القاهرة ـ فلسطين اليوم
تعقد إسرائيل اليوم الاثنين اجتماعاً لمجلسها الوزاري الأمني المصغر، في وقت حساس للغاية حيث تواصل الجهود لإجراء محادثات حاسمة حول اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة. ويأتي الاجتماع بالتوازي مع إرسال مفاوضين إسرائيليين إلى العاصمة المصرية القاهرة لإجراء محادثات تتعلق بالاتفاقات المستقبلية التي تهدف إلى إنهاء النزاع الذي اندلع في أكتوبر 2023.
وفي هذا السياق، أكدت مصادر متعددة أن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الذي كان قد زار تل أبيب مؤخراً، سيتوجه اليوم إلى المملكة العربية السعودية في إطار الجهود الأميركية لتعزيز التحالفات في الشرق الأوسط. خلال زيارته إلى إسرائيل، أظهر روبيو دعماً قوياً لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، معتبراً أن "حركة حماس يجب القضاء عليها بالكامل" وهو الموقف الذي يتوافق مع الموقف الإسرائيلي الثابت منذ بداية الحرب.
من جانبه، حذر نتنياهو في تصريحات صحفية من "فتح أبواب الجحيم" على حركة حماس إذا لم يتم تحرير جميع الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة. وأضاف أن إسرائيل عازمة على "إنهاء المهمة" فيما يخص معالجة تهديدات إيران التي تدعم الحركة الفلسطينية، وهو ما يعكس استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى تحقيق الأمن الإقليمي.
الهدنة التي تم الإعلان عنها في 19 يناير 2024، بعد أكثر من عام من القتال العنيف، كانت قد أتاحت المجال للعديد من المبادرات الدولية لإنهاء النزاع بشكل شامل. وتشتمل المرحلة الحالية من الاتفاق على إطلاق سراح العديد من المحتجزين الإسرائيليين والفلسطينيين، حيث تم حتى الآن الإفراج عن 19 رهينة إسرائيلياً و1134 معتقلاً فلسطينياً. ورغم التقدم الذي تم إحرازه، كانت الهدنة في كثير من الأحيان على حافة الانهيار، خاصة بعد تهديدات من حماس بتعليق عملية إطلاق سراح المحتجزين بسبب الخروقات التي ارتكبتها إسرائيل، مما أدى إلى تصاعد التوترات بين الطرفين.
وفي الوقت الذي يزداد فيه الوضع هشاشة، أصدر الجيش الإسرائيلي بياناً يوم الأحد أكد فيه استهدافه لمسلحين في قطاع غزة، وهو ما تسبب في مقتل ثلاثة من رجال الشرطة المحليين. من جهة أخرى، انتقدت حماس هذه الغارة ووصفتها بـ"الانتهاك الخطير" للهدنة، ما يعكس استمرار حالة التوتر التي تخيم على الوضع في المنطقة.
كما يتطلع المجتمع الدولي إلى المرحلة الثانية من الاتفاق التي من المتوقع أن تشهد المزيد من إطلاق سراح المحتجزين، بالإضافة إلى خطوات إضافية لتحسين الوضع الإنساني في غزة التي دمرت الحرب أجزاء واسعة منها. لكن التحديات التي تواجه الأطراف المتنازعة لا تزال كبيرة، حيث تواصل إسرائيل فرض حصار شامل على القطاع، في حين تواجه انتقادات من قبل حماس بسبب القيود المفروضة على المساعدات الإنسانية ومواد إعادة الإعمار.
وفي خطوة قد تعزز الضغط على حماس، أشار روبيو إلى أن القضاء على هذه الحركة المسلحة هو "المفتاح" لتحقيق استقرار المنطقة. وهو موقف يتماشى مع رؤية نتنياهو التي تركز على مواجهة التهديدات الإقليمية، وخاصة من إيران، التي تعتبرها إسرائيل أحد الأسباب الرئيسية لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط.
من جهة أخرى، تواصل إسرائيل تعزيز موقفها العسكري، حيث أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية وصول شحنة كبيرة من الأسلحة الأميركية بما في ذلك "القنابل الثقيلة" التي ستعزز قدرتها على تنفيذ عمليات عسكرية في المنطقة في حال استمر التوتر. هذا كله يأتي في وقت حساس حيث يحاول المفاوضون إيجاد حلول دبلوماسية من خلال الوساطة المصرية والقطرية لضمان عدم انهيار اتفاق وقف النار.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
ترمب يُعلن أن إسرائيل ستسلمه غزة عقب انتهاء الحرب وسط رفض دولي واسع وتل أبيب تعد خطة للسماح لفلسطينيي القطاع بمغادرته
المخابرات الإسرائيلية تحذر من تداعيات خطة ترامب على غزة وخطر إشعال المنطقة ونتنياهو يرى فيها فرصة ويعبر عن تفاؤله


أرسل تعليقك