غزة - فلسطين اليوم
في الوقت الذي امتنع فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي في الحكومة الانتقالية بنيامين نتنياهو، عن التعليق على مفاوضاته مع رئيس الحكومة المكلف بيني غانتس، أبدت جهات في معسكر اليمين الذي يقوده، تفاؤلًا حذرًا من إمكانية نجاح المفاوضات، وتحدثت عن “تقدم جيد” نحو تفاهمات أساسية بين الطرفين.وكشفت مصادر في حزب غانتس “كحول لفان”، أنه طرح اقتراحًا جديدًا وسطيًا يساعد الطرفين على النزول عن الشجرة، بموجبه يقيم حكومة وحدة بين “الليكود” و”كحول لفان” وحزب اليهود الروس “يسرائيل بيتينو” الذي يرأسه أفيغدور ليبرمان، تكون في البداية من دون مشاركة الأحزاب الدينية الحليفة لـ”الليكود” (حزب اليهود الشرقيين المتدينين “شاس” وتحالف أحزاب اليهود الأشكناز المتدينين “يهدوت هتوراة”)، فتخدم لبضعة شهور.
وخلال هذه المدة تتم المصادقة على عدد معين من القوانين الليبرالية المتعلقة بشؤون المجتمع والسعي لفصل الدين عن الدولة. وبانتهاء هذه الفترة، ينضم المتدينون إلى الحكومة.وقد طلب نتنياهو من غانتس أن يفحص رد الأحزاب الدينية. لكنّ مصدرًا في حزب “شاس”، رحّب بهذا المقترح، وقال إنه يبعث على التفاؤل، ووصف مصدر في حزب “إلى اليمين”، وهو تحالف أحزاب دينية أيضًا، المقترح بأنه “تقدم كبير من جانب (كحول لفان)”، لكن رد “يهدوت هتوراة” كان أقل إيجابية، وقال إنه لا يفهم لماذا ينبغي أن يبقوا خارج الحكومة ولا يتفقوا معهم على تلك القوانين بما يرضي جميع الأطراف؟
غير أن رئيس طاقم المفاوضات عن حزب “الليكود” الوزير ياريف ليفين، رفض هذا الاقتراح، “وفاءً للحلفاء المتدينين”، وقال إنه يخشى أن يكون مطبًا يرمي إلى فك تحالف كتلة اليمين المؤلفة من 55 عضو كنيست (“الليكود” 32 نائبًا، والأحزاب الحريدية 16 نائبًا، وكتلة “إلى اليمين” 7 نواب)، وأضاف أن مقترح “كحول لفان” هذا لم يُطرح للنقاش خلال لقاء طاقمي المفاوضات الرسمي ولا يلزمه بشيء.
أقرأ ايضــــــــاً :
"نتنياهو" يؤكد أن العراق ولبنان يمران بـ "هزة أرضية"
وتابع ليفين، في مقابلة إذاعية، أمس (الاثنين)، إنه “ينبغي تشكيل حكومة وحدة وفقًا للخطة التي اقترحها الرئيس الإسرائيلي رؤوبين رفلين، أي أن تقام حكومة تقسَّم الوزارات فيها مناصفةً بين نتنياهو وغانتس، فيجلب كل منهما من يريد ويوزع الحقائب الوزارية كما يشاء على نواب من معسكره، ما يضمن مشاركة الكتلة اليمينية كلها في الحكومة. وقال: “حكومة وحدة يجب أن تكون حكومة وحدة بالمفهوم الواسع، وليس وحدة مشروطة يُحرم منها مَن يعتمرون الكيبا (القبعة الدينية اليهودية) أو الذين لا يعتمرونها”. وتساءل: “وفق أي منطق يقترحون حكومة من دون الأحزاب الدينية لكنهم يضيفون إليها حزب ليبرمان المعادي للأحزاب الدينية؟”.
وأضاف ليفين أن حزب “الليكود” قدم تنازلين كبيرين، “الأول هو أن الحكومة ستكون متساوية، أي أن عدد الوزراء الذي سيحصل عليه (الليكود) سيكون متدنيًا بسبب توزيعة الحقائب مع الشركاء (في كتلة اليمين)، وسيكون لـ(كحول لفان) عدد وزراء أكبر من (الليكود). والتنازل الثاني هو أنه على الرغم من أن القانون ينص على أنه بإمكان رئيس الحكومة البقاء في منصبه حتى صدور قرار حكم نهائي، سمحنا بسن قانون معين يتعلق بشخص معين، رئيس الحكومة (بنيامين نتنياهو)، خلال عملية تشكيل الحكومة وتقصير ولايته بشكل كبير. ولم يتحرك (كحول لفان) قيد أنملة عن موقفه رغم هذين التنازلين”.
وقد أصر ليفين على موقف “الليكود” بأن يكون نتنياهو أول من يتولى منصب رئيس الحكومة، ولمدة عام على الأقل. ولكن، رغم موقف ليفين، فإن ناطقًا باسم “كحول لفان” أكد تفاؤله من تغيير ممكن في مواقف “الليكود”. وتحدث عن “تقدم محتمل”. ووصف هذا الناطق اللقاءَ الذي تم بين نتنياهو وغانتس، مساء أول من أمس، بأنه “كان مجديًا”. وقال: “غانتس ونتنياهو نجحا في (تنظيف الطاولة)، وبناء نوع من العلاقة التي قد تساعد في وقت لاحق، مع استئناف المفاوضات بشكل مكثف”.
وأضاف الناطق: “لقد اجتمع الرجلان ثلاث مرات حتى الآن، منذ يوم الانتخابات في الشهر الماضي، وهذا هو اللقاء الأول الذي لم ينتهِ بتبادل علني للاتهامات. فحتى لو لم يحصل أي تقدم عملي في الاجتماعين، وأن الطرفين اتفقا على أمر واحد، وهو تجنب انتخابات ثالثة، فإن الأمر يعد إنجازًا، فكيف وقد قررا مواصلة الاتصالات!”.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
بيني غانتس يعرض على بنيامين نتنياهو حلًا توافقيًا لتشكيل حكومة مشتركة
أرسل تعليقك