أظهرت نتائج استطلاع انتخابي في إسرائيل، ان السياسة الخارجية الإسرائيلية لن تتغير كثيرا في الانتخابات المقبلة رغم حل الكنيست لتعذر تشكيل الحكومة، او بالأحرى إقامة ائتلاف حكومي بين أحزاب اليمين برئاسة نتنياهو.
واذا استثنينا القليل من التحولات الطفيفة الى الأعلى والى الأسفل في نتائج الأحزاب في الانتخابات القادمة التي يتوقها هذا الاستطلاع، فإننا نجد انفسنا امام نفس المعضلة حتى بعد الانتخابات القادمة، وكأن حل الكنيست لم يخلط بما يكفي الأوراق على الساحة السياسية.
ويستدل من نتائج الاستطلاع الذي نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم"، تقدم طفيف لما يصطلح عليها "كتلة اليمين" وهي مجموعة الأحزاب المحسوبة على يمين الخارطة السياسية بتقدمها حزب الليكود الحاكم بزعامة نتنياهو تضاف اليه الأحزاب المتدينة "يهدوت هتوراة" و"شاس" وكذلك "اتحاد أحزاب اليمين" وهو تشكيل من شخصيات يمينية واشلاء أحزاب تجمعت في قائمة واحدة إضافة الى عودة حزب "اليمين الجديد" بعد التوقع له بتخطي نسبة الحسم.
وتشير نتائج الاستطلاع الى ان حزب الليكود سيحصل على 36 مقعدا وحزب "يهدوت هتوراة" – 7 مقاعد، وحزب "شاس" – 7 مقاعد، حزب "اليمين الجديد" – 5 مقاعد و"اتحاد أحزاب اليمين" – 4 مقاعد. هذه هي الأحزاب التي يمكنها تشكيل ائتلاف حكومي مستقبلي بعد الانتخابات القادمة ولكن عدد مقاعدها مجتمعة لن يكفي لائتلاف اكثر من نصف عدد المقاعد البرلمانية، فمجموع مقاعد هذه الأحزاب هو 59 مقعدا.
أقرأ أيضًا :
نتنياهو يقيل وزيري العدل والتعليم المنتميان إلى حزب "اليمين الجديد"
يشار الى ان حزب "يسرائيل بيتينو" بزعامة افيغدور ليبرمان، سيحصل وفقا لنتائج هذا الاستطلاع على 8 مقاعد، أي زيادة عما هو عليه في الانتخابات الأخيرة إذ كان له 5 مقاعد، وأدى رفضه الانضمام لحكومة نتنياهو إلا بشروطه، الى حل البرلمان والتوجه الى انتخابات أخرى في السابع عشر من شهر أيلول المقبل.
أما بقية الأحزاب وفقا لهذا الاستطلاع فستحصل على النتائج التالية: تحالف "ازرق – ابيض" – 34 مقعدا، تحالف "الجبهة – العربية للتغيير" – 6 مقاعد، تحالف "التجمع –الموحدة" – 5 مقاعد، حزب "العمل" – 4 مقاعد وحزب ميرتس – 4 مقاعد.
في حال تحققت هذه النتائج في الانتخابات المقبلة، فإن مهمة تشكيل ائتلاف حكومي ستبقى في غاية الصعوبة إن لم نقل انها مستحيلة نظرا لعدم تزحزح النتائج الاجمالية عما كانت عليه حتى الآن.
ونشر موقع "المونيتور" مقالاً أعدّه المحلل الإسرائيلي بن كاسبيت أشار فيه الى أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحتاج إلى معجزة لكي يعود إلى عهده السابق.
ورأى الكاتب أنّ بقاء نتنياهو في الحياة السياسية باتَ أشبه بمهمة مستحيلة، لا سيما وأنّه لم يواجه هذا النوع من التحدي من قبل، وذلك بعد فشله بتشكيل حكومة في أعقاب الإنتخابات الأخيرة.
وأوضح الكاتب أنّه لكي يتمكّن نتنياهو من تشكيل حكومة يمينية بعد الإنتخابات التي ستجري في 17 أيلول، من المشترط أن يفوز حزب الليكود بـ40 مقعدًا في الكنيست، أي بزيادة خمسة مقاعد عمّا حصل عليه خلال الإنتخابات التي جرت في نيسان الماضي. ومن جهة أخرى، كثر الحديث عن تهم الفساد التي يتعيّن على نتنياهو أن يدافع عن نفسه أمام المدعي العام، وهنا قال الكاتب إنّ كل هذه التطورات التي تحيط بنتنياهو تبدو وكأنّها "بداية النهاية" بالنسبة له.
وبحسب الكاتب، تتضمّن خطة بقاء نتنياهو السياسية ثلاث مراحل صعبة، أبرزها الحصانة لكي يتمكّن من حماية نفسه، ومواجهة وزير الدفاع السابق أفيغدور ليبرمان، إضافةً الى تشكيل إئتلاف حكومي بسرعة البرق، لكي يتمكّن من التحضير لجلسة 2 تشرين الأول، المقررة لمحاكمته بتهم الفساد.
من جانبها، رأت وكالة "بلومبرغ" أنّ نتنياهو وقع ضحية للسياسة التي أسّسها بنفسه، ويدفع ثمن ما عمل من أجله لسنوات، وسيضطر الى إعادة خوض معركة كان يظنّ أنّه فاز بها.
ولفتت الوكالة إلى أنّ الانتخابات الثانية لن تتضمّن نقاشًا حول الحدود أو الاقتصاد أو إيران، بل ستكون عبارة عن تنافس قوي بين نتنياهو وليبرمان، اللذين يعرف كلّ منهما نقاط ضعف الآخر. ورأت "بلومبرغ" أنّه على الرغم مما فعله نتنياهو من أجل إسرائيل، واستقطابه للسياسة اليمينية من الولايات المتحدة الاميركية، إلا أنّ لكلّ أمر نهاية، ويبدو أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي شارف على نهاية عهده.
قد يهمك أيضًا :
أشتية يُؤكد أنّ مخططات إسرائيل تُهدِّد "حلّ الدولتين"
كوشنير وغرينبلات في إسرائيل للقاء نتنياهو
أرسل تعليقك