رام الله- منيب سعادة
أكد رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، عيسى قراقع، أن عام 2017 شهد معاملة قاسية وإجرامية ووحشية بحق المعتقلين على يد حكومة الاحتلال الإسرائيلي، وأن قضية الأسرى أصبحت عنوانًا مستهدفًا للاحتلال على الصعيد السياسي والوطني والاجتماعي، وانعكس ذلك على الكثير من الإجراءات التعسفية بحق الأسرى داخل السجون. وأشار إلى الاعتقالات اليومية المتواصلة، وسياسة إطلاق الرصاص على المطلوبين للاعتقال، والأحكام الجائرة المصحوبة بغرامات وتعويضات مالية، وتصاعد اعتقال القاصرين والاعتقال الإداري التعسفي، لافتًا إلى خطورة وضع الأسرى المرضي في ظل تزايد عددهم وتفاقم الأمراض في أجسادهم، وتزايد القوانين والتشريعات الإسرائيلية العنصرية ضد المعتقلين، والتصعيد الملحوظ في سياسة التعذيب النفسي والجسدي للمعتقلين، والتصاعد في سياسة المداهمات لغرف وأقسام الأسرى، وفرض العقوبات الفردية والجماعية عليهم، والحرمان من الزيارات وغيرها.
وأوضح أن الأسرى وقضيتهم العادلة بحاجة إلى حماية دولية وتحرك على كل المستويات، الإقليمية والدولية، لأنه حان الوقت لملاحقة ومحاسبة إسرائيل كسلطة محتلة على جرائم حرب ترتكبها بحق الأسرى، ومخالفات جسيمة للقانون الدولي الإنساني. وقال قراقع إن قضية الأسرى تتعرض لعدوان وحرب على المستويات كافة من قبل حكومة الاحتلال، ما يتطلب التصدي للتحريض الإسرائيلي ومحاولاته وضع الأسرى ونضالهم المشروع في إطار الجريمة والتطرف، وممارسة الضغط والابتزاز والقرصنة المالية، مبينًا أن عام 2017 شهد حربًا دموية على أكثر من 1500 أسير، خاضوا إضرابا عن الطعام في 17 نيسان / أبريل 2017، واستمر 41 يومًا، مؤكدًا أن إسرائيل أرادت أن تقتل الأسرى من خلال إجراءاتها التعسفية بحق المضربين، حيث نتج عن هذا الإضراب حالات مرضية صعبة لا زالت تعاني حتى الآن.
وأضاف أن هذا العام شهد استمرار سياسة الاحتلال في الإعدامات الميدانية التعسفية، بدلاً من الاعقتال، موضحًا أن أسيرين قُتلا جراء تعرضهما لإطلاق الرصاص الحي خلال محاولات اعتقالهما، إضافة إلى إصابة اكثر من 25 أسيرًا بجروح بالغة، جزء كبير منهم من الأطفال. واعتبر قراقع أن هذه الممارسات هي جرائم منظمة و"إرهاب دولة رسمي" يمارس بحق أبناء الشعب الفلسطيني.
وجاءت تصريحات قراقع خلال زيارته، مع وفد من الهيئة ونادي الأسير والأسرى المحررين، الأسير المحرر أدهم خفش، من سكان سلفيت، والذي قضى أربع سنوات في السجون، ويقبع في المستشفى الاستشاري العربي، في رام الله، بسبب تدهور حالته الصحية نتيجة الاضراب في شهر نيسان، الذي خاضه مع سائر الأسرى، وزيارة الأسيرة المحررة منال أبو علي، من سكان يطا، والتي قضت ستة أشهر في السجون، وخلال كلمته في احتفال تكريم أسرى مدينة يطا، الذين قضوا أكثر من 15 عامًا، والذي نظمته حركة "فتح" في مدينة يطا، بالمشاركة مع هيئة الأسرى ونادي الأسير ومركز أبو جهاد للحركة الأسيرة، بحضور حشد واسع من القيادات والمسؤولين، وعلى رأسهم عضو اللجنة المركزية، عباس زكي، ومحافظ الخليل، كامل حميد، ومحافظ نابلس، أكرم الرجوب، والنائب جمال حويل، إضافة إلى قيادات الاجهزة الأمنية والأسرى المحررين.
أرسل تعليقك