الغاز السام، عولجوا ميدانياً.
وأشار منسق اللجان الشعبية والوطنية لمقاومة الجدار والاستيطان جنوب الخليل راتب الجبور، إلى أن مواجهات اندلعت عند مفترق زيف الذي يربط مدينة الخليل ببلدة يطا عقب مسيرة اسناد للأسرى انطلقت من البلدة، وأصيب خلال المواجهات العشرات بالاختناق جراء استنشاق الغاز السام، وشابين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط.
ونوّه الجبور إلى إلى أن مستوطنا ترجل من مركبته أثناء عبوره الطريق الالتفافي، بحماية جنود الاحتلال، وأطلق الرصاص صوب الشبان في منطقة زيف، وأفاد الناطق الإعلامي باسم اللجنة الشعبية لمقاومة الاستيطان في بيت أمر محمد عوض، لـ"وفا"، بأن قوة من جيش الاحتلال اقتحمت منطقة عصيدة، ما أدى لاندلاع مواجهات أطلق خلالها جنود الاحتلال قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، ما تسبب بإصابة عدد من المواطنين بحالات اختناق، وفي جنين، أصيب العديد من المواطنين، اليوم الإثنين، في بلدة سيلة الظهر جنوب جنين بالاختناق خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال، وواصلت جرافات الاحتلال تجريف أراض بالقرب من بلدة عرابة .
وأكّدت مصادر محلية، أن مواجهات اندلعت بين الشبان وقوات الاحتلال التي تواجدت في محيط المنطقة التي كانت توجد فيها مستوطنة "حومش"، ما أدى الى إصابة عدد من الشبان بالاختناق جراء إطلاق جيش الاحتلال الغاز المسيل للدموع، كما أطلقت القنابل الصوتية والأعيرة المعدنية.
واقتحمت قوات الاحتلال مدعومة بجرافة عسكرية المكان الذي كان يوجد فيه معسكر عرابة، وباشرت الجرافة بعملية تجريف الأرض، ومنعت المواطنين وأصحاب الماشية من الدخول إليه
وعم الإضراب الشامل، الاثنين، كافة محافظات الضفة الغربية، وأغلقت جميع المحال التجارية أبوابها، وتوقفت حركة السير والنقل العام وأغلقت كافة المؤسسات الرسمية والأهلية والمدارس، استجابة لدعوة اللجنة الوطنية لإسناد إضراب الأسرى الذين يواصلون إضرابهم عن الطعام لليوم الـ36 على التوالي، كما شهدت البلدات العربية الفلسطينية داخل أراضي الـ48، اليوم الإثنين، إضرابا تضامنيا مع الأسرى المضربين عن الطعام منذ 36 يوما في السجون الإسرائيلية.
والتزمت المحلات التجارية والمرافق العامة في مناطق الجليل والناصرة والساحل والنقب بالإضراب بشكل جزئي، في حين لم يشمل الإضراب المؤسسات التعليمية وخدمات صحة الطوارئ، ويواصل أكثر من 1800 أسير في سجون الاحتلال الإسرائيلي إضرابهم المفتوح عن الطعام لليوم الـ36 على التوالي، وسط تدهور خطير طرأ على صحتهم ونقل غالبيتهم إلى المستشفيات.
أرسل تعليقك