كثفت قوات الجيش اليمني، قصفها المدفعي والصاروخي العنيف على مواقع تسيطر عليها، ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية في عسيلان شبوة جنوب شرقي البلاد، في الوقت الذي فرض فيه الانقلابيون، حصارًا خانقًا على بيحان المجاورة. وقالت مصادر عسكرية إن قوات اللواء 19 تقصف بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، مناطق تتمركز فيها الميليشيات في الهجر، وحيد بين سبعان والخيضر وبلبوم، مما خلف قتلى وجرحى من الميليشيات.
وذكرت المصادر أن استهداف مواقع الميليشيات، جاء بعد قصف مماثل استهدف مواقع قوات اللواء المدعوم بمقاومة شعبية، في مناطق العكدة والخزان وآل شميس، ومنذ أيام تشهد مناطق في عسيلان وأخرى بين المديرية ذاتها، وبيحان المجاورة قصفًا عنيفًا بين الجيش والميليشيات، في وقت تحاول فيه الأخيرة التوسع والتوغل في مناطق بين المديريتين، غير أنها تواجه بصد ومقاومة شرسة من قبل قوات الجيش الوطني.وكبدت المعارك الدائرة في كثير من جبهات في محافظة شبوة الميليشيات خسائر كبيرة في الأرواح، وخاصة في القيادات العسكرية الميدانية.
وتأتي معارك الكر والفر والقصف في مناطق عسيلان، وسط حالة من الاستياء والرفض الشعبي للميليشيات في بيحان التي تعيش حالة من الحصار. وقال الناشط محمد الشيخ "إن حالة استياء وتذمر يعيشها أبناء بيحان جراء الحصار المفروض، على المديرية من قبل الميليشيات التي قطعت أغلب الطرقات، التي تربط المدينة في المناطق المجاورة، وإن الطرق في الجهة الشمالية بين بيحان، والتي تربطها بمحافظة مأرب الغنية بالنفط، منقطعة منذ أشهر عدة، بالإضافة إلى الطرقات بين بيحان وعسيلان وهي مناطق المواجهات بين قوات الجيش في اللواءين 19 و26 والانقلابيين".
وأكد الشيخ أن المنفذ الوحيد المتبقي لمدينة بيحان بمناطقها وعزلها هو الذي يربطها بالجهة الغربية مع عتق مركز محافظة شبوة، وفي هذا المنفذ يستطيع أبناء بيحان التحرك في خلال أيام محدودة بالأسبوع، ويشكو السكان المحليون وقاطنو مدينة بيحان وبلداتها من ممارسات الميليشيات التي تمنع تحركهم بين المناطق، وما يواجهونه من مخاطر وصعوبات في التحرك أثناء الحالات المرضية الطارئة.وتمنع الميليشيات منذ أشهر عدة دخول المواد الغذائية والمشتقات النفطية والأدوية والمستلزمات الطبية إلى مدينة بيحان, الأمر الذي زاد من صعوبة الوضع الإنسانية وفاقم معاناة أبناء المدينة التي انتشرت فيها الأمراض والأوبئة بشكل متزايد خاصة الكوليرا، والإسهالات المائية في الأشهر القليلة الماضية.في موضوع متصل، تشهد جبهات في محافظة البيضاء المجاورة لشبوة، معارك عنيفة منذ أيام بين المقاومة الشعبية من مسلحي القبائل من جهة والميليشيات الانقلابية من جهة أخرى في ذي ناعم والزاهر.
وقالت مصادر قبلية "إن مواجهات تدور بين الميليشيات والمقاومة، في مناطق بين ذي ناعم والزاهر يستخدم فيها مختلف أنواع الأسلحة، وقصفت الميليشيات مناطق آل حميقان في الزاهر أول من أمس، مما أسفر عن مقتل امرأة، على الأقل"، ومنذ أيام تدور مواجهات في منطقة الجماجم بين الطرفين، خلفت الكثير من القتلى والجرحى معظمهم من الميليشيات، وكانت معارك الأسبوع الماضي أسفرت عن سقوط نحو 11 قتيلاً على الأقل من الميليشيات، بحسب ما أفادت المصادر.
وفي تعز تواصل الميليشيات الانقلابية قصفها العنيف من مواقع تمركزها، في أطراف المدينة وأحيائها الشرقية وقرية السائلة والصياحي في الضباب، غربا، وذلك بعد فشلها في هجوم على مواقع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، في الساعات الأولى من فجر السبت، وفي شارع الأربعين وأطراف وادي الزنوج ومحيط معسكر الدفاع الجوي، شمال غربي تعز، تمكنت قوات الجيش الوطني من التصدي لهجمات الانقلاب تحت غطاء القصف المدفعي والرد على مصادر النيران.
وحررت قوات الجيش الوطني، الجمعة، منطقة الجبيل (دار السلطان)، غرب مدينة تعز، في الوقت الذي شهد فيه مركز مديرية موزع وشمال غربي معسكر خالد بن الوليد، مواجهات عنيفة، بحسب مصدر عسكري في محور تعز، وقال المصدر "تزامن احتدام المعارك في جبهة الساحل الغربي لليمن وجبهة معسكر خالد بن الوليد في مديرية موزع، مع احتدام المواجهات في الجبهات القتالية وسط المدينة ومديرية الصلو الريفية، جنوب تعز، حيث تركزت المعارك بشكل أعنف في جبهات المدينة في أطراف وادي الزنوج وموقع الدفاع الجوي ومحيط التشريفات والقصر الجمهوري والمكلل، شرقا".
قال عبد العزيز المفلحي، محافظ عدن الجديد، إن من أبرز أولوياته في المرحلة المقبلة، إصلاح وتحسين الخدمات الرئيسية في العاصمة المؤقتة عدن، وتحديدا الكهرباء والمياه والطرقات، وغيرها من الخدمات الرئيسية المتصلة بحياة المواطنين، وأكد المفلحي، في تصريح مقتضب، أن ضمن أولوياته تثبيت الوضع الأمني والاستمرار في محاربة التطرف والإرهاب، ودعا جميع القوى إلى التعاون لإعادة رونق الحياة إلى مدينة عدن، بعيدا عن التباينات والخلافات السياسية.
وأشار المفلحي إلى مسألة أخرى ضمن أولوياته، وهي إعادة إعمار ما دمرته الحرب التي شنتها ميليشيات الحوثي وصالح على عدن عام 2015، مشيدا بالجهود التي تبذلها دول التحالف لدعم الشرعية في اليمن، وفي المقدمة المملكة العربية السعودية، مستعرضا تلك الجهود على الصعيد العسكري والإنمائي والإنساني، وتطرق المفلحي، في تصريحه، إلى ما تحقق في الجانب الأمني في عدن بجهود القيادات الأمنية ودعم دول التحالف، مؤكدا أن مرحلة تحسين الجوانب الاقتصادية يرتبط ارتباطا جذريا بتحسن الجوانب الأمنية، لذلك فقد شدد على ضرورة الحفاظ على النتائج الإيجابية في الجوانب الأمنية والتي تحققت خلال الفترة الماضية.
ووصل المفلحي، الجمعة، إلى عدن بعد أيام قلائل على تعيينه من قبل الرئيس عبد ربه منصور هادي محافظًا للعاصمة المؤقتة عدن، خلفًا للواء عيدروس الزبيدي، الذي عينه هادي سفيرًا في وزارة الخارجية، وحظي المفلحي باستقبال رسمي وشعبي حافل في مطار عدن الدولي، وكان لافتًا اصطفاف مئات المواطنين لاستقباله، إلى جانب الحضور المكثف لأعضاء السلطة المحلية.
ووفقًا لمصادر في مكتب المفلحي، فقد باشر عقد لقاءات في عدن لاختيار طاقم مكتبه، إلى جانب الاستعداد لافتتاح مشروع كهرباء اليوم، بمعية رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر، الذي يعود اليوم إلى عدن، أيضًا، ويراهن كثير من القوى على المفلحي، كرجل إدارة واقتصاد لانتشال مدينة عدن من وضعها الراهن الذي خلفته الحرب، ويُعدّ المفلحي المحافظ الرابع لعدن منذ الحرب عام 2015، وقد وجه رسالة شكر للمحافظين السابقين، على الجهود التي بذلوها في سبيل تحسين الوضع الأمني .
أرسل تعليقك