القدس المحتلة ـ كمال اليازجي
يبذل الحزبان الكبار في إسرائيل جهوداً كبيرة لتفادي إجراء انتخابات جديدة، وذلك رغم أن رئيس حزب اليهود الروس، «يسرائيل بيتينو»، أفيغدور ليبرمان، أعلن أن «جميع الخيارات المتاحة لتشكيل حكومة وحدة أو حكومة يمين ضيقة لم تعد قائمة»، وأن «إسرائيل تتجه بقوة نحو انتخابات جديدة»، فيما يحاول ممثلو «الليكود» ممارسة الضغوط على ليبرمان أن يغير رأيه وينضم إلى حكومة برئاسة بنيامين نتنياهو، ويحاول قادة «كحول لفان» إقناع المعارضة الداخلية في الليكود إطاحة نتنياهو والشراكة معهم في حكومة وحدة.
وكان ليبرمان أعلن، صباح الخميس، أنه لن ينضم لحكومة ضيقة، مع الليكود أو مع «كحول لفان»، ولذلك خلص إلى الاستنتاج: «ذاهبون إلى انتخابات». وقال، خلال مقابلات صحافية، إنه لم يبقَ سوى 6 أيام على انتهاء مهلة الـ21 الممنوحة لـ«الكنيست» (البرلمان الإسرائيلي)، لتفويض أحد أعضائه بتشكيل حكومة، ومع فشل محاولات غانتس ونتنياهو لتشكيل حكومة وحدة بينهما، وهذه ليست مدة كافية لنسج اتفاق ائتلافي. وقد حمّل ليبرمان كلا الحزبين مسؤولية الفشل، واتهمهما بأنهما يسعيان إلى انتخابات جديدة «لأن لكل منهما استطلاعات رأي تبين لهما أنهما سيرفعان من عدد المقاعد».
وقال ليبرمان، «شخصياً، كان لديّ الحق في تشكيل حكومة ضيقة مع نتنياهو. كان يمكن أن تكون هذه حكومة مؤلفة من 63 نائباً، وقد أكون القائم بأعمال رئيس الحكومة ووزيراً للأمن، والحصول على حقيبتين وزاريتين إضافيتين، والانضمام إلى كل لجنة برلمانية أريدها، وأي ميزانية تخدم أهداف حزبنا. رفض ذلك عملياً مناقض بشكل تام لمصالح الحزب. ولكنني فضلتُ أن أتوافق مع مصالح دولة إسرائيل. وعليه رفضتُ ذلك».
وعلى أثر هذه التصريحات، خرجت الأمينة العامة للجنة الانتخابات المركزية، أورلي عدس، بمؤتمر صحافي، تحث فيه أعضاء الكنيست إلى الإسراع في سن قانون انتخابات الكنيست المقبلة، وحذرت من أنها تحتاج إلى 90 يوماً على الأقل لإجراء الانتخابات وتحتاج فورا إلى موازنة 100 مليون دولار لتمويلها. وقالت إن كل يوم يتأخرون فيه بسن هذا القانون، يؤدي إلى عرقلة العملية الانتخابية. وأكدت: «اليوم لا توجد لدينا في المخازن أي أدوات ملائمة لإجراء الانتخابات، لا يوجد موظفون ولا يوجد مال نتعاقد من خلاله مع أحد. هذه أول مرة تصيب إسرائيل واقعة كهذه، بحيث تجري ثلاثة انتخابات برلمانية خلال سنة. وهذا الأمر يأخذنا إلى مأزق حقيقي».
وبموجب السيناريو الذي وضعته عدس، ستجري الانتخابات في العاشر من مارس (آذار) المقبل. ولكن بما أن هذا لتاريخ يصادف عيد البوريم (المساخر)، سيضطرون لتأجيلها إلى 17 من مارس. وحتى ذلك الوقت يبقى نتنياهو رئيساً للحكومة الانتقالية. بل سيبقى في المنصب حتى الانتهاء من تشكيل حكومة جديدة.
وبناء على ذلك، ورغم تصريحات ليبرمان، ثمة من يعتقد في الليكود أنه لا يزال بالإمكان إقناعه بالانضمام إلى حكومة يمينية ضيقة، ومنهم من ذهب بعيداً إلى الاعتقاد أنه بالإمكان إعادة ليبرمان إلى حزب «الليكود». ولفتوا إلى أن 60 رئيس سلطة محلية من «الليكود»، توجهوا برسالة إلى ليبرمان، يطالبونه فيها بالانضمام لحكومة يمين، وقرروا الدعوة إلى مؤتمر شعبي واسع، مساء غد السبت، بعنوان «ليبرمان... عد إلى البيت». وبالمقابل، قالت مصادر مقربة من غانتس إنه لم يفقد الأمل في إقناع حزب «الليكود»، بتغيير رأيه والتخلي عن رئاسة الحكومة في المرحلة الأولى. وأكدت أن قادة الحزبين ما زالا يجتمعان ويتباحثان. وأن هناك احتمالاً لعقد جلسة أخرى بين نتنياهو وغانتس بعد غد (الأحد). وقالت مصادر أخرى إن غانتس يقيم علاقات مع جدعون ساعر، المنافس الأساسي لنتنياهو داخل الليكود.
وكشفت مصادر سياسية أن الرئيس رفلين، الذي يحارب فكرة التوجه إلى انتخابات ثالثة، لا يتحمس لفكرة حكومة برئاسة نتنياهو، وأكدت أن رفلين سمع في الأيام الأخيرة وهو يقول إنه لا ينام الليل بسبب القلق من احتمال أن يضطر لتكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة مرة أخرى. وقال: «لا أتصور أن أكون أنا الرئيس الذي يكلف شخصاً متهماً بثلاث قضايا فساد بتشكيل حكومة». وأضافت هذه المصادر أن مَن يعرف رفلين يدرك أنه بدأ يعد الجمهور لوضع يرفض فيه تكليف نتنياهو، حتى لو فاز في الانتخابات.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
أفيغدور ليبرمان يتّهم نتنياهو وغانتس بالتسبّب في فشل تشكيل حكومة وحدة وطنية
"إسرائيل بيتنا" يطرح مبادرة جديدة للحيلولة دون إجراء انتخابات ثالثة للكنيست
أرسل تعليقك