ارتقت روح الأسير نصار طقاطقة، في زنزانة معتمة، في عزل معتقل "نيتسان" في مدينة الرملة، وفي ظروف مأساوية لا يعلم تفاصيلها أحد، بعد شهر من اعتقاله، وهو بكامل صحته، ليسجل جريمة جديدة ضد إدارات سجون الاحتلال في تعاملها مع المعتقليين الفلسطينيين.
ويُعد هذا هو الاعتقال الأول لطقاطقة، الاخ السادس لعائلته، والذي يبلغ من العمر واحد وثلاثين عامًا، ووالده متوفي.
يتفنن الاحتلال في اعدام الاسرى والمماطلة في علاجهم، فقد سبق طقاطقة خلال هذا العام الأسير عمر عوني عبد الكريم يونس، من قرية سنيريا بمحافظة قلقيلية، في اليوم السابع والعشرين من شهر نيسان، اي بعد أسبوع من اعتقاله مصابا برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي، قرب حاجز زعترة العسكري جنوب نابلس بزعم محاولته تنفيذ عملية طعن.
أقرأ أيضًا :
ترقيات وتعيينات جديدة في قيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي
وفي شهر شباط من هذا العام ايضًا استشهاد الأسير فارس بارود "51عامًا"، بعد أن أمضى 28 عامًا خلف القضبان، نتيجة الإهمال الطبي المتعمّد "القتل البطيء" من قبل إدارة سجون الاحتلال، فقد كان يعاني منذ شهور من مشاكل في الكبد، وأَهمل الاحتلال علاجه ومتابعه حالته.
ويذكر أن سياسة الاحتلال الاجرامية هذه ليست بالجديدة بل بدأت عام 1967 وبالتحديد في الثامن من شهر حزيران استشهد الاسير أحمد محمد سلامة النويري من مخيم النصيرات تصفية وقتل بعد الإعتقال مباشرة مع الشهيد الاسير خليل كامل حسين صيام، وزكي هاشم محمد صيام.
واستشهد الاسير يوسف الجبالي في 4/1/1968م نتيجة التعذيب في سجن نابلس، وتبعه الاسير خليل سلامة قرينات الرشايدة من بيت لحم الذي استشهد نتيجة نوبة قلبية بعد إعتقاله بسبب الاهمال طبي 28/4/1968م، ومن أبشع جرائم الاعتقال بحق الاسرى رمي الاسير قاسم أحمد الجعبري من الطائرة بعد إعتقاله عام 1969 في الخليل.
وقال عبد الناصر فروانة رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين ، إنّ الأسير "نصار طقاطقة"، اعتقل قبل اسبوعين بعد اقتحام قوات الاحتلال منزله في "بيت فجار" وقاموا بأعمال التخريب والعبث في محتويات المنزل و عاثوا فيه خرابا.
وأضاف فروانة، بتصريحاتٍ صحفية، أنّ "طقاطقة" تعرض لتحقيق قاسي في سجن الجلمة، وتم نقله مؤخرا الى سجن الرملة بعد تدهور حالته الصحية. وصباح اليوم اعلنت ادارة السجون عن استشهاده.
وأكد، بذلك يرتفع عدد شهداء الحركة الاسيرة الى (220) شهيدا. هذا بالإضافة الى عشرات آخرين استشهدوا بعد خروجهم من السجن بفترات وجيزة متأثرين بأمراض ورثوها عن السجن والتعذيب والاهمال الطبي.
وحمل، إدارة سجون الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد الاسير (طقاطقة)، معتبرها جريمة تستدعي من المؤسسات الدولي التحرك العاجل لوضع حد للاستهتار الاسرائيلي بحياة الاسرى وتوفير الحماية الانسانية لهم في ظل استمرار الاهمال الطبي وتصاعد التعذيب الممنهج والمشرع في اقبية التحقيق.
وشدد، على أنّ الاسرى كل الاسرى في خطر، خطر التعذيب والاهمال الطبي والامراض الخطيرة، مشيرًا إلى أن استشهاد الاسير نصار طقاطقة يفتح ملفي التعذيب والاهمال الطبي. ويستوجب التحرك باسكال مختلفة والبحث عن ادوات جديدة وضاغطة ومؤثرة لإنقاذ حياة الاسرى.
قد يهمك أيضًا :
أزمة في جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد إهانة مجندة إثيوبية
جيش الاحتلال يُعلن اكتشاف 18 نفقًا منذ "الجرف الصامد"
أرسل تعليقك