القدس المحتلة - ناصر الأسعد
اكتملت معالم الحياة في مخيمات العودة الخمسة، التي أقامتها اللجان المشرفة في خمس محاور شرق وشمال قطاع غزة، بعد مضي نحو 3 أسابيع على إقامتها، فلم تعد هذه المخيمات تقتصر على الخيام وملحقاتها من مرافق صحية ونقاط طبية فقد أصبحت الحياة تنبض فيها في شتى المجالات كأي تجمع سكاني تقليدي.
وعكس هذا التأقلم السريع إلى المواطنين في التعايش في هذه المخيمات على الرغم من المخاطر التي تعتري المشاركين في فعالياتها تحديهم واصرارهم الى المضي قدما في فعاليات العودة وتتويجها بالعودة الى الديار، كما يقول المدرس وفيق أبو دية الذي اصطحب مجموعة من طلبة المرحلة الثانوية الى المخيم المقام شرق مدينة جباليا لتدريسهم هناك.
وقال أبو دية وهو مدرس جغرافية انه جاء بالطلاب على نفقته الخاصة كي يروا طبيعة فلسطين التاريخية على حقيقتها وتضاريسه، وأخذ المدرس أبو دية يعدد لهم البلدات الفلسطينية التي تم تدميرها وخصوصًا قرى بيت جرجا ونجد والمحرقة وشرق جباليا وكوفخه.
واعتبر الطالب يوسف جنيد ان مسيرة العودة والتمترس على الحدود هي اقل ما يمكن فعله احتجاجاً على سلب هذه الأراضي، وتعهد بالقدوم إلى المخيم يوميًا لمشاركة المتطوعين والشباب الذين يحافظون على ديمومة الحياة والفعالية حتى لو كان ذلك على حساب تحصيله العلمي سيما بعد قرب حلول الامتحانات النهائية.
وجذب توفير خدمة الانترنت في المكان من قبل المنظمين الكثير من الطلبة والموظفين للعمل في خيام أقيمت خصيصاً للإعلاميين والمتابعين، كما هو الحال مع الشاب امجد نصر ويعمل عن بعد في مجال التصميم مع احدى الشركات في السعودية.
وعزا ذلك الى قدرته على الابداع مع مشاهدة خليط من الطبيعة الخلابة مع بطولات الشباب الذين يرسمون لوحة فنية وسط ازيز الرصاص ودخان ووميض الغاز المدمع الذي تطلقه قوات الاحتلال.
وأضاف نصر في أواخر العشرينات من عمره "لا شيء اجمل من هذا المكان للابداع والعمل مع توفر الخدمات الأساسية من كهرباء ومرافق صحية وانترنت".
ولم يحرم الأطفال الذين يأتون بصحبة ابائهم وامهاتهم من الألعاب حيث تنتشر بشكل دائم فرق الترفيه التي تنقل رسالة محبة لهم عبر الدمى وملابس التهريج التي يرتديها العشرات من العاملين المتطوعين لديها، ولم يكل المتطوعون من تنظيم الألعاب الجسدية والعقلية للأطفال الذين يتجمعون حولها ويستمتعون بادائها وفنها الراقي.
وتجذب هذه الاستعراضات والمسابقات مئات الأطفال وحتى الكبار الذين يأتون بشكل شبه يومي الى المخيمات لامتاع أطفالهم كما تقول المواطنة أمل أبو رقية والتي جاءت رفقة مجموعة من نساء حي التفاح من مدينة غزة للتضامن في مخيم العودة المقام بمحاذاة منطقة غزة الصناعية شرق مدينة غزة.
وأشارت أبو رقية الى سعادة ثلاثة من اطفالها الذين انهمكوا في متابعة عروض فنية ومسرحية لمتطوعين يرتدون الدمى وملابس التهريج، ولم يقتصر الترفيه على الصغار حيث كان للكبار نصيباً في اللعب في احد ملاعب كورة القدم والذي تم اقامته خصيصاً في وسط مخيم العودة شرق مدينة غزة، وعلى الرغم من صغر مساحته التي لا تتجاوز 600 متر مربع إلى أنه يجتذب العشرات من الشباب والكبار الذين يمارسون اللعب حتى ما بعد غروب الشمس.
وأضافت "اللمات العائلية" و"العزائم" و"زفات العرسان" التي تشق مواكبها الأراضي الزراعية والكثبان الرملية التي تحيط بالمخيم طابع الحياة العادية في المخيمات التي يحيط بها أيضاً، عشرات الباعة الجائلين والمطاعم الميدانية المتنقلة والتي سهلت من الحياة في هذه المناطق الحدودية .
أرسل تعليقك