غزة – محمد حبيب
أكد الممثل الخاص الأميركي المكلف بالمفاوضات الدولية، جيسون غرينبلات، التزام الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بالعمل مع الإسرائيليين والفلسطينيين لتحقيق سلام دائم، من خلال المفاوضات المباشرة وقال غرينبلات، في بيان صدر عن القنصلية الأمريكية في مدينة القدس المحتلة، بعد لقائه في مدينة رام الله مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، إن الجانبين أكدا التزامهما بدفع سلام حقيقي ودائم بين إسرائيل والفلسطينيين، والعمل المشترك بين الولايات المتحدة والسلطة الفلسطينية لمكافحة العنف والتطرف.
ونقل البيان عن الرئيس عباس قوله إنه يؤمن بإمكانية التوصل إلى اتفاق سلام تاريخي، في ظل قيادة الرئيس ترامب، ما من شأنه تعزيز الأمن في جميع أنحاء المنطقة. وأضاف أنه يتطلع إلى مناقشة احتمالات السلام مباشرة مع الرئيس ترامب، خلال زيارته المرتقبة إلى واشنطن، متعهدًا في الوقت ذاته بالالتزام بمنع التحريض وأكد الرئيس الفلسطيني أنه ملتزم التزامًا كاملاً بخلق جو يفضي إلى تحقيق السلام، وأنه سيزيد من جهود تواصله مع الجمهور الإسرائيلي، مشددًا على أن الخيار الاستراتيجي للفلسطينيين هو حل الدولتين. وناقش عباس وغرينبلات، وفق البيان، خططًا لتنمية الاقتصاد الفلسطيني، وأهمية ضمان الفرص الاقتصادية للفلسطينيين، والتي من شأنها تعزيز آفاق سلام عادل وشامل ودائم.
ومن جانبه، وصف المتحدث باسم الرئاسة الفلسطيني،ة نبيل أبو ردينة، لقاء الرئيس عباس مع غرينبلات بأنه كان إيجابيًا ومشجعًا. وأضاف، في بيان مقتضب، أنه سيتم البناء على هذا اللقاء من خلال استمرار الاتصالات وتبادل الآراء، من أجل الحفاظ على الأمل في السلام والاستقراروجاءت زيارة غرينبلات إلى الأراضي الفلسطينية وإسرائيل بعد تلقي الرئيس عباس، مساء الجمعة، اتصالاً هاتفيًا من ترامب، هو الأول منذ توليه الرئاسة، في 20 يناير / كانون الثاني الماضي، حيث وجه له دعوة رسمية لزيارة البيت الأبيض وتوقفت آخر مفاوضات للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل في نهاية مارس / آذار 2014، بعد تسعة أشهر من المحادثات، برعاية أميركية، دون تحقيق تقدم لحل الصراع الممتد بين الجانبين منذ عقود.
وفي غضون ذلك، قالت مصادر دبلوماسية غربية إن الرئيس عباس وغرينبلات بحثا نقاط الخلاف الفلسطينية والإسرائيلية، مبينة أن الموفد الأميركي قدم اقتراحات لتضييق الهوة بين مطالب الطرفين، من أجل إعادة إطلاق العملية السياسية، خصوصًا في ما يتعلق بمطلب تجميد الاستيطان. وأضافت أن الاقتراح الأميركي ينص على "إبطاء" البناء في المستوطنات، وعدم طرح مشاريع بناء جديدة أثناء المفاوضات.
وأشارت المصادر إلى أن غرينبلات أبلغ الرئيس عباس بأن الرئيس ترامب جاد في البحث عن حل سياسي للصراع "الفلسطيني – الإسرائيلي"، وأنه مؤمن بأن هذا الحل لا يأتي إلا من خلال طاولة المفاوضات بين الطرفين، وأن وظيفة الطرف الأميركي هي العمل على تضييق الهوة بينهما وأوضحت أن غرينبلات أبلغ الرئيس عباس بأنه لا يمكنه أن يتوقع الاستجابة إلى جميع مطالبه قبل بدء العملية السياسية، مثل التجميد الكامل للاستيطان، وتحديد سقف زمني للمفاوضات.
وقدم تعهدات بمواصلة الدعم الأميركي للاقتصاد الفلسطيني، والسلطة الفلسطينية. واشار مسؤولون فلسطينيون إلى أن الرئيس عباس قدم إلى غرينبلات شرحًا مفصلاً عن تاريخ المفاوضات وأسباب فشلها، وفي مقدمها التوسع الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية، كما أبلغه بأن أي عملية سلام ذات مغزى يحب أن تنطلق من وقف الاستيطان، مؤكدًا مرارًا خلال اللقاء، الذي استمر أكثر من ثلاث ساعات، أن الحل الوحيد الممكن والقابل للتطبيق هو حل الدولتين، وأن البديل الوحيد لهذا الحل هو الدولة الواحدة.
ويذكر أن غرينبلات التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، في اليوم السابق، في اجتماع استغرق خمس ساعات. وأصدر الطرفان بيانًا أكدا فيه أهمية إعادة اطلاق العملية السياسية، لكن البيان لم يذكر حل الدولتين، ما أثار قلقًا في مقر الرئاسة الفلسطينية، في رام الله. واتفق الجانبان، الفلسطيني والأميركي، على بحث تفاصيل الاقتراحات التي قدمها غرينبلات في لقاء القمة، الذي سيجمع ترامب وعباس في واشنطن، مطلع الشهر المقبل وقالت مصادر دبلوماسية غربية إن الإدارة الأميركية تعد للإعلان عن إعادة إطلاق العملية السياسية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، تحت رعايتها، عقب اللقاء.
وتوقعت المصادر الدبلوماسية الغربية أن ينجح ترامب في إعادة إطلاق العملية السياسية بين الجانبين، في الأسابيع القليلة المقبلة، استنادًا إلى عدم وجود خيارات بديلة للطرفين. وقالت إن هناك مصلحة للطرفين، الفلسطيني والإسرائيلي، في العودة إلى طاولة المفاوضات، بسبب عدم وجود بدائل. ورجحت أن يقبل الجانب الفلسطيني حلاً وسطًا بشأن مطلبه بتجميد الاستيطان، بسبب تضاؤل الدعم المالي للسلطة الفلسطينية.
وتشهد السلطة الفلسطينية أزمة مالية متنامية، نتيجة تراجع الدعم المالي الدولي. وقال خبراء في مؤسسات دولية عاملة في القدس إن وجود عملية سياسية حية يشكل مدخلاً ضروريًا لاعادة الدعم المالي الدولي للسلطة الفلسطينية. وعقد غرينبلات، خلال زيارته الأراضي الفلسطينية، سلسلة لقاءات حملت مؤشرات إلى توجهات السياسة الأميركية تجاه الفلسطينيين، في عهد الرئيس ترامب، إذ زار مخيم "الجلزون" للاجئين، والتقى عددًا من الطلاب الحاصلين على منح دراسية أميركية، كما عقد لقاءً مع قادة الأجهزة الأمنية، وفي المساء، تناول العشاء مع عدد من رجال الأعمال الفلسطينيين، في مدينة القدس الشرقية.
أرسل تعليقك