يسعى رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج، إلى حشد دعم أوروبي للقوات الموالية لحكومته، بعد أن أسقطت قوات «الجيش الوطني» الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، طائرة حربية تابعة لحكومته المعترف بها دوليًا، فيما يتجاهل الطرفان دعوات أممية وأفريقية لوقف إطلاق النار.
وأجرى السراج رفقة وزيري داخليته فتحي باش أغا ومحمد سيالة وزير خارجيته، وبعض مستشاريه محادثات في العاصمة الإيطالية روما مع رئيس الحكومة جوزيبي كونتي، أمس، علماً بأنه كان من المقرر أن يلتقي أيضاً في وقت لاحق من مساء أمس المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في برلين، على أن يلتقي صباح اليوم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس، وذلك في إطار جولته التي تشمل بريطانيا أيضاً.
أقرأ أيضًا :
حكومة السراج تحاول رسم خريطة أمنية لطرابلس لمنع اندلاع أي اشتباكات جديدة
ووفقاً لبيان أصدره مكتبه، أشاد السراج عقب محادثاته مع كونتي، بموقف إيطاليا، الذي رأى أنه كان واضحاً في إدانته للعدوان على العاصمة الليبية طرابلس، في إشارة إلى عملية «الجيش الوطني». وطالب السراج من سمّاهم الأصدقاء الإيطاليين «ببذل جهد أكبر لما لدى إيطاليا من مكانة وثقل دولي، يمكنه أن يُحدث تغييراً إيجابياً»، فيما وصفه بـ«المواقف المترددة لدول أوروبية وإقليمية»، وبما «يعجّل بوقف العدوان، وعودة القوات المعتدية إلى الأماكن التي انطلقت منها، وتجنيب ليبيا المزيد من إراقة الدماء».
ونقل البيان عن كونتي تجديده موقف إيطاليا الداعم لحكومة السراج، مؤكداً «أنه لا حل عسكرياً للأزمة الليبية»، وشدد على ضرورة العودة إلى المسار السياسي والحوار.
في سياق ذلك، أعلن كونتي أنه يسعى للقاء المشير حفتر في القريب العاجل، وقال للصحافيين في «زلّة لسان» على هامش لقاء احتضنه مطار براتيكا دي ماري العسكري في العاصمة روما، «تحدّثت مع (الرئيس حفتر)»، قبل أن يصحح: «تحدثت مع الرئيس السراج. لديّ ثقة في المقابل أنه يمكننا أن نلتقي مع المشير حفتر، ونحن بصدد البحث في الكيفية والوقت». وأضاف موضحاً: «في كل محادثاتي ما زلت أقول إن الحل لا يمكن أن يمر بالوسائل العسكرية»، معتبراً أن هناك «حالة من الجمود. السيناريو حرج ويمكن أن يتطور إلى وضع أكثر حرجاً من لحظة إلى أخرى».
ميدانياً، أعلنت شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش الوطني، عن إسقاط طائرة حربية لـ«الحشد الميليشياوي بعد محاولتها استهداف قواتنا المسلحة»، في إشارة إلى قوات حكومة السراج، وأسر قائدها، الذي يحمل الجنسية البرتغالية، في جنوب طرابلس. وقالت الشعبة في بيان لها، أمس، عززته بصور فوتوغرافية للطيار: «لقد تم إسقاط الطائرة، وهي من طراز «ميراج F1» في محور الهيرة، واعتقال قائدها»، مؤكدة أن الدفاعات الجوية أسقطت طائرة تابعة للميليشيات الإرهابية فوق منطقة الهيّرة يقودها «طيار مرتزق»، يحمل الجنسية البرتغالية، بعدما شنت غارة على وحدات تابعة للجيش في المنطقة، وحاولت تنفيذ غارة أخرى في غريان.
وأظهرت الصور الطيار البرتغالي وهو مضرج في الدماء، وجالس على كرسي، ونصفه العلوي عارٍ، فيما يتفقده عسكريون من بينهم اللواء عبد السلام الحاسي، رئيس مجموعة عمليات المنطقة الغربية التابعة للجيش الوطني، ويتم تقديم مياه وإسعافات أولية له.
ولاحقاً ظهر الطيار البرتغالي في سلسلة لقطات مصورة، وهو في حضرة مقاتلين من الجيش بعد اعتقاله، وهو يتبادل أطراف الحديث معهم، قبل أن يخبر محققين من الجيش بأنه يدعى «جيمي ريز»، وأنه يبلغ 29 عاماً، لافتاً إلى أنه حضر للعمل بعقد مدني، حيث كانت مهمته تدمير الطرق والجسور.
وبينما تحدثت وسائل إعلام برتغالية عن اتصالات لتحديد الهوية الكاملة للطيار، والتحقيق في ملابسات خروجه من بلاده، اعتبرت وكالة الأنباء الموالية للجيش أن أسر هذا الطيار «المرتزق» يشير إلى حقيقة حكومة السراج، ودعمها وتأييدها للميليشيات والتنظيمات الإرهابية، وجلب المرتزقة لمحاربة القوات المسلحة الليبية.
وهذه هي المرة الثالثة على التوالي التي تعلن فيها قوات الجيش إسقاط طائرة حربية للسراج، الذي تبنت حكومته، بدورها، إسقاط طائرة لقوات حفتر منذ بدء المعارك أوائل الشهر الماضي حول طرابلس.
وواصلت قوات «الجيش الوطني» قصف مواقع ميليشيات السراج في الضواحي الجنوبية لطرابلس، بينما قالت عمليات الجيش إن الأجهزة الأمنية نجحت في تأمين خروج عدد من ضباط رئاسة الأركان العامة بطرابلس من المنشقين عن حكومة السراج، خلال الساعات الـ48 الماضية، إلى غريان وترهونة وتونس، مشيرةً إلى أنه تم إخراج 51 ضابطاً مع عائلاتهم، دون أن تفصح عن مزيد من التفاصيل.
كما شرع الجيش الليبي أيضاً في شن حرب إلكترونية عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي ضد الصفحات الموالية لحكومة السراج، والميليشيات المسلحة في العاصمة طرابلس. إذ قال المركز الإعلامي لعملية «الكرامة»، التابعة لـ«الجيش الوطني» بطرابلس، إن فريق الحرب الإلكترونية تمكن من إغلاق العديد من الصفحات التابعة لـ«الإخوان»، والتي تعمل بشكل واضح ضد قوات الجيش، لافتاً إلى أن ما سماها الحرب الإلكترونية ما زالت مستمرة ضد الكذب والتدليس لهذه الصفحات.
وتأتي هذه التطورات، فيما جدّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقّي، الدعوة لوقف إطلاق النار في ليبيا، خلال مؤتمر صحافي مشترك في نيويورك أول من أمس.
قد يهمك أيضًا :
السراج يبذل الجهود لتوحيد المؤسسة العسكرية ويُشيد بأهالي مدينة الكفرة
اجتماع دولي يطالب بمساءلة الذين يهددون بتقويض السلام والاستقرار في ليبيا
أرسل تعليقك