اقترحت إيران على لسان وزير خارجيتها محمد جواد ظريف، توقيع معاهدة عدم اعتداء مع الدول الخليجية، مشيرة إلى أنها "تتطلع لبناء علاقات متوازنة معها"، وذلك في تناقض واضح مع سياساتها الخارجية، حيث تدعم ميليشيا الحوثي وجماعات متطرفة التي لازالت تمارس أعمالا إرهابية وعمليات تخريب ونهب للثروات داخل دول عربية. وفيما يتعلق بالاتفاق النووي، أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن استعداده ورغبته في الحوار، مؤكدًا أنها رغبة متبادلة مع الصين وأن بلاده لا تريد تغيير النظام الإيراني.
ومعاهدة عدم الاعتداء، ميثاق توقعه دولتان أو أكثر، يضمن عدم الاعتداء المباشر في الحروب والصراعات المسلحة، كما تنص مثل هذه المعاهدات في العادة، على تجنب الموقعين عليها للحرب بالوكالة. لكن دعوة طهران جاءت بينما يخالف نظامها الحاكم طبيعة معاهدات عدم الاعتداء، من خلال مسؤوليتها عن اعتداءات طالت بلدانا عدة في المنطقة على مدار العقود الماضية، وتدخلات عابثة في شئون دول المنطقة.
تستخدم إيران ميليشيات الحوثي في اليمن منذ سنوات أداة لاستهداف المصالح السعودية، وقد زودتهم بصواريخ بالستية وطائرات مسيرة، لتنفيذ اعتداءات في المنطقة. كما بعثت خبراء لمساعدة الميليشيات الحوثية، وعناصر من ميليشيات حزب الله اللبناني للتدريب والقيادة الميدانية، وذلك في انتهاك صريح لسيادة الدول ومبدأ عدم التدخل في شؤون الآخرين.
وقبل أيام، قال الجيش الأميركي إن الحرس الثوري الإيراني هو المسؤول عن الهجمات التي استهدفت 4 سفن تجارية في خليج عمان قبلة إمارة الفجيرة في الإمارات. كما تؤوي إيران عشرات الإرهابيين المطلوبين إلى مملكة البحرين، ومنذ التسعينات وحتى الآن أحبطت المنامة عشرات الهجمات، وفككت تنظيمات عدة تدعمها إيران وتسعى لزعزعة أمن البلاد.
وخلال السنوات القليلة الماضية، شنت تلك التنظيمات المدعومة من إيران، هجمات استهدفت الشرطة ومباني حكومية في البحرين، في محاولة لخلق الفوضى في البلاد، إلا أن قوى الأمن كانت لها بالمرصاد. وفي الكويت، ثبت ضلوع إيران وميلشياتها المسلحة، في مخططات وعمليات عدة استهدفت البلد، إذ كشفت الكويت عددا من الخلايا التابعة لطهران أو ميليشيات حزب الله اللبناني. وفضلا عن ذلك، تنتشر الميليشيات الموالية لطهران في العراق وسوريا ولبنان، بما يهدد أمن واستقرار المنطقة.
من جانبه، تحدّث الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن إمكانيّة إجراء محادثات مع إيران، وذلك خلال لقائه رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي الذي يبحث وفق تقارير إجراء زيارة لطهران. وقال ترامب "أنا أعتقد أنّ إيران لديها الرغبة في الحوار، وإذا رغبوا في الحوار فنحن راغبون أيضاً". وأضاف "سنرى ما سيحدث، لكنّني أعرف حقيقة أنّ رئيس الوزراء (آبي) على علاقة وثيقة مع القيادة في إيران (...) لا أحد يُريد رؤية أمور فظيعة تحدث".
أقرأ أيضًا :
ماكرون يدعو إيران مواصلة الالتزام بالاتفاق النووي
وأوضح ترامب، أن الولايات المتحدة "لا تسعى إلى تغيير النظام" في إيران، في وقت يتصاعد التوتر بين طهران وواشنطن، مع نشر الأخيرة قوات إضافية في المنطقة. واستكمل: "نحن لا نسعى إلى تغيير النظام، بل نسعى إلى زوال الأسلحة النووية".
وكرر ترامب انتقاداته لـ"الاتفاق الإيراني الفظيع،" لكنه قال إنه منفتح على مفاوضات جديدة. وأضاف خلال المؤتمر الصحافي المشترك: "أعتقد أننا سنبرم اتفاقا" مع طهران.
وحذر ترامب في وقت سابق إيران، وبشدة، من مغبة توجيه أي تهديد إلى الولايات المتحدة. وقال في تغريدة في الأسبوع الماضي: "إذا كانت إيران تريد أن تحارب، فستكون هذه نهايتها الرسمية"، وأضاف موجها كلامه للمسؤولين الإيرانيين: "إياكم وتهديد الولايات المتحدة مرة أخرى".
وأكد ترامب، خلال مؤتمر صحفي مشترك عقب لقائه برئيس الوزراء الياباني شينزو آبي: "نحن لا نسعى لتغيير النظام في إيران".
كما ذكر أن "إيران تنسحب الآن من عدة مناطق بسبب العقوبات عليها"، مشيرا إلى أن ما تفعله إيران هي أنها وراء كل العمليات الإرهابية في سوريا واليمن ومناطق عدة. وتابع: "الاتفاق السابق يسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي خلال فترة قصيرة"، لافتا إلى أنه على إيران أن تتوقف عن السعي لامتلاك سلاح نووي.
وتصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة، ويتزايد القلق حيال تفجر صراع محتمل في وقت تشدد فيه واشنطن العقوبات والضغوط السياسية على طهران وتكثف وجودها العسكري في المنطقة.
وأرسلت الولايات المتحدة تعزيزات عسكرية إلى الشرق الأوسط تضمنت حاملة طائرات وقاذفات من طراز (بي — 52)، وصواريخ باتريوت، في استعراض للقوة في مواجهة ما يقول مسؤولون من الولايات المتحدة إنه تهديدات إيرانية للقوات والمصالح الأمريكية في المنطقة.
وأصدر الجيش الأمريكي، يوم الجمعة 10 مايو/ أيار، تحذيرا شديد اللهجة من أن إيران ووكلاءها قد يستهدفون السفن التجارية في البحر الأحمر وباب المندب.
من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن طهران ستدافع عن نفسها في مواجهة أي اعتداء عسكري أو اقتصادي، ودعا الدول الأوروبية إلى عمل المزيد للحفاظ على الاتفاق النووي مع بلاده.
وأضاف ظريف خلال مؤتمر صحفي في بغداد مع نظيره العراقي محمد الحكيم أن إيران تريد تأسيس علاقات متوازنة مع دول الجوار العربية في الخليج وأنها اقترحت إبرام اتفاقية عدم اعتداء معها. وقال ظريف "سنتصدى لأي جهود للحرب ضد إيران سواء كانت حربااقتصادية أو عسكرية وسوف نواجهها بقوة.
وعرض العراق التوسط في الأزمة بين حليفيه الرئيسيين، الولايات المتحدة وإيران، وسط توترات متصاعدة في الشرق الأوسط ومع انهيار اتفاق طهران النووي مع القوى العالمية.
وحذرت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية من سمّتهم الأعداء من مغبة أي تحركات عدائية محتملة، مشددة على أنها ستواجَه برد مؤلم يبعث على الندم. وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني، إن إيران والشعب الإيراني أكبر وأعظم من أن يستطيع أحد أن يهددها.
قد يهمك أيضًا :
فرنسا تُحذر إيران من مغبة اختراق الاتفاق النووي وتتعهد بفتح "القنوات المالية"
إيران تتحدى العقوبات باستئناف تخصيب اليورانيوم وواشنطن تتنظر "وضوح القرار"
أرسل تعليقك