في السادس والعشرين من يناير/كانون الثاني 2025، انتهت المهلة المحددة في اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، والتي استمرت لمدة 60 يوماً، وقد كانت مدعومة بوساطة أمريكية. هذا الاتفاق جاء بعد تبادل القصف عبر الحدود بين الطرفين في أكتوبر/تشرين الأول 2023، ثم تصاعد الوضع إلى مواجهة مفتوحة في سبتمبر/أيلول 2024، تخللتها عمليات عسكرية برية من قبل الجيش الإسرائيلي.
وفي اليوم الأخير من المهلة، وجه الجيش اللبناني اتهاماً لإسرائيل بـ"المماطلة" في تنفيذ انسحابها من المناطق الحدودية في جنوب لبنان، وذلك بعد أن أعلنت إسرائيل أنها لن تتمكن من إنهاء الانسحاب في الموعد المحدد، أي بحلول الأحد 26 يناير.
وكان الاتفاق قد نص على انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، مع ضرورة تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان (يونيفيل). كما تضمن الاتفاق سحب مقاتلي حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، الذي يبعد نحو 30 كيلومتراً عن الحدود، وتفكيك البنية العسكرية في الجنوب.
وفي بيان للجيش اللبناني، تم التأكيد على أن عملية تعزيز الانتشار في منطقة جنوب الليطاني مستمرة منذ بداية سريان الاتفاق، ولكن تأخر تنفيذ عدة مراحل بسبب مماطلة إسرائيل، مما يزيد من صعوبة مهمة الجيش اللبناني في تأمين المنطقة.
وفي نفس السياق، أشار مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى أن الانسحاب الإسرائيلي سيستمر بعد انتهاء المهلة، معتبراً أن لبنان لم يلتزم بالاتفاق بشكل كامل. كما أكدت إسرائيل أن اتفاق وقف إطلاق النار يتطلب انتشار الجيش اللبناني في جنوب لبنان، مع انسحاب حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني.
حزب الله، من جانبه، اعتبر أن تجاوز المهلة المحددة يعتبر انتهاكاً فاضحاً للاتفاق، وهو ما يعزز من تداعيات الاحتلال على السيادة اللبنانية. كما دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأطراف المعنية إلى الالتزام بتنفيذ الاتفاق في أسرع وقت ممكن، مشيراً إلى التقدم الذي تم إحرازه بفضل جهود الجيش اللبناني.
وفي تحركات ميدانية، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام بأن العديد من النازحين من المناطق الحدودية تلقوا اتصالات تحذيرية من الجيش الإسرائيلي، تدعوهم إلى عدم العودة إلى قراهم، مع تحذيرات من الألغام والأجسام المشبوهة. كما ذكرت الوكالة عن وقوع إصابات جراء إطلاق النار من قبل القوات الإسرائيلية، وتدمير الطرق المؤدية إلى بعض القرى.
من جانب آخر، دعت السلطات اللبنانية المواطنين إلى تأجيل العودة إلى مناطقهم في الجنوب بسبب المخاطر الأمنية، مثل الألغام والأجسام المتفجرة من مخلفات الاحتلال الإسرائيلي. وأكدت الجهات العسكرية اللبنانية على ضرورة الالتزام بتوجيهات الجيش للحد من المخاطر.
وفي سياق متصل، استمرت الخروقات الإسرائيلية للهدنة في الجنوب، حيث نفذ الجيش الإسرائيلي تفجيرات في بلدة كفركلا وأماكن أخرى، في وقت كانت فرق الإنقاذ تبحث في المناطق المتضررة جراء الهجمات، حيث تم العثور على جثث ضحايا يشتبه في أنهم قتلوا جراء الغارات الإسرائيلية.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
مقتل ضابط وخمسة جنود إسرائيليين في اشتباك مع مقاتلي حزب الله جنوب لبنان
استشهاد وإصابة العشرات في عدوان إسرائيلي مستمر على لبنان وسط دمار واسع في البنية التحتية
أرسل تعليقك