غزة – محمد حبيب
خلصت دراسة إحصائية أعدها مركز القدس لدراسات الشأن "الإسرائيلي" والفلسطيني في الذكرى الأولى لانتفاضة القدس، إلى حدوث تراجع في الأداء المقاوم للاحتلال، مع بقاء حجم الانتهاكات قائما عبر سياسات ممنهجة لضرب صمود الفلسطينيين.
ووفق الدراسة التي أصدرها مركز القدس وحصل الـ "فلسطين اليوم" على نسخة منها، السبت؛ فقد بلغ عدد الشهداء 249 شهيدًا تصدرتهم مدينة الخليل بواقع 77 شهيدًا، فيما بلغ عدد الإصابات نحو 18 ألفًا و300 مصاب توزعت بين الضفة والقدس والأراضي المحتلة عام 1948، ورصد التقرير 40 قتيلا إسرائيليا ونحو 672 مصابا في 121 عملية طعن، و27 عملية دهس، و100 عملية إطلاق نار، و1422 إلقاء زجاجة حارقة، و4234 حادثة إلقاء حجارة، و60 صاروخا، و29 قذيفة من غزة.
وارتفع بشكل واضح حجم الاعتقالات في الأرض الفلسطينية؛ حيث بلغ عدد الاعتقالات في الأرض الفلسطينية نحو 8500 أسير وأسيرة، أبرزهم الشيخ رائد صلاح ورئيس حزب التجمع العربي في الداخل، وأظهرت الدراسة أن هناك تراجعا واضحا في شكل التعاطي الإعلامي مع الأحداث التي جاءت على شكل موجات متقطعة، فيما سجلت خلال الفترة زيادة وتيرة الإضرابات الفردية للأسرى في سجون الاحتلال في الأشهر الستة الأخيرة
وأوضحت الدراسة، أن عدد شهداء انتفاضة القدس التي انطلقت في الأول من شهر أكتوبر لعام 2015 ارتفع ليصل إلى 249 شهيدا، مشيرة إلى أن شهيدين من مجمل الشهداء يحملان جنسيات عربية، وهما: كامل حسن (سوداني)، وسعيد العمرو (أردني)، فيما استشهد 215 من الضفة بما فيها القدس، و30 شهيداً في قطاع غزة، وشهيدان من أراضي الداخل المحتل.وأضافت الإحصائية أنه منذ مطلع العام الجاري 2016، ارتقى 104 شهداء.
وتصدرت محافظة الخليل قائمة المحافظات التي قدمت شهداء في انتفاضة القدس؛ حيث ارتقى77 شهيداً منها، تليها القدس بـ53 شهيداً، ثم رام الله حيث ارتقى منها 22 شهيداً، ثم جنين بـ 21 شهيداً، ثم بيت لحم التي سجلت ارتقاء 15 شهيداً، يليها نابلس بـ 16 شهيداً، ثم طولكرم التي سجلت 5 شهداء، يليها محافظة سلفيت بـ 4 شهداء، ثم قلقيلية بشهيدين، ووفقاً للفئة العمرية؛ فقد استشهد خلال انتفاضة القدس، 68 طفلاً وطفلة أعمارهم لا تتجاوز الثامنة عشرة، ما نسبته 27%، أصغرهم الطفل الرضيع رمضان محمد ثوابتة (3 أشهر) استشهد إثر اختناقه بالغاز الذي أطلقه جنود الاحتلال على بلدته بيت فجار ببيت لحم، وبلغ عدد النساء اللاتي استشهدن في انتفاضة القدس، 22 شهيدة، بينهنّ 9 شهيدات قاصرات أعمارهن لا تتجاوز الثامنة عشرة، صغراهن الطفلة رهف حسان ابنة العامين والتي ارتقت في قصف إسرائيلي على غزة.
وأكدت الدراسة أن 80 % من الشهداء اعتمدت عائلاتهم في معرفة مصير ابنها على الإعلام في تلقي خير الاستشهاد، فيما عبر 86% من تلك العائلات عن عدم رضاهم عن المؤسسات التي تتابع الشهداء، وأظهرت الدراسة أن فئة المستقلين تزيد عن 60 % من أعداد الشهداء في المجمل العام، مع بلوغ نسب المنظمين من الشهداء نحو 23 % تقريبا والباقي من أنصار الفصائل.
وأفادت الدراسة أنه بالرغم من تسليم العديد من الجثامين الذين كانت سلطات الاحتلال تحتجزها، إلا أنه بقي 17 جثماناً لشهداء من انتفاضة القدس لا يزالون محتجزين، وجميعهم من الضفة، وأشار المركز إلى أن إحصاءاته اشتملت على ثلاثة شهداء غير مذكورة أسماؤهم في قوائم وزارة الصحة، وهم: الشهيد شادي مطرية من البيرة، والشهيد نشأت ملحم من الداخل المحتل، والشهيد خليل عامر من محافظة سلفيت، ونوّهت الدراسة إلى أن مجمل الاعتقالات التي نفذها جيش الاحتلال في مختلف مناطق الضفة الغربية بما فيها القدس وغزة والأراضي المحتلة عام 1948، منذ اندلاع الانتفاضة مطلع أكتوبر/تشرين أول من العام 2015، بلغت 8500 أسير وأسيرة.
وبيّنت الدراسة أن جيش الاحتلال خلال هذه الفترة، نفذ ما متوسطه 600 عملية اعتقال لمواطن/ة، أي بمعدل 20 مواطنا/ة يومياً على مدار العام، مشيرة إلى أن عدد الأطفال القاصرين الذين اعتقلوا، بلغ 2155، أصغرهم الطفل علي علقم (12 عاماً)، فيما اعتقل 271 من النساء، بينهن 40 من الفتيات القاصرات، 6 منهن جريحات بعد إطلاق جنود الاحتلال الرصاص عليهن بزعم محاولتهن تنفيذ عمليات طعن.
واعتقلت قوات الاحتلال 5 نواب في المجلس التشريعي منذ مطلع انتفاضة القدس، وحولتهم للاعتقال الإداري، ما يزال 4 منهم رهن الاعتقال، وهم: حسن يوسف، وعبد الجابر فقهاء، ومحمد النتشة ومحمد أبو طير، فيما أفرج عن النائب حاتم قفيشة بعد اعتقال إداري استمر 6 أشهر، وجميعهم من كتلة التغيير والإصلاح، وعلى خلفية العمل الصحفي وحرية التعبير عن الرأي، رصد مركز القدس 79 حالة اعتقال لصحفيين وصحفيات من مختلف أنحاء الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، بعضهم حول للاعتقال الإداري وبعضهم أطلق سراحهم، وآخرين لا يزالون موقوفين دون محاكمة، كما اعتقلت قوات الاحتلال 250 أسيراً وأسيرة بتهمة التحريض على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، غالبيتهم من مدينة القدس المحتلة.
وأصدرت محاكم الاحتلال الصورية خلال انتفاضة القدس، 1773 قرارا بالاعتقال الإداري "جديد وتجديد"، بينهم 8 ضد نساء، ما تزال اثنتان منهن رهن الاعتقال، و23 ضد أطفال قاصرين لا يزال 9 منهم رهن الاعتقال، واستشهد في سجون الاحتلال خلال انتفاضة القدس أسيران، هما: الشهيد فادي علي أحمد دربي (30 عاماً) من جنين، بتاريخ 15/10/2015 في مستشفى "سوروكا" الإسرائيلي، نتيجة الإهمال الطبي، وكان يقضى حكماً بالسجن لمدة 14 عاماً، أمضى منها 10 أعوام، والشهيد ياسر ذياب حمدوني (49 عاماً) من جنين بتاريخ 25/9/2016 ، بعد إصابته بجلطة قلبية حادة إثر الإهمال الطبي، وكان يقضي حكماً بالسجن المؤبد، وأمضى 13 عاماً في السجون، كما لم تقتصر عمليات الاعتقال على الضفة والقدس؛ حيث تواصلت الاعتقال في الداخل الفلسطيني إذ تشير إحصاءات المركز إلى وجود نحو 300 معتقل في الداخل، منذ انتفاضة القدس، من أبرزهم رئيس الحركة الإسلامية الشيخ رائد صلاح وقيادات حزب التجمع في الداخل.
أرسل تعليقك