غزة - محمد حبيب
أعلنت حكومة الاحتلال الاسرائيلي مساء الخميس عن إقامتها مستوطنة جديدة بين مدينتي رام الله ونابلس، بالقرب من قرية قريوت، إلا أن اختيار مكان هذه المستوطنة الجديدة يأتي لتنفيذ مخطط يقوم على إغلاق جزء من الشارع الرئيسي الواصل بين المدينتين. وجاء إعلان حكومة بنيامين نتنياهو عن إنشاء مستوطنة جديدة شمال رام الله، فيما لم يدقق الكثيرون في هذا القرار، سوى الاعتراض على القرار الحكومي، دون معرفة خطورة هذه المستوطنة.
المخطط الذي وضعته حكومة الاحتلال للمستوطنة الجديدة سيؤدي إلى إغلاق جزء من شارع رام الله نابلس أمام حركة المواطنين، وربط تجمعات استيطانية لفصل مدينة رام الله عن مدينة نابلس. وفي هذا الصدد، قال رئيس الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان، جمال جمعة إن مخطط المستوطنة الجديدة هو جزء من مخطط كبير، حيث يمتد هذا المخطط لقطع الضفة الغربية عن وسطها وجنوبها، كما أنه يمتد من كفر قاسم وحتى غور الأردن شرقاً.
وأوضح جمعة أنه في العام 2014 أصدر بنيامين نتنياهو قراراً بتشريع بؤرتين استيطانيتين في هذا الخط، وتم تحويلهما إلى مستوطنات، من أجل استكمال الفراغات للوصل ما بين هذه المستوطنات في وسط الضفة. وبيّن جمعة أن هذه المستوطنة الجديدة تأتي لخدمة ذات الغرض وضمن هذا المخطط حتى تكتمل عملية القطع بحيث يتم تغيير خارطة الشوارع في الضفة الغربية.
وكشف جمعة النقاب عن أن الشارع الواصل بين رام الله ونابلس سيغلق من قرية سنجل حتى قرية الساوية، وبالتالي فإن المواطنين الفلسطينيين سيضطرون إلى سلوك طريق المعرجات القديم، لتمكين المستوطنات من التمدد على رؤوس الجبال، ليصبح الشارع بشكل كامل تحت سيطرة الاستيطان من مستوطنة "شيلو" وحتى غور الأردن، وبالتالي سيمنع الفلسطينيين من سلوك هذا الشارع الرئيسي. وأضاف جمعة: بالنظر إلى كل مرتفعات الجبال، ستكون هناك بؤر استيطانية ومستوطنات، وهناك بنى تحتية من أجل إكمال خط الفصل هذا، وهذا يتضمن مخطط كامل للضفة الغربية، في سبيل السيطرة على الضفة الغربية، وهو مخطط معلن، وليس سرياً.
وبيّن جمعة أن هذا المخطط سيجعل شمال الضفة الغربية معزولاً بشكل كامل عن وسطها وجنوبها، بحاجز واحد، وغالباً سيكون هو حاجز زعترة، لاستنساخ تجربة حاجز الكونتينر، والذي يعزل جنوب الضفة متى شاء الاحتلال. وأردف: جنوب الضفة معزول بشكل كامل بحاجز الكونتينر، والقدس خارج الحسابات لأنها تُهوَّد بشكل مرعب، فوفقاً للخطط سيتم بناء 56 ألف وحدة استيطانية خلال 10 سنوات، وبالتالي سيتم فصل القدس بشكل تام عن الضفة الغربية، بخاصة عن الجنوب، بالإضافة إلى المستوطنات التي يتم تعزيزها شرق وغرب القدس، وحاجز جديد لشمال الضفة ليعزلها هي الأخرى.
إنها مستوطنة جديدة تقيمها حكومة الاحتلال بغية نقل سكان البؤرة استيطانية "عمونا" إليها، بعد صدور قرار قضائي من محكمة العدل العليا بذلك، ليتم مصادرة الأرض المقامة عليها البؤرة الحالية، إضافة لأراض أخرى، لبناء مستوطنة كبيرة تسيطر على منطقة وسط الضفة الغربية. وأوضح الخبير في شؤون الاستيطان، صلاح الخواجا إن المغزى من إقامة هذه المستوطنة، هو الربط بين عدد من المستوطنات في منطقة قرى نابلس مع مستوطنات شرق رام الله في وحدة جغرافية، وفي حزام أمني متواصل يربط المستوطنات ببعضها البعض لتشكيل الأصبع الاستيطاني مع حاجز زعترا ومستوطنة "أرئيل" وحتى بلدة كفر قاسم.
وأضاف الخواجا: بالتالي الآن ما تقوم به حكومة الاحتلال ليس فقط عملية تضخيم المستوطنات، أو زيادة عدد البؤر الاستيطانية، بل الترابط فيما يسمى الأحزمة الاستيطانية، عبر تجميع عدد من المستوطنات لتكون وحدة جغرافية وأمنية واحدة. وستؤدي المستوطنة الجديدة إلى خلق حياة متواصلة ما بين المستوطنات في وسط الضفة الغربية، ووضعهم في تجمع واحد، وعزل الفلسطينيين في كنتونات ومنعهم من التواصل الجغرافي.
وشدّد الخواجا على أن المستوطنة الجديدة تهدف إلى خلق حياة متواصلة ما بين المستوطنين، وانعدام أي تواصل ما بين المدن والبلدات الفلسطينية، وهو ما يشكل خطراً كبيراً على مستقبل الوحدة الجغرافية للمناطق المحتلة، والحديث عن الدولة الفلسطينية، وحتى عن ترابط ما بين المدن والقرى الفلسطينية. وشدّد الخواجا على أن الخطر الأبرز يتمثل فيما أعلنته حكومة الاحتلال خلال شهر أيلول/سبتمبر الماضي، والمتمثل في الإعلان عن بناء ألف وحدة استيطانية من بينها هذه المستوطنة الجديدة. فبعد أن عزلت حكومة الاحتلال جنوب الضفة الغربية بحاجز واحد، وهو المعروف بحاجز الكونتينر، تسعى حالياً إلى عزل شمال الضفة الغربية بحاجز مماثل، بحيث تعزل الضفة الغربية عبر حاجزين فقط .
أرسل تعليقك