القدس المحتلة ـ فلسطين اليوم
كشف مصدر مطلع على المداولات الحكومية في إسرائيل، في الوقت الذي تؤكد فيه وزارة الصحة الإسرائيلية تراجع الإصابات بفيروس «كورونا» المستجد، وتباشر في إعادة التلاميذ إلى المدارس، لتسهيل تحريك عجلة الاقتصاد، أن الدافع لاتخاذ القرارات بشأن تخفيف الإغلاق، الأسبوع الماضي، يكمن في تحذيرات تلقاها رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، من اندلاع عصيان مدني.
وأكد المصدر أن مسؤولاً رفيعاً حذّر نتنياهو من أنه «إذا لم يتم البدء بتخفيف رسمي للتعليمات الموجهة للجمهور، فإنه سيندلع تمرد». وأضاف المصدر أن نتنياهو أراد استمرار القيود، ولكن في أعقاب التحذير «غيّر موقفه»؛ ولكن القرارات الإسرائيلية بهذا الشأن تشهد بلبلة وفوضى وتتغير باستمرار. فبعد أن كانت الحكومة قد قررت إعادة التلاميذ من جيل الروضة وحتى الصف الثالث، نشرت نتائج دراسة في «مركز المعلومات والخبرة الوطنية لمحاربة كورونا»، مفادها أنه على عكس الانطباعات بأن الفيروس لا يصيب الصغار، تبيّن أن 855 من مجموع 2090 مصاباً جديداً بـ«كوفيد - 19»، هم من الأولاد دون سن 18 عاماً. وقالت الدراسة إن نسبة مرضى «كورونا» في هذه السن كانت متدنية جداً في بداية انتشار الفيروس، في جميع أنحاء العالم. لكن يتبين الآن من هذا البحث أن نحو 40 في المائة من المرضى الجدد هم دون سن 19 عاماً، 36 في المائة في سن 20 - 44 عاماً، 12 في المائة في سن 44 - 59 عاماً، 5 في المائة في سن 60 - 70 عاماً، 3 في المائة في سن 71 - 80 عاماً، فيما بقية الإصابات هي لمن هم فوق سن 80 عاماً.
ورجحت الدراسة ارتفاع نسبة إصابات القاصرين بهذا الفيروس، نتيجة ارتفاع عدد المصابين بالعدوى داخل البيوت من جراء الإغلاق، وارتفاع نسبة المتدينين اليهود والعرب بين المرضى. وأشار التقرير إلى أن نسبة القاصرين بين المرضى في حالات خطيرة متدنية جداً. ولفت التقرير إلى وجود 15 قاصراً مريضاً بـ«كورونا» في بلدة دير الأسد العربية و10 في مدينة الطيبة العربية. وهناك 98 قاصراً مصاباً بالفيروس كُتب أن مكان سكناهم «غير محدد». وأضافت أن 37.5 في المائة من المرضى بـ«كورونا» في القدس هم قاصرون، و45 في المائة في مدينة بني براك، وهما مدينتان تسكنهما أغلبية من اليهود المتدينين.
وتبين من الدراسة أن 162 (19 في المائة) بين القاصرين من المصابين الجدد بـ«كورونا» هم دون السنتين، 91 (11 في المائة) في سن 2 - 5 سنوات، 173 (20 في المائة) في سن 6 - 11، و429 (50 في المائة) في سن 12 - 19 عاماً. ويرقد 9 قاصرين فقط من بين جميع القاصرين في المستشفيات.
وبناء على هذه الدراسة تقرر الامتناع عن إرسال الأطفال إلى الروضات، غداً الأحد، وفتح المدارس في شروط مشددة للصفوف الابتدائية الأولى (من الأول حتى الثالث) وآخر صفين ثانويين (الحادي عشر والثاني عشر). ولكن هناك متمردين عديدين على القرار. فقد قررت الهيئات العربية عدم فتح المدارس إلى ما بعد عطلة عيد الفطر. وقررت كل من البلديات في كل من تل أبيب - يافا ورمات غان وحيفا وبئر السبع، إعادة فتح مدارسها. وقد عبّر مسؤولون في جهاز التعليم والسلطات المحلية عن استحالة تطبيق مخطط العودة لأنه لا توجد جاهزية. وصرّح وزير الطاقة الإسرائيلي، يوفال شطاينتس، بأنه «من السابق لأوانه فتح جهاز التعليم، وبالتأكيد ليس رياض الأطفال والفصول الدراسية لتلاميذ الفصول الدنيا من المرحلة الابتدائية».
وشدد على أن «فتح رياض الأطفال والفصول الدراسية يتطلب الحصول على رأي مهني واضح مبني على دراسات نهائية، تؤكد أن فرص انتشار العدوى بين الأطفال منخفضة أو غير موجودة، خلافاً لما أظهرت النتائج وما اعتقده العالم قبل شهرين».
ويذكر أن وزارة الصحة الإسرائيلية، أعلنت، أمس الجمعة، ارتفاع عدد الوفيات بفيروس «كورونا» إلى 223. في حين وصل عدد الحالات المصابة إلى 16004 حالات. ووفقاً للمعطيات، فإن الحالة الصحية لـ105 من المصابين «خطيرة»، منهم 83 موصولون بأجهزة التنفس الصناعي. وبلغ عدد المتعافين 8758 بعد تسجيل 197 حالة تعاف جديدة، وأما في فلسطين، فقد أعلنت وزيرة الصحة، مي كيلي، أن حصيلة الإصابات بـ«كورونا» ارتفعت إلى 517، والتعافي إلى 102.
وقالت إن هناك 8 إصابات في بيت لقيا، وإصابة في خربثا المصباح، وإصابة أخرى في عناتا. وهناك 3 حالات تعافٍ (حالة في نابلس وحالتان في القدس)، وحالة انتكاسة في بيت لقيا. وأعلنت وزارة الخارجية والمغتربين عن ارتفاع عدد الإصابات بالفيروس في صفوف الجاليات الفلسطينية حول العالم إلى 1251 إصابة. وأضافت أنه تم تسجيل 9 إصابات جديدة بينها 4 في الولايات المتحدة و5 في ألمانيا. كما تم تسجيل 62 حالة وفاة، وتعافي 487.
قد يهمك أيضا :
سياسات الحجْر والإغلاق بسبب "كورونا" تُنذر بعصيان مدني في إسرائيل
نتنياهو وغانتس يتقدمان في جهود تشكيل حكومة الاحتلال الإسرائيلي الجديدة
أرسل تعليقك