وزارة داخلية غزة تنشئ جهاز الشرطة البحرية لتأمين الشريط الساحلي

أعلنت وزارة الداخلية والأمن الوطني في غزة، اليوم الخميس، عن إنشاء جهاز الشرطة البحرية وافتتاح مقر قيادته الرئيس، وذلك خلال حفل أقيم في مقر الجهاز بمنطقة أنصار على شاطئ بحر مدينة غزة. وحضر حفل الافتتاح النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الدكتور أحمد بحر ومدير عام قوى الأمن الفلسطيني اللواء توفيق أبو نعيم، ومساعد مدير قوى الأمن سامي نوفل واللواء حسين أبو عاذرة قائد قوات الأمن العام واللواء تيسير البطش مدير عام الشرطة الفلسطينية والعميد محمد خلف مدير عام جهاز الشرطة البحرية.

وشارك في مراسم الإعلان عن تأسيس جهاز الشرطة البحرية عدد من ممثلي الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية ورجال الأعمال والوجهاء والأعيان ولفيف من قادة الأجهزة الأمنية ومدراء الإدارات المركزية في الوزارة؛ ويأتي الإعلان عن تأسيس جهاز الشرطة البحرية الفلسطيني تتويجًا لقرار قيادة وزارة الداخلية بتأسيس الجهاز وإعادة هيكلته لما له من أهمية في مواكبة العمل الأمني في قطاع غزة.

وعدَّ النائب بحر "قضية البحر وحمايته قضية أمنية من صلب عقيدتنا الوطنية"، مؤكدًا على ضرورة تأسيس جهاز وإدارة مركزية لحماية الشريط الساحلي لقطاع غزة، وقال بحر: "سنسعى لحماية بحر غزة لأن بحر فلسطين كله لنا"، مشيرًا في ذات السياق إلى أن شعبنا يملك إرادة قوية رغم الحصار والمؤامرة والتضييق في كل شيء، وأضاف: "يجب على الأمة القيام بواجبها لنصرة القدس وشعبنا الذي سيظل صامدًا على تحرير كافة أراضيه المحتلة".
 
وأعلن اللواء أبو نعيم إعادة تأسيس جهاز الشرطة البحرية بهدف تأمين ساحل البحر البوابة التي تعتبر من أهم وأكثر البوابات أثرًا على غزة في ظل الحصار المفروض على القطاع، وقال اللواء أبو نعيم: "يُلقى على عاتق هذا الجهاز أمن هذه المنطقة الساحلية من المهربين والمخلين في الأمن وتأمين حركة الصيادين وتوفير كل ما يُمكن لهم لمساعدتهم بتطوير هذا القطاع المهم"؛ وأكد أن الشرطة البحرية ستعمل على تأمين امتداد الشريط الساحلي للقطاع وتوفير الحياة الكريمة لفئة الصيادين الذين يُعتبر هذا البحر هو باب رزقهم وبوابتهم نحو العالم، مضيفًا "نأمل من الجميع الدفع لتوفير حياة حرة وكريمة لشعبنا الفلسطيني".

وأعرب مدير عام قوى الأمن الفلسطيني عن أمله ألا يدوم الحصار المفروض على قطاع غزة، مضيفًا "نتمنى ألا يطول انتظار الميناء ولا يطول انتظار المطار ونتمنى ألا يطول فتح البوابات المغلقة أمام أهل القطاع"، في سياق متصل، أشاد اللواء أبو نعيم بجهود قيادة جهاز الشرطة البحرية، مشيرًا إلى أن المهمة الملقاة على عاتق قيادة الجهاز صعبة في ظل عدم توفر الإمكانيات والميزانيات لعمل الأجهزة الأمنية.

وتابع: "لا نُبالغ أن قلت أن ما نشاهده اليوم من هذه الإنجازات هو جهود شخصية على مدار الساعة بالإمكانيات المتوفرة في الوزارة رغم ضعف الموازنات"، ومن جانبه، قال المقدم بحري ربيع المصري مدير التدريب والمعهد في جهاز الشرطة البحرية إن: "الجهاز يسعى لتأمين الشريط الساحلي للقطاع والمياه الإقليمية والمحافظة على النظام العام من خلال خطط التطوير والتحديث المستمر المعتمد على توفير الموارد البشرية والإمكانيات المادية والتقنية"، وأشار المصري في كلمة ألقاها نيابة عن قيادة الجهاز إلى أن عمل الشرطة البحرية يتم وفق خطط أمنية فعَّالة تستوعب متطلبات الحاضر والمستقبل، قائمة على روح التعاون والمبادرة وتفعيل الشراكة بين مختلف الجهات ذات العلاقة.

وأضاف: "نتطلع لشرطة بحرية ذات كفاءة ومهنية تعمل وفق عقيدة أمنية وتسهم في تحقيق الأمن والاستقرار من خلال تعزيز سيادة القانون وتحقيق الأمن والحد من الجريمة وتعزيز التواصل مع الجهات ذات العلاقة"، وأعد جهاز الشرطة البحرية خطة أمنية ميدانية للتمركز على طول الشريط الساحلي لمباشرة العمل الميداني بهدف بسط الأمن والسيطرة، ويقع على عاتق الجهاز العدد من المهام أبرزها حماية الشريط الساحلي للقطاع بامتداد 38.5 كم، والقيام بواجبات المراقبة الأمنية للوسائط البحرية وتعزيز منظومة المتابعة والرقابة للحدود وتأمين المياه الإقليمية والأهداف البحرية والساحلية.

ويتزامن الإعلان عن تأسيس الشرطة البحرية مع الذكرى السنوية الثامنة للعدوان الغاشم الذي شنه الاحتلال الاسرائيلي على غزة نهاية عام 2008 والذي استهدف في بدايته المقرات الأمنية والشرطية، وأسفر عن استشهاد أكثر من 350 من ضباط وعناصر الأجهزة الأمنية على رأسهم وزير الداخلية سعيد صيام وقائد الشرطة اللواء توفيق جبر وقائد جهاز الأمن والحماية العقيد إسماعيل جبر.