أكد عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير أحمد مجدلاني، على أن فشل الحوار في القاهرة، سينعكس على الأوضاع الفلسطينية، وسيخسر الشعب الفلسطيني فرصة تاريخية وكبيرة من أجل إنهاء الانقسام وتصفية تداعياته العديدة.
وأشاد مجدلاني بالدور المصري على رعايتهم ودعوتهم للقاء الحوار الوطني الشامل الذي سيعقد على أرضهم، لافتًا إلى أن أهميته تنطلق من أن المصالحة ليست بعدا ثنائيا ما بين حركتي فتح وحماس، وإنما مسألة وطنية عامة، تهم الشأن الوطني العام، ومشاركة كل القوى في الحوار من أجل تأمين المظلة السياسية والحماية والدعم السياسي ومعالجة كافة الجوانب التي نشأت عن الانقسام خلال السنوات العشر الماضية.
وأضاف مجدلاني، أن المهم هو استثمار الفرصة المتاحة من حيث توفر المناخ الدولي والإقليمي الذي شكل حاضنة للمصالحة الفلسطينية وتوظيفها لمتابعة الطريق لإنهاء الانقسام.
واعتقد مجدلاني أن هذه الأرضية التي تدفعهم للذهاب للقاهرة بعقل وقلب مفتوح ومسؤولية وطنية عالية لمعالجة كافة القضايا، لافتا إلى أن هناك نوعين من المشاكل أولها ذات طبيعة موضوعية نشأت بفعل الانقسام وتداعياته ذات بعد اداري ومالي وقانوني وتشريعي وأمني، وقضايا ذات بعد سياسي، والمهم معالجاتها بانفتاح. وأضاف، أن هناك قضايا لا يمكن المجاملة بها والقبول بمبدأ أنصاف الحلول، قائلا "بالمجاملة نكون قد راكمنا على الأسباب والموجبات التي أدت للانقسام، وأول هذه الملفات الأمن".
وقال مجدلاني:" لابد من مركزية الدولة بسلطة واحدة، دون تناظر في المسؤوليات أو تقاسم حزبي، وبالتالي مركزية الدولة تقوم ليس على أساس الدمج الميكانيكي وإنما على أساس الاستيعاب طبقا للحاجة والضرورة والكفاءة واحتياجات المؤسسة وفق هيكلياتها، وبالتالي لا يوجد مصالحة ودولة واحدة دون أمن". وعقّب على تصريحات القيادي في حركة حماس محمود الزهار على ملف الأمن، قال: إن الزهار متضرر من إنهاء الانقسام، مضيفاً أنهم سيتعاملون مع القضايا المهمة بقدر حساسياتها الوطنية والسياسية.
ونوه إلى أن أمامهم 6 ملفات مهمة، وترتيبهم حسب الأولوية ملف الأمن قائلاً "لا محاصصة بالأمن ولا يمكن أن يكون لدينا سلطة واحدة وحكومة تمارس مهامها وتمكن سواء بالإشراف على المعابر أو إدارتها، بدون أمن واحد". وشدد على أن حماس في حال لم تقبل على تمكن الحكومة وخاصة في الأمن، فستكون مصرة على استمرار الانقسام، وهذا يعني بأن الحكومة ستصبح ككرت الصراف الآلي فقط من خلال الدعم المالي، والأمن يقع على عاتق حماس، وهذا غير متفق عليه، بل الحل هو سلطة واحدة، والامن لدولة وليس أمن لفصيل.
وأضاف أن الملف الثاني يتمحور حول الحكومة وكيف سيتم تمكينها وتعزيز دورها في تسلم مهامها، قائلا "من غير المعقول حاليا الحديث عن حكومة أخرى والدخول في حوار تشكيل حكومة جديدة سيدخلهم بنقاش ست أشهر، وبالتالي تضييع الوقت بتشكيل حكومة جديدة والأنسب أن تستمر الحكومة الحالية ويجري عليها تعديلا جوهريا في الحكومة يشمل الطيف السياسي من الفصائل". وأكد أن الملف الثالث والمهم حسب الأولوية هو ملف الانتخابات، وتحت هذا الملف هناك 6 قضايا بحاجة للنقاش، قائلا "الأول قانون الانتخابات، ونصر على أن تكون بناء على قاعدة التمثيل النسبي الكامل، والثاني تخفيض نسبة الحسم إلى 1%، نظرا إلى أن هذا الرقم مع عدد المشاركة المتوقعة يساوي 15-17 ألف صوت، والثالث التزامن في عملية الانتخابات الرئاسية والتشريعية، وبالتالي تعديل قانون الانتخابات، وإمكانية عمل جولة إعادة.
وتابع أن الملف الآخر تحت سياق الانتخابات علاقة المجلس التشريعي بالمجلس الوطني، نظرا للالتباس الموجود، والحفاظ على صيغة التشريعي، وفي ذات الوقت الوطني يمثل الصيغة الأكبر للشعب الفلسطيني ونصف هذا الشعب يعيش خارج فلسطين.
وأردف مجدلاني أنه كي نضمن مشاركته في صنع القرار في اطار برلماني موسع يجب أن يكون في إطار المجلس الوطني، والتشريعي المنتخب سيكون في أرض الوطن ويقوم بالمهام البرلمانية الرئيسية قوانين وتشريعات مساءلة ومراقبة الحكومة واعطاء الثقة للحكومة وغيرها من المهام، قائلا المجلس الوطني لا يستطيع القيام بذلك دفعة واحدة.
مبينًا أن الجميع متفق على صيغة المجلس الوطني الفلسطيني، باعتباره صيغة وطنية جامعة لكل الفصائل الوطنية الفلسطينية ومكونات الشعب الفلسطيني المختلفة، ويعبر على الشخصية الوطنية بكل مكان والتوازنات في الداخل والخارج. لافتًا إلى أن المهم بموضوع الانتخابات تحديد موعد تقريبي، والاتفاق على إجراءها، قائلا "مرحلة انهاء الانقسام تنتهي عند الاعلان عن الانتخابات".
واستطرد أن القضية الرابعة حسب الأولوية من وجهة نظرهم هي منظمة التحرير الفلسطينية، من حيث البرنامج السياسي والتوافق عليه كاملا، وله أساس وثيقة الوفاق الوطني وثيقة الأسرى 2006 ، والبرنامج الذي أعدته حماس قبل 5 أشهر، والذي يعتبر نسخة عن منظمة التحرير قبل 40 عاما.
وأضاف أن البرنامج الوطني بين فتح وحماس متقاطع ومتقارب في كثير من الأمور، وخاصة في حق العودة وتقرير المصير والدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشرقية. وقال مجدلاني "بدون التوافق على برنامج سياسي واحد لا يمكن أن تكون حماس والجهاد شريكا في منظمة التحرير الفلسطينية، ولا نقبل أن يتم العمل بناء على برنامجين". وأوضح أن المهم في منظمة التحرير الاتفاق على البرنامج السياسي، والصيغة التنظيمية، من حيث تشكيل المجلس وعدد أعضاءه والنسبة ما بين الداخل والخارج، واللجنة التنفيذية، ورئاسة المجلس الوطني واللجان المنبثقة عنه، والمجلس المركزي. وأضاف أن من بين الملفات المهمة أيضا المصالحة المجتمعية، وقضايا تحتاج لتدخل القانون ليأخذ مجراه.
وأعلن القضية السادسة من ضمن الملفات هي الحريات الأساسية والعمل، قائلا "نحن مع الحريات العامة بالمطلق، وضد الاعتقال السياسي على خلفية الرأي أو التنظيم أو التعبير، لكن لا نقبل تحت شعار حرية الرأي يكون هناك تخوين وتشهير وتكفير، وهو ما يسمى إمعان في ضرب السلم الأهلي والمجتمعي". واعتقد مجدلاني أن حل كافة القضايا في الاجتماع القادم قد يكون صعبا، واجتماع القاهرة سيكون على يومين، ويكفي من هذا الاجتماع الاتفاق على المبادئ الأساسية والأجندة، وقد نبدأ بالقضايا ذات الأولوية وأولها الحكومة والأمن.
وعقب على زخم التصريحات لحركة حماس في بداية الإعلان عن المصالحة قائلا "الرهان على كسب الرأي العام فقط من خلال إطلاق التصريحات ورمي المسؤولية على أحضان الآخرين انتهى، والآن انتقلنا للمرحلة الأكثر جدية بأن يكون الوزير صاحب القرار بوزارته، وإعادة نظرية "تركنا الحكومة ولم نغادر الحكم" مثل 2014 ، لابد من أن تتخلى حماس عنها". ودعا حركة حماس لقراءة تجربة المانيا الديموقراطية والاتحادية، في الدمج، وكانت تقوم على أساس دولة واحدة. وقال "عندما نقول سلاح واحد نعني بذلك سلاحا للدولة الواحدة وأمن واحد"، مضيفاً أن إسقاط تجربة حزب الله في لبنان على قطاع غزة أمر غير عقلاني وغير مقبول".
وأضاف أن الموقف الامريكي ما زال غير واضح، والإدارة الأمريكية تمتنع عن تأكيد التزامها بحل الدولتين، وهو تقليدي منذ عهد بوش الابن، وعدم تأكيد الإدارة الأمريكية على أن الاستيطان غير شرعي. وأكد على أن فلسطين على استعداد للتعاون مع الإدارة الامريكية، على أساس ضمان حقوق شعبنا في الحرية والاستقلال وانهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران، ولن نقبل بحل اقليمي أو انتقالي. وعقب على صفقة القرن التي تخطط لها امريكا، مشيرا إلى أن أمريكا ليست اللاعب الوحيد، فيها، واعتبرها مضحكة ووهم هدفها الرئيسي بث روح الإحباط.
واعتقد مجدلاني أن جوهر صفقة صفقة القرن تشكيل ائتلاف اقليمي وعربي لتبديل الأولويات في المنطقة واعتبار المهدد للمنطقة ايران وليس اسرائيل. وقال لمكافحة الإرهاب والانتصار عليه والذي هو صنع أمريكي، ينبغي تجفيف مصادر الإرهاب، ومصدره هو استمرار الاحتلال الإسرائيلي، وأشار إلى أن المنظمات الإرهابية التي تخلقها أمريكا تتغذى على احتلال اسرائيل لفلسطين والقدس.
وحول إمكانية وجود رؤية أميركية جديدة في ظل التحولات في المنطقة، قال "حتى اللحظة لا يوجد خطة أميركية، رغم ما نسمعه من المبعوثين الأميركيين وأن الإدارة بصدد صياغة رؤية شاملة".
أرسل تعليقك