لندن كاتيا حداد
يبدو أن الهجمات الانتحارية لم تعد تقتصر على "المتطرفين" العرب. فقد قام بريطاني مسلم بتفجير نفسه يوم الأحد في هجوم انتحاري بالقرب من مدينة الموصل العراقية، ليصبح أحد أكثر البريطانيين الجهاديين سيئي السمعة.
وأعلن تنظيم "داعش" عن قيام خالد كيلي، والذي يبلغ من العمر 49 عامًا، بتفجير نفسه، حيث قادة سيارة مدرعة محملة بكميات كبيرة من المتفجرات، ليستهدف القوات العراقية المتواجدة بالقرب من منطقة تلعفر جنوب غرب مدينة الموصل. وأضاف التنظيم المتطرف أن كيلي، والملقب باسم "تيري طالبان"، كان واحدًا من بين خمسة "مجاهدين" قاموا بتفجير أنفسهم في مناطق قريبة من مدينة الموصل خلال اليومين الماضيين، في محاولات يائسة من قبل التنظيم للدفاع عن أخر معاقلهم في العراق ضد زحف القوات العراقية وحلفائهم من الأكراد.
وكانت الميليشيات المتطرفة اتجهت نحو استخدام سلاح الهجمات الانتحارية بعدما تمكنت القوات العراقية، والمدعومة من قبل الطائرات الأميركية وسلاح الجو الملكي البريطاني، من فرص حصار على مقاتلي التنظيم في الموصل منذ بداية الحملة والتي بدأت في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ونشر التنظيم المتطرف صورة لكيلي يرتدي فيها رداء طويلا داكن اللون وقبعة رياضية، حاملا في يده بندقية كلاشينكوف. كما نُشرت له صورة أخرى يقف فيها أمام سيارة مدرعة، ويبدو أنها السيارة التي استخدمها لتنفيذ عمليته الانتحارية لتقوده نحو النهاية.
كيلي هو أحد أكثر الجهاديين البريطانيين شهرة على مدار الخمسة عشر عاما الماضية، حيث أنه ولد في أسرة كاثوليكية. ذهب للعمل في المملكة العربية السعودية في عام 1996، حيث قبض عليه هناك بتهمة صناعة الكحول ليقضي ثمانية أشهر داخل السجون السعودية، اعتنق خلالها الإسلام، ليطلق على نفسه اسم خالد.
انتقل إلى لندن حيث أصبح صديقا لأحد رجال الدين المتطرفين ويدعي عمر بكري وصديقه انجم شودري، بحسب الصحيفة، حيث تم منع بكري من دخول الأراضي البريطانية بعد ذهابه لقضاء إجازة في لبنان، في حين ألقت السلطات البريطانية القبض على شودري.
كان كيلي أحد أعضاء جماعة "المهاجرون" المتطرفة، وشوهد عدة مرات في حشود للمتطرفين في عدة أماكن في العاصمة البريطانية لندن، حيث تم تصويره يتحدث في إحداها في عام 2007، إلا أن تقارير نشرت بعد ذلك حول رحيله إلى باكستان، حيث تدرب مع ميليشيات طالبان، وهو ما ساهم في تسميته بلقب تيري طالبان، حيث أنه من المعتقد أنه تزوج امرأة باكستانية، وعاد بها ليعيشا في بريطانيا.
كان تيري من أشد المعجبين بزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، حتى أنه أطلق على ابنه اسم أسامه تيمنا بالزعيم التاريخي للتنظيم المتطرف. وكان معروفا بمواقفه المتطرفة، ولعل أبرزها أنه أعلن في عام 2011، بأنه سيقتل الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال زيارته التي أجراها إلى ايرلندا.
وقال في تصريحات صحفية "سأكون سعيدًا للغاية إذا ما قتل أوباما. كم أكون سعيدا عندما يذهب أحد أعداء الإسلام" حيث كانت تلك التصريحات سببا في القبض عليه، إلا أنه تم الافراج عنه دون اتهام.
وأضافت الصحيفة أن كيلي كان يعيش في عزلة في قرية تسمى "أرداغ" في أيرلندا إلا أنه انتقل بعد ذلك إلى لندن للاطمئنان على اسرته ومنها إلى تركيا ثم إلى العراق للالتحاق بصفوف تنظيم "داعش" الإرهابي، لتكون محطته الأخيرة هناك عن طريق العملية الانتحارية التي قام بها قرب مدينة الموصل.
أرسل تعليقك