القاهرة- أحمد عبدالله
شهدت القمة العربية الثلاثون الجارية في تونس الأحد، تصريحات مهمة ومفارقات لافتة، إذ غادر أمير قطر تميم بن حمد، القمة قبل إلقاء كلمته وتوجّه إلى المطار، حسبما ذكرت قناة "روسيا اليوم" الإخبارية الروسية، في نبأ عاجل، وقبلها طالب العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، المجتمع الدولي بالتصدي للسياسات العدوانية الذي يتبانها النظام الإيراني.
وأضاف سلمان، خلال كلمته أن النظام الإيراني يقوم بانتهاكات صارخة لكل المواثيق والمبادئ الدولية، وأن على المجتمع الدولي القيام بمسؤولياته؛ لمواجهة ووقف دعم النظام الإيراني للإرهاب في العالم، وفي ختام كلمته أكد الملك سلمان أنه رغم التحديات التي تواجه المنطقة العربية فإنه متفائل بمستقبل واعد للأمة العربية.
وأكد الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، أنه لا بد من وقفة متأنية وحازمة لتحديد أسباب الوهن ومواطن الخلل في عملنا العربي المشترك بما يمكننا من توحيد الرؤى وتقنيين جماعي للمخاطر والتحديات وإعادة ترتيت الأولويات، وبيّن أن تخليص المنطقة العربية من جميع الأزمات وبؤر التوتر حاجة ملحة لا تنتظر التأجيل، كما أن تأكيد المكانة المركزية لقضية فلسطين وإعادتها لدائرة الضوء بات ضروريا، وهو ما يقتضي منا إرسال رسالة واضحة لكل دول العالم، وأفراد المجتمع الدولي بأن تحقيق الأمن والاستقرار ليس للمنطقة فقط، لكن للعالم أجمع يمر عبر إيجاد تسوية عادلة وشاملة تضمن حقوق الشعب الفسلطيني، وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس على أساس الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العرببة ومبدأ حل الدولتين.
اقرا ايضاً:
حركة "فتح" تُثمّن موقف الملك سلمان تجاه القضية الفلسطينية
وقال السبسي: "لتحقيق هذا الهدف يجب تكثيف تحركاتنا وتنسيقها من أجل وضع حد للممارسات، والتصدي لكل ما من شأنه أن يسلب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وحقهم في تقرير المصير، والوضع التاريخي للقدس".
وأصدر حزب التجمع المصري، بيانا، تعقيبا على القمة العربية في تونس وجاء فيه "أصحاب الفخامة والجلالة والسمو رؤساء وملوك وأمراء العرب قادة القمة العربية، ننتظر أن تكون قمتكم في تونس فرصة مناسبة لتأكيد الإرادة العربية، للمضي قدما في تعزيز ما تم الاتفاق عليه خلال قمة بيروت في يناير الماضي، كما أننا نأمل بل وننتظر وينتظر معنا كل عربي غيور على الأمة ومصالحها وكرامتها، أن تكون هذه القمة وبشكل عملي وعبر القرارات والإجراءات، فرصة مناسبة للنظام العربي الرسمي، لتأكيد وجود وعي وإدراك بأهمية العمل على تنشيط منظومة العمل المشترك".
ودعا إلى "ضرورة تأكيد الوعي والإدراك العربيين بأهمية العمل والمواجهة الحقيقية للتحديات المتصاعدة للأمن القومي العربي، الأمر الذي لن يأتي إلا عبر الإجراءات والقرارات التالية، التأكيد على المبادرة العربية التي أطلقت منذ عام 2002 في قمة بيروت مع التحذير بأن الأمة العربية وقادتها لن تنتظر كثيرا، ورفض كل المخططات والمشاريع التي تعمل على الانتقاص من الحقوق العربية لصالح الكيان الصهيوني، وذلك بضرورة التوقف عن الإجراءات والسياسات التي تتلون بألوان خادعة، والتي تؤدي إلى التطبيع وتصدر المطبعين للمشهد العربي، مع الالتزام بالثوابت القومية، ومحددات الصراع، والتأكيد القاطع أن فلسطين أرض عربية والتمسك بحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته، وحق العودة للاجئين الفلسطينيين، وإنهاء أشكال الدعم المساندة للانقسام".
وجاء في البيان بشأن الأزمة الليبية: "ضرورة استعادة دور الجامعة التي تخلت عنه لصالح حلف الناتو، الذي أوصل البلاد إلى حالة الاضطراب، وهدم مؤسسات الدولة، وتحويلها إلى ميدان لكل أشكال الإرهاب المحمول براً وبحراً وجواً إلى الأراضي الليبية، ما أوصل البلاد إلى حافة التقسيم"، وعن الصراع في اليمن، قال البيان: "وقف الحرب العبثية التي تهدم وتدمر الحياة على أرض اليمن.. وتحول الشعب العربي اليمني بمختلف مكوناته إلى ضحايا لسياسات لا سقف لها.. إلا مزيدا من الدمار والحرائق في اليمن وسقوط المزيد من الضحايا والمصابين".
وانطلقت أعمال الدورة العادية الـ30 للقمة العربية، الأحد، في العاصمة التونسية، وتسلم رئاستها الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز.
ويتضمن جدول أعمال القمة نحو 20 مشروعا وملفا، أبرزها الرد على الإعلان الأميركي بشأن الجولان المحتل رغم غياب سورية عن القمة، وكذلك القضية الفلسطينية، والأوضاع في ليبيا واليمن، ودعم التنمية في السودان، والتدخلات الإيرانية في شؤون الدول العربية
قد يهمك ايضاً:
أحمد أبوهولي يُؤكّد أهمية الإعلام في مواجهة مؤامرات تصفية القضية الفلسطينية
مؤتمر مجالس "التعاون الإسلامي" يشدّد على "مركزية القضية الفلسطينية"
أرسل تعليقك