الرياض ـ سعيد الغامدي
تستضيف العاصمة السعودية الرياض، اليوم الأحد، القمة ال 39 لقادة دول مجلس التعاون الخليجي برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، لبحث عدد من الموضوعات المهمة في مسيرة العمل الخليجي المشترك وما تم إنجازه في إطار تحقيق التكامل والتعاون الخليجي في المجالات السياسية والدفاعية والاقتصادية والقانونية، فيما أكملت العاصمة السعودية استعداداتها لاستضافة هذا الحدث الخليجي، مع وصول قادة مجلس التعاون، وسط ترحيب بهم.
وسيشارك في القمة، ملك البحرين حمد بن عيسي، وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، فيما أوفد سلطان عُمان قابوس بن سعيد نائب رئيس وزرائه نائبا عنه.
وأكد الديوان الملكي البحريني أن الملك بن عيسى سيترأس وفد بلاده في أعمال المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية. وذكرت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية "كونا" أن أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح سيتوجه إلى السعودية على رأس الوفد الكويتي في قمة العاصمة السعودية الرياض.
من جانبها، ذكرت وكالة الأنباء العُمانية أن نائب رئيس الوزراء العماني فهد آل سعيد، سيترأس وفد بلاده الرسمي نيابة عن سلطان عمان، يرافقه وفد رسمي في مقدمته وزير الخارجية يوسف بن علوي.
ونقلت وكالة الأناضول، عن مصدر قطري مسؤول قوله إن "الشيخ تميم لن يشارك في أعمال القمة الخليجية المزمع عقدها في الرياض اليوم الأحد، ومن المتوقع أن ينوب عنه أحد المسؤولين الكبار في الدولة". أما دولة الإمارات فلم تعلن بعد عن مستوى تمثيلها في القمة.
ولا زال الغموض يكتنف مشاركة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني في قمة الرياض الخليجية قبل يوم من انطلاق دورتها الـ 39، رغم توجيه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد لعزيز دعوة له.
وأنهى أمير قطر زيارة لماليزيا استغرقت 3 أيام ومن المفترض أن يعود إلى بلاده مساء الجمعة. وغرد الشيخ تميم الخميس على حسابه في "تويتر" بعد مباحثاته مع رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد: "كانت فرصة ممتازة ودفعا كبيرا لرغبة بلدينا في توظيف طاقاتنا المشتركة في خدمة أهداف شعبينا وشعوب المنطقة".
ويتساءل مراقبون قبيل القمة الخليجية في الرياض هل الدعوة التي تلقاها أمير قطر الثلاثاء الماضي ستسفر عن خفض حدة التوتر مع المملكة أم ستعمق الأزمة. ويرى خبراء في الشأن الخليجي أن حضور أمير قطر أعمال القمة ولقاء الملك سلمان سيؤدي إلى تقليل مستوى التوتر الحاصل بين البلدين، فيما سيعمق تغيبه عن قمة الرياض الأزمة، ويعتبرون أن الدعوة السعودية إجراء دبلوماسيا-بروتوكوليا لا تعبر عن رغبة الدول الأربع المقاطعة لقطر (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) في تسوية الأزمة المستمرة منذ أكثر من سنة ونصف السنة، خاصة أن الدعوة لم يوجهها الملك سلمان مباشرة لأمير قطر، بل سلمها عبر الأمين العام لمجلس التعاون، عبد اللطيف بن راشد الزياني، لوزير الدولة للشؤون الخارجية القطري سلطان بن سعد المريخي.
ورجحت وكالة "بلومبرغ" أن يكون قرار الدوحة الانسحاب من منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" تمهيدا لخروجها من مجلس التعاون الخليجي، في سعي إلى استقلالية أكبر وخروج من الهيمنة السعودية.
وكان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف بن راشد الزياني؛ قد أكّد الأهمية البالغة لاجتماع قادة دول المجلس للدورة التاسعة والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون؛ واصفاً قيادة خادم الحرمين الشريفين، بالقيادة الحكيمة، النابعة من رؤية ثاقبة، ولاسيما أنه دائماً ما كان حريصاً على تعزيز أواصر العلاقات الأخوية بين أبناء دول المجلس، ومضاعفة إنجازات مجلس التعاون نحو مزيدٍ من الترابط والتكامل، وحماية أمن واستقرار هذه المنطقة الحيوية وصيانة مكتسباتها وإنجازاتها المباركة.
وأوضح الأمين العام، أن لقاءات قادة دول المجلس، هي لقاءات خير وبركة على مسيرة العمل الخليجي المشترك، ودائماً ما تضيف إلى رصيد هذه المسيرة المباركة إنجازات مهمة تؤكّد تصميم قادتها الكرام على المُضي قدماً لترسيخ هذه المنظومة وتعزيز الترابط والتكامل الخليجي لكل ما فيه الخير والنفع لمواطنيها.
أرسل تعليقك