واشنطن ـ فلسطين اليوم
أفادت مصادر أميركية بأن الولايات المتحدة بدأت مؤخراً تبادل معلومات استخباراتية حساسة مع الحكومة السورية الجديدة حول التهديدات التي يشكلها تنظيم داعش في المنطقة. هذه الخطوة تأتي في وقت حساس، حيث تم إحباط مؤامرة كان يخطط لها تنظيم داعش لاستهداف مزار ديني قرب دمشق في وقت سابق من الشهر الحالي، وقد أسهمت المعلومات الاستخباراتية الأميركية في إحباط هذا الهجوم.
وتعكس هذه التحركات تنامي القلق الأميركي من أن تنظيم داعش قد يستعيد قوته مرة أخرى في سوريا بعد تراجع وجوده هناك، في وقت كانت فيه العديد من القوى الدولية والمنظمات العسكرية قد أضعفته في السنوات الأخيرة. رغم تبادل المعلومات الاستخباراتية، يشير المسؤولون الأميركيون إلى أن هذه الخطوة لا تعني "احتضاناً كاملاً" للقيادة السورية، بل هي مجرد تعاون على مستوى محدد لمواجهة تهديدات مشتركة تتعلق بالأمن الإقليمي.
كما أن هناك غموضاً في موقف الإدارة الأميركية الجديدة بشأن التعامل مع النظام السوري بقيادة الرئيس بشار الأسد، بعد أن كان الوضع في سوريا قد شهد تغييرات هامة مع سقوط الرئيس السابق. وفي هذا السياق، رحب أحمد الشرع، أحد القيادات السورية البارزة الذي يُعتبر الحاكم الفعلي لسوريا في الوقت الحالي، بتولي الرئيس الأميركي دونالد ترامب منصبه، معرباً عن ثقته في أن ترامب سيكون القائد القادر على جلب الاستقرار إلى المنطقة وتحقيق السلام في الشرق الأوسط.
وأكد الشرع في تصريحاته أن دمشق تتطلع لتحسين علاقاتها مع واشنطن من خلال فتح قنوات للحوار والتفاهم المتبادل بين الجانبين. كما أضاف أن سوريا تأمل في أن تسهم هذه العلاقة في إنشاء شراكة طويلة الأمد تنعكس بشكل إيجابي على تطلعات البلدين.
وفي الوقت نفسه، أصدرت إدارة الرئيس الأميركي السابق، جو بايدن، قراراً برفض رفع العقوبات عن "هيئة تحرير الشام" التي يتزعمها الشرع، رغم تخفيف بعض القيود بشكل جزئي. ومع تولي ترامب الرئاسة، تم تعليق عملية رفع هذه العقوبات، تاركة القرار للإدارة الجديدة.
من جانب آخر، كان ترامب قد أبدى في وقت سابق موقفاً ملتبساً تجاه الوضع السوري، إذ اعتبر أن ما يحدث في سوريا ليس من اهتمام بلاده، معتبراً أن تركيا هي الدولة التي تسيطر على مجريات الأمور في الأراضي السورية بعد سقوط الأسد. وفي مرحلة ما، كان ترامب من المؤيدين لفكرة سحب القوات الأميركية من سوريا، لكنه تراجع عن هذا القرار بعد مرور الوقت، ليظل حوالي ألفي جندي أميركي في سوريا حالياً، وهو ما يزيد عن العدد الذي اعترفت به الولايات المتحدة سابقاً.
على الرغم من موقفه السابق بشأن التدخل العسكري في الشرق الأوسط، استمر ترامب في التأكيد على أحقية إسرائيل في احتلال مرتفعات الجولان السورية المحتلة، ما أثار الكثير من الجدل حول سياسات واشنطن في المنطقة.
في سياق متصل، لا تزال الإدارات الأميركية تسعى إلى تعديل استراتيجياتها في الشرق الأوسط، في ضوء ما يحدث من تغيرات وتحولات في المنطقة، من بينها إعادة تقييم دور القوات الأميركية في سوريا ومدى تأثير ذلك على الاستقرار الإقليمي.
قد يهمك أيضا :
سباق رسم خطوط التماس الجديدة "شرق الفرات" ينطلق بين موسكو وأنقرة وواشنطن
وفد الحكومة السورية قدم مشروعها في القامشلي مع شخصيات وقوى كردية
أرسل تعليقك