اندلعت ثلاثة حرائق، الأحد، في مستوطنة "عنتوت"، شرق مدينة القدس، وفي أحراش قريبة من مدينة الخضيرة، وحريق ثالث في "كريات ملاخي"، بعدما أعلنت إسرائيل عن إخماد الحرائق كليًا. وأكدت مصادر أن الحريق الذي اندلع في مستوطنة "عنتوت" جاء بسبب انفجار اسطوانتي غاز، بالقرب من بناية في المستوطنة، وتقوم وحدات الإطفاء الاسرائيلية بمحاولات للسيطرة على النيران.
واندلع حريق في حرش، بالقرب من بلدة "تلمي العازر"، القريبة من مدينة الخضيرة، وتقوم خمسة طواقم إطفاء إسرائيلية بمحاولات للسيطرة على الحريق، بمساعدة طائرات إطفاء.
وفي وقت سابق، نشب حريق في بلدة "حروبيت"، القريبة من مدينة كريات ملاخي، وتقوم طائرات الإطفاء، مع طواقم الإطفاء، بمحاولات للسيطرة على الحريق، في حين تمشط قوات الشرطة الإسرائيلية المنطقة. وتجدد الحريق في أحراش بلدة نتاف، شمال غرب القدس، وتوجهت طواقم الإطفاء للتعامل مع الحريق. ويشار إلى أن هذه المنطقة شهدت حريقًا كبيرًا، الخميس، واستمرت النيران في الاشتعال، حتى الجمعة.
وخَلَّفت الحرائق، التي استعرت على مدى خمسة أيام، في إسرائيل، ولا تزال مستمرة حتى الآن، عشرات الإصابات، المتفاوتة في خطورتها، بالإضافة إلى الخسائر المادية الكبيرة، التي لحقت بالمنازل، والمحميات الطبيعية.
وأكد موقع " تايمز أوف إسرائيل" أن الحرائق خربت مئات المنازل، والتهمت آلاف الدونمات من الحدائق، والمحميات الطبيعية. ونقل الموقع عن السلطات قولها إن هناك 133 إصابة، جراء الحرائق، بينها إصابة بالغة الخطورة، وثلاث إصابات متوسطة.
وقال مسؤولون إن الحصيلة الإجمالية من المصابين أكبر على اعتبار أن عددًا كبيرًا من الناس ذهبوا إلى المستشفيات، من تلقاء أنفسهم.
وكانت مدينة حيفا الأكثر تضررًا من الحرائق، حيث دُمر فيها أكثر من 527 منزلاُ، وفقا لإحصاء أجرته صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية. وبالرغم من احتواء الكثير من بؤر الحرائق، إلا أن ألسنة اللهب لازالت تمتد إلى مناطق جديدة، في شمال ووسط إسرائيل، ومناطق من الضفة الغربية المحتلة.
ويواصل الاحتلال جهوده لإخماد الحرائق، حيث يكافح عمال الإطفاء الحرائق، بمساعدة رجال إطفاء يتبعون للسلطة الفلسطينية، وفرق طوارئ من اليونان، وقبرص، وكرواتيا، وإيطاليا، وروسيا، وتركيا. ونفذت طائرة "سوبر تانكر" الأميركية المتطورة أولى مهامها، السبت، وأخمدت حرائق في منطقة قرب الطريق السريع الرئيسي، الواصل بين القدس وتل أبيب.
وقدّر مهندسو بلدية حيفا الخسائر، التي لحقت بالمنازل، جراء موجة الحرائق في المدينة، بنصف مليار شيكل، وفق صحيفة "معاريف" الإسرائيلية. وأكد تقرير الصحيفة أن قرابة 2800 دونمًا اندلعت فيها النيران، في قضاء حيفا.
و ذكرت مواقع إخبارية إسرائيلية أن الحرائق، التي اندلعت خلال الأيام الماضية، أتت على 11 ألف دونم من الغابات، التابعة لما يسمى بـ"الصندوق القومي اليهودي" (كيرن كييمت). وتحدثت تلك التقارير عن 58 حريقًا، في مناطق مختلفة، كما أشارت إلى أن غابات ضواحي القدس كانت الأكثر تضررًا، حيث احترق منها ما مساحته 7500 دونم، في حين أتت النيران على قرابة ألف دونم من الأحراش، في المناطق الشمالية، حيث يدور الحديث عن 39 حريقًا، كما أتت النيران على نحو 2700 دونم، في المناطق الوسطى، خلال الأيام القليلة الماضية.
وأعلنت سلطة الإطفاء والإنقاذ في إسرائيل أنه، نظرًا للظروف الراهنة، واستمرار موجة الحرائق، والأحوال الجوية الجافة، تقرر تمديد قرار منع إشعال النيران، في جميع أنحاء إسرائيل، حتى الثلاثاء. وأوضحت أنه يُمنع إشعال النيران في الأماكن المفتوحة، والأحراش، وكروم الزيتون، ومكبات النفايات، وغيرها، مؤكدة أن من يخالف هذا القرار سيعرض نفسه للغرامة المالية الباهظة، وربما السجن.
وتستمر حالة الطوارئ والاستنفار، حيث تقرر اتخاذ خطوات فعلية، بعد مشاورات مكثفة بين الجهات الأمنية المختلفة، ومن بين هذه الخطوات تكثيف الجولات الميدانية لطواقم الإطفاء والإنقاذ، والجهات الأمنية المختلفة، إلى جانب طلعات استطلاعية للطائرات، التي وصلت إلى البلاد، من دول مختلفة.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن بعض الحرائق أشعلت عمدًا، وهو أمر وصفه رئيس الوزراء الصهيوني، بنيامين نتنياهو، بعبارة "إرهاب الحرق المتعمد"، وقال إن المسؤولين عنه هم عناصر يكنون عداءً كبيرًا لإسرائيل.
ويشار إلى أن الطقس الجاف، والرياح الشرقية، ساهما في اتساع نطاق الحرائق، منذ الثلاثاء الماضي، وانتشارها عبر نصف مساحة البلاد.
أرسل تعليقك