غزة- محمد حبيب
كشفت مصادر من حركة حماس أن الوثيقة التي تعدها الحركة الفلسطينية ستعترف بحدود عام 1967 لكن من دون الاعتراف بإسرائيل، كما ستعلن فك الارتباط التنظيمي بجماعة الإخوان المسلمين، وأوضحت أن مسودة الوثيقة التي صاغتها هيئات الحركة تنتظر انتخاب المكتب السياسي ومجلس الشورى الجديدين الشهر المقبل لإقرار الوثيقة وتحاول "حماس" إعادة تعريف نفسها، سعيا إلى تجاوز الأزمات مع القوى الإقليمية والغرب، والخروج من أي عزلة عربية ودولية.
وتصيغ الحركة منذ شهور وثيقة يفترض أن تعبر عن هويتها، بعد 29 عاما على كتابة ميثاقها وترفض اعتبار الوثيقة بديلا للميثاق وتصر على أنها مكملة له، لكن مصادر في الحركة أكدت أن الوثيقة "ستكون بمثابة هوية حماس، لأنها كتبت أصلا بهدف إجراء تعديلات على الميثاق تراعي الواقع الحالي للحركة التي أصبحت كبيرة وممتدة وتحكم قطاع غزة، ولها أذرع في الإقليم وعلاقات وعداوات، ما يختلف تماما عن واقع حركة ناشئة قبل 30 عاما".
ويفترض أن ترى الوثيقة النور بعد انتهاء الانتخابات المقررة الشهر المقبل لاختيار مكتب سياسي جديد، يرأسه شخص غير خالد مشعل الذي لا تسمح له اللائحة بالترشح لمرة ثالثة، ويتوقع أن يفوز القيادي في "حماس" إسماعيل هنية، وهو نائب مشعل، بهذا المنصب الذي ترك منصبه قائدا لغزة لخلفه يحيى السنوار، وينافس هنية بشكل قوي موسى أبومرزوق، وهو نائب مشعل كذلك.
وقالت المصادر إن "الوثيقة سيتم التصويت عليها في الهيئات الجديدة لحماس، رغم أنه تم إعدادها بمشاركة جميع المؤسسات المهمة في الحركة على المستوى السياسي والدعوي والعسكري، وأدخلت تعديلات عليها في اجتماعات جرت في الدوحة بين هنية ومشعل وأبومرزوق وعدد آخر من قيادات الحركة"، وأوضحت أن "المكتب السياسي الجديد سيقرها بعد انتخابه، وكذلك مجلس الشورى".
وأوضحت أن "الوثيقة ستتضمن موافقة حماس على إقامة دولة على حدود 1967، لكن من دون الاعتراف بإسرائيل أو التفريط بالأرض، وستشدد على حقوق اللاجئين الفلسطينيين" وأضافت أن "الوثيقة ستعلن أيضا انسلاخ الحركة عن أي ارتباط تنظيمي بأي جهة أو جماعة خارجية"، في إشارة إلى تنظيم "الإخوان المسلمين". ولفتت إلى أن الحركة "ستقول إنها تنظيم فلسطيني إسلامي وطني مستقل بالقرار، وستؤكد أن علاقتها مع جميع الأطراف نابعة من قربها لفلسطين، وأنها لن تتدخل في أي شأن داخلي لأي دولة أو جهة أو جماعة، وأن صراعها الوحيد وبندقيتها موجهة فقط إلى الاحتلال الإسرائيلي".
ووفق الصحيفة، تهدف الحركة من الوثيقة الجديدة إلى تجاوز أي اتهامات دولية لها بالتطرف، وتريد رفع اسمها وأسماء مسؤوليها القوائم الدولية للإرهاب. أما تخليها عن "الإخوان" تنظيميا، فيهدف إلى مد جسور أفضل مع مصر التي طالبت بفك هذا الارتباط. ويعتقد أن الوثيقة ستخلو من أي استخدام لمصطلح اليهود وسيتم استبداله بالمحتلين، كي تتخلص الحركة من اتهامات معاداة السامية، إذ قالت المصادر إن الوثيقة "ستحدد الصراع مع الاحتلال، ولن تتطرق إلى اليهود باعتبارهم أعداء".
وهذه النقاط مخالفة تماما لما ورد في ميثاق "حماس" الذي يؤكد أن الحركة "جناح من أجنحة الإخوان المسلمين في فلسطين.. تعارض المبادرات، وما يسمى بالحلول السلمية والمؤتمرات الدولية لحل القضية الفلسطينية"، ويعتبر أن "قضية فلسطين هي قضية دينية.. ومعركتنا مع اليهود جد كبيرة وخطيرة، وتحتاج إلى جميع الجهود المخلصة".
أرسل تعليقك