فيما كان آلاف يشيّعون ظهر الأحد، جثامين ستة شهداء سقطوا مساء السبتت، في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي فلسطينيين شرق مدينة خان يونس القريبة جنوب القطاع، وأعلن الناطق باسم وزارة الصحة في القطاع الطبي أشرف القدرة، استشهاد الشابين بهاء قديح "23 عامًا" ومحمد أبو ريدة "20 عامًا".
وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال احتجزت الشابين وأطلقت النار عليهما في المنطقة الواقعة بين السلك الشائك والسياج الفاصل مع الأراضي المحتلة شرق خان يونس، حيث يشارك منذ 30 آذار/ مارس الماضي عشرات آلاف الفلسطينيين في مسيرات العودة الكبرى، وأضافت أن قوات الاحتلال منعت، لفترة من الزمن، الأطقم الطبية من تقديم الإسعاف للجريحين، اللذين نزفا حتى الموت.
وجاء استشهاد الشابين، في وقت كشف رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية أن الحركة "أحبطت مئات العمليات الأمنية والاستخبارية للاحتلال" في القطاع، وأشار خلال مراسم تشييع جثامين ستة من قادة كتائب القسام "الذراع العسكرية للحركة" وعناصرها إلى مثواهم الأخير، إلى أن الشهداء "حفظوا مئات الأرواح والعمق الأمني لغزة".
وقال هنية "نحن في معركة العقول نتفوق على رغم ما يملكه هذا الاحتلال. لقد أحبطنا مئات العمليات الأمنية والاستخبارية بفضل الله ورعايته وبفضل هذه الثلة من الشهداء الذين عرفناهم بعد استشهادهم، لكنهم في إطار جيش عرمرم في هذا القطاع". وأضاف "نخوض معركة على جبهات متعددة والمقاومة، على رأسها حماس وجيش القسام، تخوض معارك على جبهات متعددة، المسلح منها والأمني والشعبي والسياسي والإعلامي وعلى أكثر من صعيد وجبهة، والشهداء هم البنية الصلبة لعمل خاص في كتائب القسام".
وأوضح هنية أنهم "استشهدوا في معركة خفية، معركة العقول مع هذا العدو، فقد وصلوا الليل بالنهار لإحباط عمليات أمنية استخباراتية يقوم بها العدو". ولفت إلى أن "هذه العمليات لا يعرفها كثير من الناس، بل يعرفها شباب كتائب القسام والألوية الخاصة فيها وقياداتهم ومرجعياتهم وقيادة حماس". وشدد على أن الاحتلال "لا يتوقف عن استهداف مقاومتنا وشعبنا ويحاول الاقتراب دائمًا من مكوناتنا وأسس عملنا في معركة مفتوحة".
وأردف هنية "إننا اليوم نحتضن مع أبناء شعبنا مسيرة العودة، ونضخ في شرايينها كل الدماء، ونسير في الوقت ذاته في المعركة الأمنية والاستخباراتية والعسكرية مع الاحتلال، لأننا تواقون لصناعة النصر والتحرير والعودة وكسر الحصار عن قطاع غزة"، مشيدًا بدور الأجهزة الأمنية في القطاع.
إلى ذلك، كشفت "كتائب القسام" أن الشهداء الستة "أفشلوا أكبر منظومة تجسس فنية زرعها الاحتلال في قطاع غزة خلال العقد الأخير للنيل من شعبنا الفلسطيني ومقاومته". وأوضحت في بيان، أن "شهداءنا نجحوا في الوصول إلى تلك المنظومة الخطيرة، وتمكنوا من حماية شعبنا ومقاومته من أخطار غاية في الصعوبة، وأفشلوا هذا المخطط الاستخباراتي التجسسي الكبير الذي كان يعول عليه الاحتلال وأجهزة استخباراته". وأكدت أن "هناك جوانب مهمة في هذا الحدث الكبير سنكشفها أمام شعبنا الفلسطيني وسنضعه في تفاصيلها خلال مرحلة لاحقة".
وحمّلت "حماس" الاحتلال "المسؤولية المباشرة عن هذه الجريمة وعن جرائم أخرى سابقة"، وتعهدت بأن الاحتلال "سيدفع الثمن غاليًا، وأن تسديد فاتورة الحساب آتٍ لا محالة وأن النتائج ستكون مؤلمة". وقالت إن "الشهداء قدموا أرواحهم الطاهرة فداءً لشعبهم وهم يتعاملون مع هذه المنظومة الخطيرة التي كانت تحمل في تركيبتها التفجير الآلي "التفخيخ" كما أعدها العدو".
وأضافت الحركة "نقف اليوم بكل شموخ وإباء أمام هذه الثلة من المجاهدين الأطهار الذين أنجزوا على مدار سنين عملهم مهمات حساسة في إطار حرب العقول مع الاحتلال، وحققوا إنجازات مهمة في حماية مشروع المقاومة، كان آخرها وأخطرها حدث (أول من) أمس الذي قضوا فيه شهداء".
وكان ستة شهداء، من بينهم أربعة قادة ميدانيون هم محمود الأستاذ، ووسام أبو محروق، وطاهر شاهين، وموسى سلمان، والناشطان محمود الطواشي، ومحمود القيشاوي استشهدوا في انفجار ضخم وقع في بلدة الزوايدة وسط القطاع مساء السبت.
ويُعتقد بأن قوات الاحتلال أو عملاء لها زرعوا عبوة ناسفة في أحد أجهزة الاتصالات الخاصة بحركة "حماس" وجهازًا للتشويش، وفجرت بعد وصول عدد من قادة وناشطي كتائب القسام لمعرفة حقيقة التشويش ومعالجته.
أرسل تعليقك