أريحا – علياء بدر
طالب رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور رامي الحمد الله، دول العالم ومنظماته الحقوقية، بالتدخل الفوري لإنقاذ حياة الأسرى البواسل في سجون الاحتلال، والضغط على إسرائيل، لوقف ممارساتها ضدهم، والاستجابة لمطالبهم المشروعة، وحماية حقوقهم التي كفلتها كافة الاتفاقيات والصكوك الدولية ووجّه الحمد الله تحية إكبار واعتزاز إلى أسرى الحرية في سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي، لاسيما المضربين عن الطعام، مؤكدًا مساندتهم في وجه الظلم والقهر وقساوة الأسر والسجان، وهم يصرون على نيل حقوقهم العادلة.
جاء ذلك خلال كلمته في الاحتفال بتخريج الفوج الخامس من جامعة الاستقلال "فوج دعم الأسرى"، الأربعاء، في أريحا، بحضور أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، ومحافظ أريحا والأغوار ماجد الفتياني، ورئيس مجلس أمناء جامعة الاستقلال اللواء توفيق الطيراوي ورئيس الجامعة عبد الناصر القدومي، ومدير جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج، وعدد من الشخصيات الاعتبارية والرسمية.
وأضاف رئيس الوزراء، أنه لمن دواعي اعتزازي أن أكون اليوم بينكم، في رحاب جامعة الاستقلال، لنحتفي معا بتخريج فوجها الخامس فوج دعم الأسرى، لترفدوا فلسطين، بنخبة جديدة من خيرة شبابنا، وبدعامة أخرى من ركائز الوطن، الذين سينخرطون في بنائه وحماية أرضه ومقدساته. أنقل إليكم جميعا، تحيات الرئيس محمود عباس، وتهنئته لكم، وأنتم تستعدون للانطلاق في فضاءات جديدة، تساهمون فيها، ببناء دولة المؤسسات وحكم القانون، وصون أمن وسلامة المواطنين. فأنتم صناع أمن هذا الوطن وحماة مشروعنا الوطني".
وتابع" يترافق حفل تخريج هذا الفوج، مع ظروف استثنائية وبالغة الخطورة تعيشها بلادنا، إذ تمعن إسرائيل في توسعها الاستيطاني، وتسيطر على مواردنا ومقدراتنا، وتشدد من حصارها الخانق على قطاع غزة، وتحرم سكانه من أبسط حقوقهم، وتواصل عزل القدس وتفتيت الأراضي الفلسطينية، وتهدم البيوت والمنشآت في الأغوار وسائر المناطق المسماة (ج) وتضع العراقيل أمام جهود تنميتها واستثمارها والبناء فيها، وتحاصر أهلها بمخططات الترحيل والاقتلاع".
وأردف" لقد دفعت كل هذه الانتهاكات، القيادة الفلسطينية إلى تسريع وتيرة وزخم عملها السياسي والدبلوماسي، للوصول بقضية شعبنا إلى كافة المحافل الدولية، ووضع المجتمع الدولي عند مسؤولياته الإنسانية والأخلاقية والقانونية، في اتخاذ إجراءات حاسمة لوقف الأنشطة الاستيطانية ومساءلة إسرائيل على جرائمها وانتهاكاتها" واستطرد الحمد الله" في خضم ذلك، ولتعزيز منعة وصمود شعبنا، وبسط الأمن والاستقرار، انبرت الحكومة على تنمية قدرة مؤسساتنا على الاستجابة الفاعلة لاحتياجات أبناء شعبنا ودعم صمودهم، وانتقلت إلى تركيز عملها على المواطن أولا، لحمايته وضمان أمنه وسلامته بل ونماءه أيضا ولهذا، كان لزاما علينا المضي، بخطى ثابتة، في مسيرة تطوير مؤسساتنا الأمنية، ومأسسة العمل الأمني في مختلف محافظات الوطن، لفرض وترسيخ الأمن والنظام العام وملاحقة المطلوبين، وانهاء كافة أشكال أخذ القانون باليد، كبوابة هامة، لتحقيق الاستقرار والسلم الأهلي والمجتمعي."
وأوضح" حرصنا على أن يترافق التقدم الذي أحرزناه في قطاع الأمن، مع النهوض بقطاع العدالة، وبما يعزز هيبة واستقلال القضاء ويضمن نزاهته وقدرته على تحقيق المساواة والعدل والإنصاف، ولقد كان، بفضل، الالتفاف الشعبي حول مضمون عمل الأجهزة الأمنية، والإرادة السياسية، أن تمكنا من مأسسة العمل الأمني واجتثاث الفوضى والفلتان وبسط سيادة القانون وهيبته، وقدم عدد من أفراد مؤسستنا الأمنية، أرواحهم فداء لأمن الوطن واستقراره، فكانوا شهداء الوطن والواجب الوطني".
واستدرك" لقد أراد الرئيس، من خلال خطته لاستعادة الوحدة، أن يكرس هذا التوجه، وأن يعالج الاختلال الذي أصاب نظامنا السياسي، ويصون الولاية القانونية على كل الأرض الفلسطينية، ويمكن حكومة التوافق، بأن تكون حكومة الكل، وأن ترسخ الوحدة والتوافق، وتمارس عملها لإنتشال شعبنا في قطاع غزة من تداعيات الانقسام المأساوي. فإطالة عمر الانقسام، هو مساس بالمشروع الوطني، وبنضالات شعبنا وإنجازاته، وبمعاناة أسرانا البواسل".
وأردف رئيس الوزراء" لقد كانت جامعة الاستقلال ولا تزال، واحدة من البنى التي نعول كثيرا عليها وعلى خريجيها، فهي تستجيب لحاجة مجتمعية ووطنية أساسية في تأهيل الكوادر والطواقم العاملة في المؤسسة الأمنية، ولنقل العمل الأمني والعسكري والشرطي، إلى علم قائم على المعرفة والخبرات المتراكمة، ودفعه نحو المزيد من الكفاءة والمهنية، وفي إطار يكفل سيادة القانون وبما يساهم في خدمة المواطن وإعمال حقوقه وحفظ أمنه وحياته. نعم أيها الأخوات والأخوة، إن رسالة وأهمية وأهداف جامعة الاستقلال، تمتد عبر الأجيال، فقد حرصت، على تطوير وتطويع تخصصاتها وبرامجها المتنوعة للاستجابة لاحتياجات مجتمعنا، ومواكبة التطورات الدولية، لتنهض بمفهوم العمل الأمني ككل وتطور كوادره. فهي لا ترفد دولتنا فقط بكوادر متخصصة ومهنية، من خلال سبعة تخصصات للبكالوريس، بل وتصقل قدرات منتسبي الأجهزة الأمنية وتضيف على مؤهلاتهم عبر ثمانية برامج للدبلوم المهني".
وقال الحمد الله" لقد رأينا وواكبنا جميعا، جامعة الاستقلال، وهي تنمو وتتطور وتتوسع في بنيتها، وتستحدث المزيد من البرامج والتخصصات، لتصبح جامعة متخصصة ومتفردة، وفي طليعة الجامعات والأكاديميات العربية الأمنية. وفي هذا السياق لا يسعني إلا أن أحيي كل القائمين على هذا الصرح الأكاديمي، وهيئتها التدريسية والإدارية، وأخص الصديق اللواء توفيق الطيراوي، الذي حمل الرؤية، وتبنى وطور جامعة الاستقلال منذ أن كانت فكرة، وإلى أن باتت اليوم منارة للعلوم الأمنية، ترسم علاقات تعاون وشراكة مع المؤسسات الأمنية والتعليمية في الوطن وفي العالم. ويتبوأ خريجوها مواقع هامة يساهمون من خلالها بترسيخ أمن واستقرار بلادنا".
واختتم" أتمنى لخريجاتنا وخريجينا كل النجاح والتفوق، واعلموا أن بلادكم تحتاج إلى كل طاقاتكم ومعارفكم وانتمائكم، وإن نجاح كل واحد منكم، هو انتصار لمعاناة شعبنا، ونموذج للتحدي والإصرار، وهو المقاومة الحقيقة لممارسات الاحتلال الإسرائيلي وظلمه واستبداده". وافتتح رئيس الوزراء كلية الشهيد كمال ناصر للغات في الجامعة، بالإضافة الى ميدان الشهيد أبو علي إياد.
أرسل تعليقك