غزة – محمد حبيب
أعلن الكاتب الإسرائيلي في موقع "إن آر جي" أريئيل كهانا إن تواصل تبادل الاتهامات بين القادة الإسرائيليين بشأن إخفاقهم في التعامل مع أنفاق المقاومة في قطاع غزة يعني عدم إقرار خطة عملياتية لمعالجتها، مما يتعارض مع ما أعلنه سابقا رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بشأن طلبه من الجيش إعداد مخططات عسكرية لمواجهة الأنفاق. ونقل الكاتب عن ضابط كبير في قيادة المنطقة الجنوبية أن الحكومة الإسرائيلية لم تطلب من الجيش تسليمها مخططات خاصة للتصدي لتهديد الأنفاق في المرحلة الأولى من حرب غزة الأخيرة "الجرف الصامد" 2014، مما يعني أن المستوى السياسي الإسرائيلي لم يخطط للتعامل مع مشكلة الأنفاق، مع العلم أن القيادة العسكرية العليا في الجيش لم تبلغ باقي المستويات القيادية الميدانية بشأن إقرار الحكومة أي خطة عملياتية من الحكومة.
وأضاف الضابط -الذي فضل عدم كشف هويته- أن جميع الخطط العملياتية كانت بحاجة لإقرار رئيس الوزراء نتنياهو "ولكن في جميع الحروب التي خاضها الجيش في غزة: الرصاص المصبوب 20088، عمود السحاب 2012، الجرف الصامد 2014 تم إلقاء هذه الخطط جميعها في حاوية القمامة في الوقت الحرج". وحسب أريئيل كهانا، فقد اتهم الضابط الكبير نتنياهو بالتأخر في إصدار القرارات "رغم أن الجيش أبدى جاهزيته للعمل وفق أي قرار يتخذه رئيس الحكومة، لكنه كان يتأخر ويتردد، ومع أن قيادة المنطقة الجنوبية كانت لديها خطط عملياتية جاهزة للتعامل مع أي تصعيد مع حماس بغزة لكن دائما كانوا يقولون لنا في القيادة العليا للجيش إنهم ينتظرون قرار نتنياهو".
خلاف آخر بشأن حرب غزة الأخيرة أثاره الضابط بشأن التحذيرات التي سبقت اندلاع الحرب، وتبادل الاتهامات بين الجيش وجهاز الأمن العام (الشاباك)، حيث قال إن الشاباك أكد وجود نوايا لدى حماس بتصعيد الوضع إلى مواجهة عسكرية شاملة مع إسرائيل، في حين أن الجيش لم يتوقع وصول المواجهة لهذه المرحلة الشاملة، لكن الضابط يؤيد تصور الشاباك بدليل أن القيادة الجنوبية في جميع خططها السنوية كانت تتوقع نشوب معركة في يوليو/تموز 2014.
لكن الكاتب في موقع ويللا الإخباري دوف غيل-هار نقل عن الضابط أهرون كروف الذي أصيب بصورة حرجة أثناء حرب غزة الأولى 2008 مطالبته بعدم إقحام الجيش في حملات تبادل الاتهامات بين السياسيين الإسرائيليين بشأن إخفاقات حرب غزة الأخيرة 2014، وإبقائه بعيدا عن أي تجاذبات سياسية وحزبية "وإن أراد سياسي إسرائيلي الإطاحة بآخر فإن ذلك يجب أن يتم بعيدا عن الجيش". وأضاف أنه يتحفظ على نشر تقرير مراقب الدولة الخاص بحرب غزة الأخيرة، لأن الحرب الأولى على غزة التي أصيب خلالها بأكثر من ثلاثمئة شظية في مختلف أنحاء جسمه حين انفجرت به عبوة ناسفة تسببت بحظر السفر خارج إسرائيل على 350 ضابطا بسبب نشر بعض تفاصيل تلك الحرب.
أرسل تعليقك