دمشق - أحمد شالاتي
على الرغم من تدمير العديد من الوثائق والأدلة المرتبطة بالجرائم التي ارتكبت خلال حكم الرئيس السابق بشار الأسد، أكّد محققو الأمم المتحدة أن الكثير من الأدلة لا تزال سليمة ويمكن استخدامها لتحقيق العدالة.وكشف هاني مجلي، عضو لجنة التحقيق الأممية بشأن سوريا، أن البلاد ما زالت غنية بالأدلة، مؤكداً أن تحقيق العدالة لن يكون صعباً، رغم محاولات طمس بعض الحقائق. وأوضح مجلي خلال لقاء مع جمعية المراسلين المعتمدين لدى الأمم المتحدة، بعد زيارته الأخيرة إلى دمشق، أن كميات كبيرة من الوثائق تضررت أو دُمّرت، خاصة مع تدفق أعداد كبيرة من المعتقلين إلى السجون ومراكز الاحتجاز قبل سقوط الأسد.
وأشار مجلي إلى أن سجن صيدنايا، الذي اشتهر بكونه مركزاً لعمليات الإعدام خارج نطاق القضاء والتعذيب ضد معارضي النظام السوري، أصبح الآن شبه خالٍ من الوثائق، مما يعكس محاولات منهجية لمحو الأدلة على الجرائم التي وقعت داخله. كما كشف عن وجود أدلة على عمليات تدمير متعمدة للوثائق في موقعين على الأقل، حيث يُعتقد أن قوات تابعة للأسد أحرقت ملفات رسمية قبل فرارها من تلك المواقع.
لكن على الرغم من ذلك، أوضح مجلي أن النظام السوري كان يحتفظ بنسخ أخرى من الوثائق، ما يعني أن الأدلة التي دُمرت قد تكون موجودة في أماكن أخرى. كما أكد أن هناك مباني أخرى تحتوي على وثائق مهمة لا تزال آمنة، مشيراً إلى أن بعض هذه الأدلة باتت الآن في مأمن من أي محاولات أخرى للتدمير أو التلاعب بها.
من جانبها، أكدت زميلته في لجنة التحقيق، لين ويلشمان، أن السلطات السورية الجديدة تسعى للحفاظ على الأدلة من أجل المستقبل، مشيرة إلى أن أحد أهم التحديات القادمة هو ضمان عدم تكرار الفظائع التي حدثت في سوريا. وأضافت أن هناك الكثير من العمل الذي يجب القيام به لمعرفة حقيقة ما جرى خلال السنوات الماضية، وذلك لضمان قدرة كل مكونات المجتمع السوري على التعايش والمضي قدماً نحو مستقبل أكثر عدلاً واستقراراً.
ويأتي هذا التطور بعد السقوط المفاجئ للأسد في الثامن من ديسمبر، مما أتاح للجنة التحقيق الأممية فرصة الدخول إلى سوريا لأول مرة، بعدما كانت تحقيقاتها تعتمد في السابق على مصادر خارجية وشهادات عن بُعد منذ بداية الحرب التي اندلعت عام 2011.
قد يهمك أيضا :
روسيا تعلق على التقارير حول "اتفاق استقالة الأسد"
محمود عباس يتسلم رسالة خطية من رئيس سورية بشار الأسد


أرسل تعليقك