رام الله - ناصر الأسعد
استمرت إسرائيل طيلة عقود الصراع الطويلة في استخدام سياسة الاغتيالات كواحدة من أسلحتها "الأكثر فاعلية"، حيث يعمل ذراعان في إسرائيل على تنفيذ هذه الاغتيالات، "الموساد" الذراع الطولى لإسرائيل ويضرب في الخارج، و"الشابك" (الأمن العام) وهو الجهاز المسؤول عن عمليات الداخل.
واغتالت إسرائيل خلال الصراع الحديث مع الفلسطينيين الكثير من المسؤولين العسكريين والسياسيين والمفكرين والسفراء والناشطين والكُتَّاب والعلماء، في دول عربية وأوروبية، وفي الضفة وقطاع غزة كذلك؛ لكن يمكن وصف الاغتيالات التي قام بها "الموساد" خارج الأراضي الفلسطينية، بأنها الأكثر احترافًا وتعقيدًا بالنظر إلى حجم القادة الذين استهدفوا في أراضي دول ذات سيادة.
ولم ينس الإسرائيليون ولا الفلسطينيون اغتيال خليل الوزير في العام 1988 في تونس، وهو الرجل الثاني في منظمة التحرير، والمسؤول العسكري الأول في حركة فتح، وهي العملية التي جاءت لضرب الانتفاضة الفلسطينية الأولى.
ونجحت إسرائيل قبل أبو جهاد وبعده في اغتيال غالبية الأهداف التي وضعتها للاغتيال، فاغتالت كمال عدوان وأبو يوسف النجار وكمال ناصر، وهم قادة كبار في "فتح" في لبنان عام 1973، وعلي حسن سلامة المسؤول عن "القوة 17" في بيروت عام 1979، ومحمود الهمشري ممثل منظمة التحرير في فرنسا عام 1972، والكاتب والروائي غسان كنفاني في لبنان عام 1972، ووديع حداد أحد قادة "الجبهة الشعبية" عام 1978، وفتحي الشقاقي أمين عام "الجهاد الإسلامي" في مالطا عام 1995، وأبو علي مصطفى، أمين عام "الجبهة الشعبية" في رام الله عام 2001.
أرسل تعليقك