استشهد شابان مقدسيان برصاص الاحتلال الإسرائيلي، وأصيب العشرات خلال المواجهات الدائرة في مدينة القدس المحتلة والتي اندلعت عقب صلاة الجمعة نصرة للمسجد الأقصى، حيث استشهد الشاب محمد محمود شرف من بلدة سلون، متأثراً بجروحه الخطيرة التي أصيب بها من قبل مستوطن إسرائيلي، وقد نزف الشاب لفترة بالشارع حتى تمكنت طواقم الإسعاف من تقديم العلاج له إلا انه استشهد، فيما استشهد شاب آخر من حي جبل المكبر برصاصة استقرت في رقبته.
كما أصيب 39 فلسطينيا بجروح وحالات اختناق إثر استنشاقهم الغاز المسيل للدموع اليوم الجمعة، خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الاسرائيلي في مواقع متفرقة من الضفة الغربية المحتلة. وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان صحفي بعد ظهر اليوم الجمعة، إن طواقمها تعاملت مع 39 مصابًا نقل عدد منهم للعلاج في المستشفيات. وأضافت الجمعية أن 29 أصيبوا بحالات اختناق إثر استنشاقهم الغاز المسيل للدموع خلال المواجهات الدائرة على مدخل مدينة بيت لحم الشمالي (جنوب)، و10 مصابين على حاجز قلنديا العسكري الفاصل بين القدس ورام الله.
وأوضح البيان، أن من بين المصابين على حاجز قلنديا شابا أصيب بقنبلة غاز في الرأس بشكل مباشر، وتسعة آخرين إثر استنشاقهم الغاز المسيل للدموع تم نقلهم للعلاج في مجمع فلسطين الطبي في رام الله.
وانتفض المقدسيون بعد صلاة الجمعة خارج المسجد الأقصى رفضا للبوابات الإلكترونية، واعتدت قوات الاحتلال على المصلين في الشوارع في عدة نقاط منها في شارع صلاح الدين وباب العامود حيث الآلاف يصلون وفي منطقة وادي الجوز وغيرها من الأحياء المقدسية، وسجلت عدة إصابات بالرصاص المطاطي والغاز، وتمنع قوات الاحتلال طواقم الإسعاف والهلال الأحمر والمتطوعين من الوصول إلى المصابين وتقديم العلاج، هذا وقد أدى المصلون صلواتهم في الشوارع وسط تواجد شرطي إسرائيلي مكثفة يحاصرون المقدسيين في الشوارع والأزقة والأحياء.
وأكد الهلال الأحمر الفلسطيني إصابة مواطن بجراح خطيرة بالعين نقل إلى المستشفى الفرنسي للعلاج، وإصابة أخرى بقنبلة غاز بالوجه تسببت بنزيف حاد نقلت إلى المقاصد ثم إلى مستشفى هداسا، إضافة إلى عديد الإصابات بالرصاص المطاطي والغاز في كافة أحياء وأزقة القدس، كما نقل الهلال 5 إصابات بكسور نتيجة الاعتداء بالهراوات على المصلين إلى مستشفى المقاصد بالمدينة.
وحملت الأوساط الأمنية الإسرائيلية المسؤولية الكاملة لأعضاء الكنيست العرب ورجال الدين في القدس عن أحداث العنف في البلدة القديمة واتهمتهم "بالتحريض" وتأجيج مشاعر المصلين من خلال مشاركتهم في صلاة الجمعة اليوم .
واعتدت قوات الاحتلال، على الفلسطينيين في شارع صلاح الدين، وأطلقت عليهم وابلًا من الرصاص المطاطي وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، واستخدمت وحدات الخيالة لمنع وصولهم لأداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، بعد أن أغلقت كل الطرق المؤدية إليها وأعلنت البلدة القديمة منطقة عسكرية مغلقة.
وأدى عشرات الآلاف من مختلف المناطق الفلسطينية صلاة الجمعة في الشوارع المحاذية للأقصى وأمام بواباته، بعد أن منعتهم قوات الاحتلال من الدخول للأقصى إلا عن طريق البوابات الإلكترونية، وهو ما يرفضه الفلسطينيون جملة وتفصيلًا، كذلك اندلعت مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الاحتلال عند حاجز قلنديا بين القدس ورام الله، وأطلقت قوات الاحتلال قنابل الصوت والغاز بكثافة باتجاه المتظاهرين، وقالت مصادر فلسطينية إن قوات الاحتلال تمنع طواقم الهلال الأحمر من الوصول لمنطقة باب الأسباط ومحيطها لمعالجة المصابين.
، وأنه تم تبليغ الهلال الأحمر بهذا القرار من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وقامت قوات الاحتلال بالاعتداء على الفلسطينيين الذين توجهوا لأداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، وحاولت قمع تقدمهم، واعتقلت عددًا من الشبان الذين حالوا التقدم، وأصيب ستة من المتظاهرين، اثنان منهم بالرصاص المطاطي نقلوا للمستشفى وأربعة عولجوا ميدانيًا.
وأغلقت قوات الاحتلال، صباح اليوم الجمعة، الطرق المؤدية إلى البلدة القديمة في القدس، تحسبًا ليوم الغضب الذي أعلن عنه بسبب وضع البوابات الإلكترونية على أبواب المسجد الأقصى منذ أيام، كما حولت المدينة لثكنة عسكرية ودفعت بآلاف الجنود وعناصر الأمن إليها، كما قام عناصر أمن الاحتلال بتفتيش المواطنين المقدسيين بالشوارع بطريقة استفزازية، ومنعهم كذلك من الوصول إلى البلدة القديمة. وذكر شهود عيان أن حظر تجول فرض من قبل قوات أمن الاحتلال على البلدة القديمة منذ الفجر، ومنع الكثير من الناس من مغادرة منازلهم.
وكانت الشرطة الإسرائيلية اعتقلت فجر اليوم الجمعة عددا من النشطاء في مدينة القدس الشرقية، بينهم حاتم عبد القادر عضو المجلس الثوري لحركة "فتح"، ووزير سابق في السلطة الفلسطينية. وقال ناصر قوس مدير نادي الأسير الفلسطيني في القدس لوكالة الأناضول، إن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت نحو 10 نشطاء في المدينة.وأضاف "بين المعتقلين حاتم عبد القادر وعدنان غيث ونصار الهدمي وأمجد أبو عصب".
وجدّدت حكومة الوفاق الوطني، الجمعة، مطالبتها العالم للوقوف عند مسؤولياته والتحرك العاجل لوقف التصعيد الخطير في مدينة القدس المحتلة. وأدان المتحدث الرسمي باسم الحكومة، يوسف المحمود، حملة الاعتقالات والملاحقات الاحتلالية في صفوف أبناء شعبنا والتي طالت شخصيات وطنية وقيادية مقدسية، مضيفًا أنّه "كما ندين بأشد العبارات الإجراءات التي جددت فرضها سلطات الاحتلال على مدينة القدس والقيود الجائرة والمرفوضة على دخول المصلين للمسجد الأقصى المبارك".
وطالب المحمود بتحرّك سريع على مستوى القمة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، واتخاذ موقف جاد وحازم وفوري لوقف التدهور الذي تقوده سلطات الاحتلال في مدينة القدس العربية المحتلة، وفي مقدمته وقف المساس بالمسجد الأقصى المبارك وبأبناء شعبنا في المدينة. وقال المحمود إن حكومة الاحتلال ترفض جميع النداءات والمطالبات والضغوطات العربية والدولية والإقليمية لوقف إجراءاتها، وتستمر في سياسة التصعيد الخطير من خلال الإصرار على محاولات تغيير الوضع التاريخي القائم في المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس المحتلة، وشدد على أن ذلك "يعد اعتداء صارخا ومرفوضا رفضا قاطعا على أقدس مقدسات العرب والمسلمين، وعلى عاصمة دولة فلسطين التي تعترف بها معظم دول العالم".
وحذر المحمود من أن ما تقدم عليه سلطات الاحتلال في مدينة القدس هو زج بلادنا في أتون الحروب الدينية والطائفية الرهيبة المفروضة على منطقتنا، كما دعا المتحدث الرسمي دول العالم التي تعترف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس والتي يبلغ عددها 137 دولة وجاء اعترافها استجابة للقوانين والشرائع الدولية بأن تقف عند مسؤولياتها حسب نصوص القوانين الدولية في إجبار الحكومة الاسرائيلية على وقف اجراءاتها التصعيدية والخضوع للإرادة الدولية والإقليمية في إرساء أسس السلام والأمن التي تدعو الى إنهاء الاحتلال وتحقيق حل الدولتين.
ودعا رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إسماعيل هنية الفصائل الفلسطينية لاجتماع عاجل للاتفاق على استراتيجية المواجهة مع الاحتلال، وأوضح هنية خلال خطبة الجمعة بالمسجد العمري في مدينة غزة، "أدعو لاجتماع لجنة الفصائل الوطنية والإسلامية في بيروت أو القاهرة للتصدي ووضع السياسات لمواجهة سياسات الاحتلال الرامية للاستياء على الأقصى". واعتبر أن "المقاومة في غزة التي تمتلك رؤيتها وتطور نفسها تمثل إعدادًا لتحرير القدس والرجوع إلى كل فلسطين المباركة"، وتابع أن المقاومة وعملية آل الجبارين تربك حسابات الاحتلال وتضع حدًا أمامه لتنفيذ مخططاته في الأقصى والقدس، مشيرا إلى أن قرار الكابينت الإسرائيلي الليلة يؤكد أن أوهام السلام والتطبيع سقطت تحت أقدام المرابطين في شوارع القدس. وأشار إلى أن "يوم الغضب جاء لكسر قرار الحكومة الإسرائيلية بإزالة البوابات الإلكترونية، تلك البوابات كشفت معدن أهل القدس الطاهر المعبر عن أصالة شعبنا والمرابطين في أكناف القدس".
وأضاف هنية أن يوم الغضب الذي حمل عنوان هذا اليوم يهدف لإعادة الاعتبار لوحدة هذا الشعب على ثوابت الأمة، فالقدس تجمعنا والتأكيد على وحدة الشعب الفلسطيني في معركة القدس والأقصى. وأشار إلى أن الثوابت وحدها توحد الشعب، والمبادئ ترفع من قيمته، معتبرا أن الالتفاف حول محاور الصراع يمكن أن تحقق المصالحة بين الشعب الفلسطيني، وقال "طبتم يا أهل القدس وطاب جهادكم، أنتم تنوبون عنا وعن أمتنا بالدفاع عن الأقصى وحماية المقدسات في أقصانا".
ورفض هنية بشكل قاطع كل الإجراءات والمخططات والسياسات الإسرائيلية في القدس والأقصى، "هدفنا إحباط مخططات وسياسات الاحتلال في القدس والأقصى وكسر قرار الاحتلال بنصب البوابات الإلكترونية على أبواب المسجد المبارك"، وذكر أن تلك البوابات والمستوطنين والحواجز الإسرائيلية تهدف جميعها إلى تجفيف منابع الأقصى وتفريغه من مصليه وإعادة مخطط التقسيم الزماني والمكاني للمسجد المقدس.
وقال هنية إنّه "ربما تضيق صدروكم يا أهل القدس بمنعكم من الصلاة بالأقصى، "لكن لا تبتئسوا ولا تضيق صدوركم، فذاك مقدمة الزوال للاحتلال، فكلما اقترب الاحتلال فسادًا وإفسادًا من القدس فقد اقترب زواله"، ولفت إلى أن معركة المرابطين في الأقصى اليوم حققت مكاسب وإنجازات لصالح أمتنا ومقاومتنا وشعبنا، "المعركة ستُحسم لشعبنا وأهل الأقصى عبر إعادة البوصلة في الوجدان الفلسطيني والعربي والإسلامي، عدا عن أن شعبنا يمتلك الثبات في وجه التحديات"، وقال إن "شعبنا في القدس يؤكد قدرته على بناء المعادلات الصحيحة والردع المتبادل بصدورهم وبعشرات الألوف الزاحفين نحو القدس كما بنت غزة معادلة صحيحة عبر مقاومتها".
وخاطب الدول العربية التي تحث الخطى للاعتراف والتسوية مع "الاحتلال"، محذرا من أنه لا يؤمن إلا بالعنف والغطرسة، "إياكم خذلان الشعب الفلسطيني بالتطبيع مع الاحتلال، ولا لصفقة القرن ولا اعتراف بإسرائيل".
ودعا منظمة المؤتمر الإسلامي التي أنشأت بعيد إحراق الأقصى في العام 1969 للتصدي لهذه المعركة، كما طالب الرئيس التركي رجب أردوغان بصفته رئيس منظمة التعاون الإسلامي لتحمل مسئوليته بوضع خطة إسلامية لمواجهة المخطط الإسرائيلي، كما دعا العاهل الأردني بصفته رئيس القمة العربية لتحمل مسئولياته تجاه ما يجري في القدس، وقال إن كل إجراءات الاحتلال ومخططاته ستبوء بالفشل ولن تمر ولن يسمح بها شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والإسلامية، وأكد على محورية القضية الفلسطينية القدس والأقصى لشعبنا ولأمتنا، "فأمتنا لم تتخلَ عن الأقصى إلا في زمن الخلافات والنزاعات من خلال زرع بوابات وكاميرات واقتحامات وحفريات وعسكر، شعبنا يريد إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية في عمقها العربي والإسلامي، فقضيتنا ليست إنسانية أو اجتماعية بل سياسية عقائدية لشعب ٍ يريد العيش فوق أرضه ويتسيّد في قدسه".
وخاطب الشعوب العربية "أين أنتم يا أمة المليار من منع إقامة الصلاة في المسجد الأقصى؟ أين القمم العربية والاستثنائية في الوقت الذي يدنس فيه الأقصى واستباحته من قبل المستوطنين؟ إلا أن ذلك لا يعني ضياع القدس وأقصاه؛ "فالصلاة مُنعت في الماضي أكثر من 90 سنة، حتى وصل صلاح الدين وحررّه من الصليبيين".
أرسل تعليقك