الخليل - منيب سعادة
تواصل الحكومة الاسرائيلية سياستها الاستيطانية التهويدية الرامية الي تهويد المدن الفلسطينية، حيث منحت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الجيب الاستيطاني في وسط مدينة "الخليل" جنوب الضفة الغربية سلطة إدارة شؤونه البلدية في إجراء يرى فيه مناهضو الاستيطان تعزيزا "للفصل العنصري" في المدينة ووصف محافظ الخليل كامل حميد قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي منح المستوطنين في المدينة سلطة إدارة شؤونهم "بأنه الأخطر منذ عام 1967". وأضاف حميد في تصريحات "أن هذا القرار هو تمهيد من أجل اقتطاع وفرض السيادة الإسرائيلية، وعرقلة أي تسوية سياسية في المنطقة، وهو ما يتنافى مع كل ما يدور حول عملية السلام، واقامة دولة فلسطينية".
وحذر حميد من تداعيات هذا القرار مستقبلا، بقوله: سيؤدي هذا القرار إلى حالة إرباك، وفوضى، وسيهدد النظام والاستقرار في كافة محافظات الوطن"، ونحن ننظر بخطورة بالغة لهذا القرار، وهناك ضرورة عاجلة للتحرك السياسي والدبلوماسي، والقانوني". وأشار إلى أن "سلطات الاحتلال مهدت لهذا القرار منذ سنوات طويلة بالعمل على عزل السكان بشتى الطرق، لينعم المستوطنين بكافة الخدمات، بقوة السلاح"، موضحا أن هذا القرار سيدفع ثمنه 40 الف فلسطيني يعيشون في تلك المنطقة، بالإضافة إلى سكان المدينة البالغ عددهم 250 الف مواطن، مطالبا المجتمع الدولي بالعمل على وقف هذا القرار.
وأوضح حميد "أن هناك بلورة حاليا لمعرفة طبيعة هذا القرار، والذي قطعت حكومة بنيامين نتنياهو به شوطا كبيرا من أجل تطبيقه، من خلال سلسلة الاجراءات العسكرية المتخذة في المدينة منذ 25 عاما"وأعلن جيش الاحتلال أنه وقع أمراً بتعزيز سلطات المستوطنين الذين كانوا يسيرون شؤونهم اليومية عبر مجلس يمثل ادارة محلية ولم تكن له صفة قانونية. وقال في بيان صادر عنه إنه "بموجب هذا الأمر، سيتم تشكيل مجلس يمثل سكان الحي اليهودي الاستيطاني في الخليل ويوفر خدمات بلدية لهم في مجالات مختلفة".
ويبلغ عدد سكان مدينة الخليل نحو 200 ألف فلسطيني يعيش بينهم نحو 800 مستوطن تحت حماية الجيش الإسرائيلي في عدد من المجمعات المحصنة في قلب المدينة وفي هذا السياق قال المتحدث باسم حركة "فتح" وعضو مجلسها الثوري أسامه القواسمي "إن قرار حكومة الاحتلال الاسرائيليه تشكيل مجلس لادارة شؤون المستوطنين في قلب مدينة الخليل هو أمر خطير جدا ، ونسف لكل الاتفاقيات الدولية الموقعة، وتطبيقا عمليا لنظام عنصري، ومحاولة لترسيخ فصل قلب المدينة وبلدتها القديمة عن باقي المدينه، ومحاولة لتنفيذ مخطط التهويد للبلدة القديمه برمتها".
وطالب القواسمي بضرورة وحتمية التحرك الفوري والعاجل على كافة المستويات الرسمية والشعبية والقانونية والديبلوماسية لوقف هذا الاجراء الخطير والذي ينذر بكارثة حقيقية ستقع على مدينة الخليل وسكانها وتاريخها وموروثها الثقافي والديني والاجتماعي. ودعا المجتمع الدولي الى ضرورة التحرك الفوري لمنع هذه الاجراءات العنصرية والمدمرة والمناقية للقوانين الدولية والاتفاقيات الموقعة.
أرسل تعليقك