غزّة -كمال اليازجي
شهد ميدان فلسطين وسط قطاع غزة تدفق آلاف المواطنين الفلسطينيين بالإضافة إلى أعداد كبيرة من مقاتلي كتائب القسام وحركة الجهاد الإسلامي، الذين كانوا حاضرين في احتفالية سلم خلالها ممثلون عن حماس أربع مجندات إسرائيليات إلى فرق الصليب الأحمر الدولي. في عملية جرت بتنسيق دقيق مع المنظمات الإنسانية الدولية، حيث جلس ممثلون عن كتائب عز الدين القسام ومندوبي الصليب الأحمر على المنصة المخصصة لإتمام عملية التسليم، وذلك قبل نقل المحتجزات الإسرائيليات في سيارات تابعة للصليب الأحمر التي قامت بنقلهن إلى معبر كرم أبو سالم لتسليمهن إلى الجانب الإسرائيلي.
تأتي هذه الخطوة في إطار صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل، حيث تم الإفراج عن هذه المجندات الأربع، اللواتي تتراوح أعمارهن بين 19 و20 عاماً. في المقابل، تم الإعلان عن أسماء 200 أسير فلسطيني ستفرج إسرائيل عنهم، من بينهم 70 أسيراً سيُبعدون إلى خارج غزة والضفة الغربية. وأكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، استلامه قائمة بأسماء المحتجزات التي سيتم إطلاق سراحهن، حيث رحب منتدى عائلات المحتجزين الإسرائيليين بالإفراج المنتظر عن المجندات الأربع بعد 477 يوماً من الاحتجاز، بعد أن تم اختطافهن خلال الهجوم الذي شنته حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.
بالنسبة للأسرى الفلسطينيين، لم يتم الكشف عن العدد الكامل للمعتقلين الذين سيتم الإفراج عنهم، ولكن من المتوقع أن تتضمن الصفقة إطلاق سراح عدد كبير منهم، بعضهم سيتم إعادة إدخاله إلى قطاع غزة بينما سيُرسل آخرون إلى الضفة الغربية. تمثل هذه الصفقة المرحلة الأولى من الاتفاقية المكونة من ثلاث مراحل، حيث من المقرر أن تستمر عملية الإفراج خلال فترة ستة أسابيع، ويبلغ العدد الإجمالي للأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم في المرحلة الأولى 33 محتجزاً في مقابل نحو 1900 معتقل فلسطيني.
من جهة أخرى، ومع استمرار الهدنة في غزة رغم بعض الحوادث المتفرقة، بدأ النازحون من القطاع في العودة إلى ديارهم. وكان المئات من المواطنين الذين نزحوا بسبب العدوان الإسرائيلي في الأشهر الماضية، قد توجهوا منذ يوم الأحد إلى مناطقهم في غزة والشمال. وبالتعاون بين الجهات الحكومية والمجتمعية، تم توفير وسائل النقل والمساعدات اللوجستية اللازمة لتسهيل عملية العودة.
وعلى الرغم من الدمار الكبير الذي خلفته الحرب، حيث تم تدمير العديد من المنازل والمرافق، ووجد العديد من العائدين أنفسهم أمام أنقاض بيوتهم، إلا أن العودة تمثل بداية للعديد من الفلسطينيين الذين يأملون في استعادة حياتهم الطبيعية. ومن أجل دعم العائدين، قامت الجهات الحكومية بتوفير نحو 40 مخيماً لإيواء العائلات التي دمرت بيوتها، مع الحرص على تقديم الاحتياجات الأساسية من مأوى وغذاء وعلاج. وبالرغم من تحديات العودة، فإن هذه الخطوة تمثل بداية الأمل في إعادة بناء ما دمرته الحرب.
في هذا السياق، كانت المساعدات الإنسانية جزءاً مهماً من اتفاق وقف إطلاق النار، حيث دخلت آلاف شاحنات الإغاثة إلى قطاع غزة في وقت قصير، وهو ما ساعد في توفير الدعم للمواطنين في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
تحول منزل قائد حماس يحيى السنوار إلى مزار شعبي في رفح بعد مقتله
اتفاق تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل يواجه عقبات مع بدء المرحلة الثانية وترقب شعبي وقلق إنساني
أرسل تعليقك