عادت القوات الحكومية السورية لتنفيذ عمليات قصف وخروقات متجددة، للهدنة الروسية التركية، بالتزامن مع استكمال اليوم الـ 15 من سريانها، في مناطق تطبيقها في كل من محافظات حلب وإدلب وحماة واللاذقية.
ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان قصفًا من قبل القوات الحكومية السورية، طال مناطق في قرية حصرايا في الريف الشمالي لحماة، كما استهدفت القوات الحكومية السورية الأراضي المحيطة بقرية الزكاة، بينما طال المدفعي مناطق في أطراف ومحيط قرية معركبة في الريف ذاته، ولم ترد معلومات عن تسبب القصف بوقوع إصابات، كذلك رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان عمليات قصف مدفعي من قبل القوات الحكومية السورية، طال مناطق في جبل التركمان والطرق الواصلة إليها، في حين استشهد مواطن متأثراً بإصابته في وقت سابق، جراء قصف من قبل القوات الحكومية السورية، طال مناطق في مدينة خان شيخون الواقعة في الريف الجنوبي لإدلب.
ونشر المرصد السوري قبل ساعات أنه رصد استمرار التحركات على خطوط التماس بين القوات الحكومية السورية والفصائل في غرب وشمال سورية، حيث رصد مواصلة القوات الحكومية السورية عمليات تحصين الجبهات الممتدة من جبال اللاذقية الشمالية وصولاً إلى ريف حلب الجنوبي الغربي مرورًا بريف إدلب الجنوبي الشرقي وسهل الغاب في شمال غرب حماة، إذ تجري عمليات تحصين وتدشين وتوزيع نقاط المراقبة والحراسة وزيادتها، وتوزيع عناصر القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها والمقاتلين في فصائل "المصالحة"، ممن وصولا للمشاركة في المعركة الكبرى المرتقبة.
كما رصد المرصد السوري عمليات تحصين تقوم بها الفصائل العاملة في المنطقة، وهيئة تحرير الشام والحزب الإسلامي التركستاني، من تحصين وتدشين وتوزيعه نقاطها وتكثيفها، تحسبًا لأي هجوم يعلن من خلاله بدء العملية العسكرية الكبرى.
ونشر المرصد قبل 4 أيام عن قيام القوات الحكومية السورية، باستقدام التعزيزات العسكرية، إلى مرتفعات خاضعة لسيطرتها في جبال اللاذقية، وبدء تنفيذها بعمليات تحصين مواقع وتدشيم لمزيد من النقاط بالتزامن مع عمليات تحصين مواقع وانتشارها في مناطق سيطرتها بريف إدلب بعد الاستقدامات الكبيرة التي استقدمتها، وذلك في إطار التحضير لمعركة إدلب الكبرى.
كما علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات الحكومية السورية نجحت بعد مفاوضات مع قادة الفصائل العاملة في محافظة درعا، في التوصل لتوافق بينهما، بغية ضم مقاتلي فصائل "المصالحة" في درعا إلى القوات الحكومية السورية التي تتجهز لمعركة إدلب، بحيث تكون فصائل مناطق المعارضة في محافظة درعا، في مواجهة مباشرة مع فصائل “المصالحة” مع النظام، بعد أن كانت دخلت فصائل "المصالحة" في درعا في وقت سابق إلى جانب القوات الحكومية السورية، في المعارك ضد جيش خالد بن الوليد المبايع لتنظيم "داعش".
تفجير جديد يضرب ريف إدلب
وبالانتقال إلى إدلب، فقد هز انفجار عنيف منطقة في مدينة سلقين الواقعة في القطاع الشمالي الغربي من ريف إدلب، ناجمة عن تفجير عبوة ناسفة، تسبب في أضرار مادية، فيما لم ترد معلومات عن خسائر بشرية، ويأتي التفجير ضمن سلسلة الاغتيالات ومحاولة الاغتيال المتواصلة التي تستهدف مدنيين ومقاتلين وقادة سوريين وغير سوريين، لإيقاع المزيد من الخسائر البشرية.
ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان، منذ الـ 26 من نيسان / أبريل الماضي من العام الجاري 2018، 290 شخصًا على الأقل ممن اغتيلوا في أرياف إدلب حلب وحماة، هم زوجة قيادي أوزبكي وطفل آخر كان برفقتها، إضافة إلى 57 مدنيًا بينهم 9 أطفال و6 مواطنات، اغتيلوا من خلال تفجير مفخخات وتفجير عبوات ناسفة وإطلاق نار واختطاف وقتل ومن ثم رمي الجثث في مناطق منعزلة، و201 مقاتلاً من الجنسية السورية ينتمون إلى هيئة تحرير الشام وفيلق الشام وحركة أحرار الشام الإسلامية وجيش العزة وفصائل أخرى عاملة في إدلب، و30 مقاتلاً من جنسيات صومالية وأوزبكية وآسيوية وقوقازية وخليجية وأردنية وتركية، اغتيلوا بالطرق ذاتها، كذلك فإن محاولات الاغتيال تسببت بإصابة عشرات الأشخاص بجراح متفاوتة الخطورة، بينما عمدت الفصائل لتكثيف مداهماتها وعملياتها ضد خلايا نائمة اتهمتها بالتبعية لتنظيم "داعش".
تصاعد الاغتيالات
وكشف المرصد السوري لحقوق الإنسان تصاعد الاغتيالات هذه منذ الـ 26 من نيسان / أبريل الماضي، من العام الجاري، لتستكمل شهرها الرابع على التوالي، يوم الـ 26 من آب / أغسطس الجاري من العام 2018، حيث نفذت الاغتيالات في قسمها الأكبر من قبل خلايا نائمة تابعة لتنظيم "داعش"، والتي بدأت تنشط في أعقاب إنتهاء وجودها في إدلب وريف حماة الشرقي، حيث نفذت الاغتيالات بوسائل مختلفة، من إطلاق نار إلى تفجير عبوات ناسفة، إلى تفجير دراجات نارية مفخخة، وصولاً لتفجير سيارات وعربات مفخخة، واختطاف وذبح وتعليق جثامين، وجرت عمليات الاغتيال في مدينة إدلب وأريافها الشرقية والغربية والشمالية والجنوبية، وريف حلب الغربي، والقطاع الشمالي من ريف حماة، وسفوح جبال اللاذقية.
ورصد المرصد كذلك إخفاق الفصائل العاملة في الريف الإدلبي وأرياف حلب وحماة، في ضبط الفلتان الأمني، على الرغم من الحملات الأمنية التي ساهمت في اعتقال عشرات الأشخاص بتهم الانتماء لخلايا تنظيم "داعش"، واعتقال وإعدام وقتل العشرات من العناصر المنتمين لهذه الخلايا، خلال الحملات الأمنية في مناطق سريان واستشراء الفلتان الأمني، إذ أن بعضهم جرى إعدامه بعد اعتقاله مباشرة، والبعض الآخر أعدم بعد التحقيق معه، وبعضهم قتلوا خلال القتال والاشتباكات عند مداهمة مقرات هذه الخلايا التابعة لتنظيم "داعش"، إذ بلغ 75 على الأقل عدد عناصر التنظيم والخلايا هذه الذين قتلوا منذ نهاية نيسان / أبريل من العام الجاري 2018، من جنسيات سورية وعراقية وأخرى غير سورية، من ضمنهم 36 على الأقل جرى إعدامهم عبر ذبحهم أو إطلاق النار عليهم بشكل مباشر بعد أسرهم، فيما قتل البقية خلال عمليات المداهمة وتبادل إطلاق النار بين هذه الخلايا وعناصر الهيئة في مناطق سلقين وسرمين وسهل الروج وعدد من المناطق الأخرى في الريف الإدلبي.
مقتل 20 شخصًا إثر تفجير وسط عفرين
وفي مدينة عفرين، سُمع دوي انفجار عنيف في وسط مدينة عفرين، بالقرب من منطقة دوار نوروز في المدينة الواقعة في القطاع الشمالي الغربي من ريف حلب، وتضارب المعلومات حول تفجير مفخخة أو تفجير عبوة ناسفة مزروعة بآلية في المنطقة، ما تسبب بوقوع أكثر من 16 جريح بينهم عدة مدنيين، ومعلومات مؤكدة عن اثنين على الأقل فارقا الحياة جراء التفجير، فيما لا يزال عدد من قضى مرشحاً للارتفاع بسبب وجود جرحى بحالات خطرة، في حين هزت انفجارات مناطق في الريف الجنوبي لعفرين، قالت مصادر متقاطعة أنها ناجمة عن قصف طال منطقتي باشمرة وكوندي مزن الواقعتين ضمن مناطق انتشار وحدات حماية الشعب الكردي والمسلحين الموالين للنظام بريفي حلب الشمالي والشمالي الغربي.
ورجحت مصادر مطلعة أن هذا القصف مصدره القوات التركية والفصائل المدعومة منها، ويأتي في أعقاب سقوط خسائر بشرية قبل أقل من 24 ساعة من الآن، من مقاتلي الفصائل بينهم 3 مقاتلين قضوا احدهم قيادي في فيلق مقاتل، حيث قضى المقاتلون وأصيبوا خلال الاشتباكات وإثر استهدافهم خلال توجههم لمؤازرة الفصائل في محيط منطقة برج حيد وفرفاتين في ريف حلب الشمالي الغربي.
ورصد المرصد السوري كذلك قيام خلايا تابعة لوحدات حماية الشعب الكردي، عمليات استهداف طالت عناصر ومقاتلين في ريف عفرين، حيث جرى اغتيالهم، وقتلهم، ليرتفع إلى 108 على الأقل عدد عمليات الاغتيال التي استهدفت القوات المسيطرة على منطقة عفرين، والتي تواصل منعها للمدنيين من العودة من ريف حلب الشمالي، نحو بلداتهم وقراهم ومساكنهم التي نزحوا عنها، فيما كانت نفت مصادر قيادية من وحدات حماية الشعب الكردي، أن تكون لقواتها أو خلايا تابعة لها العلاقة أو المسؤولية عن الكثير من الاغتيالات وعمليات التعذيب والتي ظهر بعض منها في أشرطة مصورة، منسوبة إلى القوات الكردية.
واتهمت المصادر خلايا أخرى تابعة لجهات أخرى بتنفيذ عمليات الاغتيال هذه ونسبها إلى القوات الكردية لغايات في نفسها، تهدف بشكل رئيسي من خلالها إلى تصعيد انتهاكاتها تجاه المدنيين، الذي بات استئياؤهم يتصاعد يوماً تلو الآخر، مع الإجراءات غير العادلة وغير الرحيمة، وصم القوات التركية القائدة لعملية “غصن الزيتون” آذانها عن الاستجابة لشكواهم.
انتهاكات "غصن الزيتون"
ونشر المرصد في وقت سابق أنه تواصل قوات عملية "غصن الزيتون" من دون توقف، تنفيذ انتهاكاتها، من دون أي موانع أو رادع، فيدهم مطلقة في منطقة عفرين، ولا يوقفهم فيها أي طرف عسكري أو "شرعي أو سياسي"، وتتمثل الانتهاكات في سلب أموال المواطنين والاستيلاء على ممتلكاتهم ونهب منازلهم والاستيلاء عليها، وتحصيل الأتاوات من أصحاب المزارع والممتلكات التجارية، ومن المتنقلين بين مدن وبلدات وقرى منطقة عفرين، وصولاً إلى الاعتقالات التي تطال المواطنين في مدينة عفرين بشكل يومي، والذي تحاول الفصائل من خلاله تأمين مبالغ مالية، تدفع لهم كفدية للإفراج عن المعتقلين.
وأكدت المصادر الموثوقة للمرصد أن فصائل عملية "غصن الزيتون" عمدت خلال الأسبوع الأخير لاعتقال عشرات المدنيين، واحتجازهم في معتقلاتها، والتواصل مع ذويهم بغية الحصول على فدية مالية لإطلاق سراحهم، وتعمد لاعتقالهم بعد تلفيق تهم التعاون مع القوات الكردية والانتماء لها وغيرها من التهم التي تسعى من خلالها قوات عملية “غصن الزيتون” لإخافة الأهالي وإجبارهم على دفع الأموال والأتاوات والفدية لعناصر هذه الفصائل.
أرسل تعليقك