واشنطن / موسكو - يوسف مكي / حسن عمارة
تعتقد أجهزة الاستخبارات الأميركية أن قرار الولايات المتحدة السماح لأوكرانيا باستهداف العمق الروسي بصواريخ أميركية "لم يزد من خطر وقوع هجوم نووي روسي"، معتبرين أنه "أمر غير مرجح"، على الرغم من تحذيرات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وخلصت سلسلة من التقييمات الاستخباراتية الأميركية على مدى الأشهر السبعة الماضية، إلى أن قرار تخفيف القيود المفروضة على استخدام أوكرانيا للأسلحة الأميركية من غير المرجح أن ينتج عنه "تصعيد نووي".
وتوقع مسؤولان أميركيان كبيران ومشرع ومساعدان في الكونجرس مطلعان على الأمر، أن توسّع روسيا ما وصفوه بـ"حملة تخريب" ضد أهداف أوروبية، لزيادة الضغط على الغرب بسبب دعمه لكييف، بدل التصعيد النووي.
وذكر مصدران أن هذا الرأي لم يتغير رغم الضوء الأخضر الذي منحه الرئيس الأميركي جو بايدن لأوكرانيا من أجل استخدام الصواريخ الأميركية طويلة المدى في عمق الأراضي الروسية.
وقال أحد المسؤولين المطلعين على المعلومات الاستخباراتية: "كانت التقييمات متسقة، إن صواريخ ATACMS لن تغير الحسابات النووية الروسية"، في إشارة إلى الصواريخ الأميركية التي يصل مداها إلى 190 ميلاً (306 كيلومترات).
من جانبه حذر رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الألمانية برونو كال، الخميس، من زيادة الهجمات الهجينة من قبل روسيا على ألمانيا وحلف شمال الأطلسي "ناتو"، بهدف اختبار التحالف على أمل أن يفشل.
يأتي ذلك فيما أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الخميس، أن تصريحات ممثلي الناتو بشأن شن ضربات استباقية ضد روسيا هي تصريحات غير مسؤولة.
وعودة إلى رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الألمانية، فخلال حديثه في حدث نظمته الجمعية الألمانية للسياسة الخارجية في برلين، قال كال إن خبراء جهاز الاستخبارات الألمانية يعتقدون أن مسؤولين بارزين في وزارة الدفاع الروسية يشككون فيما إذا كانت التزامات الدفاع المشتركة لحلف الناتو وردع الولايات المتحدة الممتد في أوروبا سيصمد في مواجهة وضع خطير.
وأضاف كال: "حاليا، لا توجد دلائل على نوايا حرب ملموسة من قبل روسيا، لكن إذا نمت مثل هذه الآراء في دوائر صنع القرار في موسكو، فإن خطر اندلاع مواجهة عسكرية سيتزايد في السنوات المقبلة".
وقال كال إنه لا يعتقد أن روسيا ستنخرط في مواجهة عسكرية من أجل كسب أراض، بل من أجل إضعاف الناتو.
وتابع: "بالتأكيد لن يكون هدف روسيا التوسع الإقليمي، ولكن الهدف هو فشل الناتو كتحالف دفاعي".
وأشار كال إلى أنه قبل أي مواجهة عسكرية مع الناتو، من المرجح أن تهدد روسيا أوروبا أولا، لافتا إلى أن "الضوضاء النووية التي تُسمع بين الحين والآخر هي جزء من هذا أيضا".
وتشير تقارير إلى رغبة روسيا في اختبار استعداد الغرب للمساعدة قبل أي مواجهة هجومية، ومحاولة ردع الحلفاء الفرديين عن اتباع خطوط سياسية ودفاعية مشتركة. ومن ثم، ستحاول موسكو تقسيم الناتو حتى قبل أن يبدأ الصراع المحتمل، وفقا لتحذيرات رئيس جهاز الاستخبارات الألمانية.
وأضاف كال أن "الكرملين على الأرجح يفترض أن الغرب، في عالم مليء بالنزاعات المتعددة، يواجه صعوبة في إيجاد استجابات مشتركة صحيحة".
وأشار إلى أن استعداد موسكو لمزيد من التصعيد وصل إلى مستوى غير مسبوق، مما يزيد من خطر أن يكون على تحالف الناتو التدخل للدفاع الجماعي عن أحد أعضائه، مرجحا تدهور الوضع أكثر.
قد يهمك ايضا:
جو بايدن يؤكد أن الهجوم الإلكتروني ضد أميركا لن يبقى بدون رد
بايدن يؤكّد أنّ استعادة مصداقية الولايات المتحدة بالعالم أولوية
أرسل تعليقك