واشنطن ـ فلسطين اليوم
في تطور لافت يتعلق بالأزمة المستمرة في غزة، طرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم السبت خطة مثيرة للجدل تهدف إلى "تطهير" قطاع غزة، موضحاً أنه يسعى للحصول على دعم من دول مثل مصر والأردن لإخراج الفلسطينيين من القطاع كخطوة نحو إحلال السلام في الشرق الأوسط. ووصف ترامب غزة بأنها "مكان مدمر"، وأشار إلى أن الخطة قد تكون مؤقتة أو طويلة الأجل، في حين تحدث عن عدد كبير من الأشخاص الذين سيتم إخراجهم في إطار هذه العملية.
في الوقت نفسه، تصاعدت الأوضاع مع إعلانات ترامب التي أكد فيها أن "عددًا كبيرًا من الأشياء" التي طلبتها إسرائيل من الولايات المتحدة يتم تسليمها حالياً، مشيرًا إلى أنه تم رفع الحظر عن شحنة قنابل تبلغ 2000 رطل (907 كيلوغرامات) كان قد تم تعليق تسليمها خلال فترة إدارة الرئيس الديمقراطي جو بايدن. وأوضح ترامب عبر منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشال" أن هذه المعدات التي كانت إسرائيل قد طلبتها ودفع ثمنها، قد أصبحت الآن في طريقها إلى التسليم.
وكانت إدارة بايدن قد علّقت في العام الماضي تسليم هذه القنابل، خاصة في وقت كان الجيش الإسرائيلي يخطط لشن هجوم واسع على مدينة رفح في جنوب قطاع غزة، في ظل وجود نحو 1.4 مليون فلسطيني قد نزحوا إلى هناك بسبب الحرب والقصف. وأعرب الرئيس بايدن عن قلقه إزاء استخدام هذه القنابل في مناطق سكنية، محذرًا من العواقب الإنسانية المترتبة على ذلك.
في مقال نشره الصحافي الإسرائيلي المتخصص في الأمن القومي باراك رافيد، تم التأكيد على أن ترامب أمر وزارة الدفاع الأمريكية برفع الحظر عن شحنة القنابل التي تزن 2000 رطل، وهو نوع من القنابل الذي يستخدم لتدمير أهداف واسعة مثل المنشآت العسكرية والبنية التحتية.
في الوقت نفسه، دخلت الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس أسبوعها الثاني بعد عملية تبادل للرهائن والسجناء بين الطرفين. ففي يوم السبت، تم إطلاق سراح أربع مجندات إسرائيليات كانت قد احتجزتهن حركة حماس، مقابل إطلاق سراح نحو 200 سجين فلسطيني من السجون الإسرائيلية. هذا الاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة مصرية وقطرية وأمريكية، يهدف إلى تهدئة الأوضاع بين الطرفين بعد أكثر من 15 شهراً من الصراع المستمر.
ومع ذلك، تعثرت جهود تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، إذ اعترضت إسرائيل على عودة مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة المدمر، على خلفية خلافات تتعلق بالإفراج عن الرهينة الإسرائيلية أربيل يهود. حيث اشترطت إسرائيل أن يتم إطلاق سراح يهود أولاً قبل السماح للفلسطينيين بالعودة إلى مناطقهم. من جهتها، أكدت حركة حماس أن يهود على قيد الحياة، وأعلنت أنها ستفرج عنها يوم السبت المقبل.
وفي خطوة مثيرة، قامت حركة حماس بتوثيق عملية إطلاق سراح الرهائن من خلال مراسم أقيمت في ساحة فلسطين في غزة، حيث وقع مسؤولون من حماس على "شهادات إطلاق سراح للرهائن" بحضور مقاتلين مسلحين من الحركة. ثم خرجت الرهائن الأربع وسط احتفالات وصيحات من الحشود في غزة، حيث تم نقلهن في مروحية إسرائيلية إلى مستشفى في بتاح تكفا، وسط استقبال كبير من قبل الإسرائيليين.
بينما كانت الأجواء في إسرائيل تحتفل بعودة الرهائن، على الجانب الفلسطيني كانت هناك أجواء من الفرح والاحتفال بعودة السجناء المفرج عنهم، حيث تم السماح لأكثر من نصفهم بالعودة إلى الضفة الغربية، بينما تم ترحيل نحو 70 من المفرج عنهم عبر مصر إلى دول أخرى مثل قطر وتركيا. في غضون ذلك، وصل 16 سجينًا فلسطينيًا إلى مستشفى غزة الأوروبي بعد الإفراج عنهم في المرحلة الأولى من الاتفاق.
بالرغم من الاحتفالات التي شهدتها غزة والضفة الغربية، تبقى التحديات أمام تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار قائمة، إذ يتطلب الوضع الحالي مواصلة الجهود لتحقيق اتفاق طويل الأمد يضمن استقرار المنطقة وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم.
قد يهمك ايضا:
"غضب عارم" من مهاجمة دونالد ترامب نتائج الانتخابات مجددا
دونالد ترامب يتهم وسائل إعلام أميركية بتضخيم الهجوم الإلكتروني
أرسل تعليقك