غزة ـ ناصر الأسعد
استبق رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية عقد المجلس الوطني مساء أمس الاثنين في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، بإعلان رفض مخرجاته، والتلميح إلى احتمال تشكيل إطار بديل من منظمة التحرير الفلسطينية في حال بقيت أبوابها "مغلقة" في وجه الحركة، والدعوة إلى إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني فورية.
وأكد هنية أن الحركة لن تقف عند حدود رفض انعقاد المجلس من دون توافق، بل ستضطر إلى اتخاذ مواقف واضحة للحفاظ على القضية الفلسطينية، وإعادة النظر في مواقفها في شأن المنظمة طالما أن قياداتها تغلق الأبواب في وجه الغالبية من أبناء شعبنا".وقبل ست ساعات من موعد عقد المجلس، قال هنية في خطاب من منزله بُث على الهواء مباشرة، إن الخيار المفضل كان ولا يزال يتمثل في تأجيل عقد المجلس، وإعطاء الأولوية لحوار شامل يضم الأطراف كافة للاتفاق على رزمة شاملة تتضمن البرنامج السياسي، وأسس الشراكة، وتفعيل المجلس التشريعي، وتشكيل حكومة وحدة تحضّر لانتخابات عامة، واستكمال أعمال اللجنة التحضيرية لعقد جلسة مجلس وطني وحدوي لانتخاب أعضائه، وهذا الخيار لم يتم حتى حينه".
وأكد أن حماس لن تقف عند حدود تسجيل الموقف ورفض ما يجري، بل سيكون لهذا الأمر ما بعده، وستضطر إلى اتخاذ مواقف واضحة للحفاظ على القضية عبر التشاور مع المجموع الوطني".وعلى الرغم من تأكيد الحركة الدائم نيّتها الانضمام إلى منظمة التحرير وعدم تشكيل أي أطر أو أجسام بديلة، إلا أن سياسيين ومراقبين اعتبروا أن استخدام هنية عبارة "تمثيله الحقيقي" تعني تشكيل إطار بديل أو موازٍ.
وجدد هنية رفض الحركة "مخرجات المجلس الوطني"، مشيراً إلى أن "الأطر القيادية التي ستصدر عنه لا تمثل شعبنا ولن يقر أحد بها، وهو بهذه الطريقة لن يعالج أزمة الشرعية التي تعانيها القيادة الحالية" في إشارة واضحة إلى عدم الاعتراف بشرعية الرئيس محمود عباس والمجلسين الوطني والمركزي واللجنة التنفيذية الجديدة.
واتهم عباس وحركة "فتح" بأنهما "لا يقبلان الشراكة السياسية"، قائلاً إن "قيادة المنظمة لا تقبل الشريك السياسي والتعايش مع التعددية السياسية؛ وستظل تعيش أزمة الشرعية الوطنية". ورأى أنه "عندما تتحول (المنظمة) إلى أداة يستخدمها طرف لتمرير أجنداته المؤسفة، فإن من غير الممكن أن يُسمح لهذا الفريق الذي يقزّمها ويحتكرها، أن يتطاول على القوى الوطنية وينصّب نفسه ممثلاً عنها وعن الشعب". وتابع مضيفاً أن "المنظمة على هذا النحو المختل لا تمثل إلا الفريق الذي لا يزال مصراً على خيار التسوية والعودة إلى المفاوضات واستمرار التعاون الأمني ومحاربة المقاومة، بما فيها الشعبية".
وأكد أن "حماس، ومعها الكثير من شعبنا، لن تقبل بمواصلة البقاء في هذه الحلقة المفرغة"، معتبراً أن "الطريقة" التي يدير بها عباس الأمور "تكرس التفرّد والرغبة في إقصاء القوى الفاعلة".وانتقد هنية بشدة "الإجراءات الانتقامية ضد غزة، ودفع القطاع والقضية إلى نتائج لا تُحمد عقباها"، قائلاً إن "هذه الخطوات تأتي ضمن مخطط مرسوم، وهو (عباس) يرغب بالحصول على شرعية مضروبة، بالقيادة المنبثقة عن المجلس الوطني، والتفرد بالقرار".
ورأى أن "المغزى الحقيقي" من عقد المجلس "يشير بوعي أو من دون وعي إلى علاقاته بما يدور من مؤامرات ومشاريع هزيلة رفضها شعبنا". وأشار إلى أن "أكثر من ثلثي أعضاء المجلس التشريعي لن يشاركوا في المجلس، بسبب عقده من دون إجماع".
ودعا "كل حريص" على المصلحة الوطنية إلى "العمل على استعادة منظمة التحرير"، مطالباً بالاتفاق فوراً على "جدول عمل وطني يضع كل شعبنا على الطريق الصحيح، على أن تكون "أولويته الاستراتيجية إفشال صفقة" الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وعدم السماح بتمريرها.
أرسل تعليقك