غزة – محمد حبيب
أعرب حسام زُملط، مستشار الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، للشؤون الاستراتيجية، عن رفضه مشروع "توطين الفلسطينيين في سيناء المصرية"، الذي قال إن الأطراف السياسية الإسرائيلية باتت تطرحه على طاولة النقاش، فيما زعم جنرال إسرائيلي مجددًا أن الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، هو صاحب هذا المقترح.
وقال "زُملط"، في لقاء صحافي، عقده في مركز "حيدر عبدالشافي"، في مدينة غزة، الأربعاء: "إن مشروع توطين الفلسطينيين في سيناء بات حديثًا إسرائيليًا سياسيًا، وهو مرفوض جملةً وتفصيلاً".وأضاف:" حدودنا الفلسطينية معروفة، ووطنا معروف، وإجماعنا الوطني أيضًا واضح لا مساومة عليه". إلا أن النائب الإسرائيلي السابق، الجنرال آرييه إلداد، أكد أن الرئيس المصري اقترح فعلاً على إسرائيل إقامة دولة فلسطينية في سيناء، وذلك بعد نفي إسرائيل وجود مثل هذا المشروع.
ونقل موقع صحيفة "معاريف"، الأربعاء، عن "إلداد"، أن "السيسي" اقترح منح الفلسطينيين مساحة في شمال سيناء لإقامة دولتهم، معتبرًا أن هذا الاقتراح يمكن أن يكون مثالاً على التسوية الإقليمية، لوضع حد للصراع. واعتبر "إلداد" أن الدولة الفلسطينية المفترضة، في قطاع غزة وسيناء، تصلح لتكون "أفضل صيغة للتسوية الإقليمية".
وأعرب الجنرال الإسرائيلي عن أمله في أن يكون الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قصد في حديثه عن التسوية الإقليمية الكبرى إقامة دولة فلسطينية في سيناء، أو أن ينوي الضغط على الأردن لتتحول بدورها إلى الدولة الفلسطينية المأمولة. وقال إن أفضل ما صرح به "ترامب" كان عدم اكتراثه بحل الدولتين، مضيفًا أن المتمسكين بهذا الحل عاجزون عن الدفاع عنه أمام "ترامب"، "كما عجزت الأصنام عن الدفاع عن نفسها عندما حطمها النبي إبراهيم عليه السلام"، وفق تعبيره.
ويذكر أن الوزير الإسرائيلي أيوب قرا أعلن، في تغريدة عبر "تويتر"، قبل نحو أسبوع، أن "ترامب" ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، سيعتمدان خطة لإقامة دولة فلسطينية في غزة وسيناء، في حين ذكرت إذاعة جيش الاحتلال أن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، رفض مقترحًا لـ"السيسي" بمضاعفة مساحة قطاع غزة خمس مرات داخل سيناء، لإقامة دولة فلسطينية. ووفق صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، قال الوزير: "هذه هي الطريقة الوحيدة التي ستمهد الطريق إلى السلام، بما في ذلك مع الائتلاف السني".
وأشار الوزير التابع لحزب "الليكود" إلى الاقتراح المصري، الذي تردد عام 2014، والخاص بإعادة توطين اللاجئين الفلسطينين في مساحة كبيرة من الأراضي، في شبه جزيرة سيناء، لضمها إلى قطاع غزة، رُفض من قبل رئيس السلطة الفلسطينية. وأضاف، في تصريح للصحيفة، أنه ناقش هذا المقترح، الأحد، مع "نتننياهو"، وأن هذا هو الطريق الوحيد، لافتًا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أبلغه بأنه يتفق معه. وقال إنه سيثير تلك القضية مع "ترامب"، وإنا مدرجة على جدول الأعمال.
ونفى ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلية، آنذاك، ما سماها "مزاعم" بأن "نتنياهو" سيطرح على "ترامب" مسألة توسيع قطاع غزة إلى داخل سيناء، وإقامة دولة فلسطينية هناك، مؤكدًا أن ما قاله الوزير "قرا" لا أساس له من الصحة. كما ردّت وزارة الخارجية المصرية قائلة إن الحديث عن توطين الفلسطينيين في سيناء "عارٍ تمامًا من الصحة"، ولم تتطرق إليه أي محادثات سابقة.
أرسل تعليقك